مُنْذُ أنْ كُنّا صِغاراً تائِهين!..,بَينَ هَمَساتِ الحَقيقة وَ بُكائِنا عَلى الدُروب ..~(سَأكتُب وَ لَنْ أتَوَقَّفْ)

السـَلآمُ عَلَيـكُم وَ رَحمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُه ...
كيف الحال أخواني/أخواتي؟
..., أسأل الله أن تكونوا بخيرٍ وَ عافية ..
أما بعد , و لله الحَمد تمكنت من ان استكمل في سلسلتي
" سأكتب و لن اتوقف " بفضلكم بعد فضل الله..,
للحياة مواضيع كثيرة ...امور تشوقنا و اخرى لا ..
امورٌ نريد ان نعرفها و نحنُ لا نحتاج اليها ,
و اخرى العكس , اذ اننا في اوج الحاجة اليها.لكننا نغلق آذاننا عند سماعها..
عارفين الخبر الذي سينطق به , و غير مريدين للتغيير رغم اننا نعرف الخطأ ..
وَ لِمَ ذلِك؟
ذلِكَ اننا قَد تعلمنا الخطأ و تمَّ اجبارنا عليه لفترة من اعمارنا –و ان قصُرَت-
فأصبحنا خائفين من ان نغيره , رغم ذهابِ عامِلِ الاجبارِ و التقييد..
و في نَفسِ الوقت , نحن نُدرِكُ خطَأ ما نفعل ..!
اليوم سنتكلم عن هذا بعدمِ ايفاءٍ , طالبين منكم (أعزائنا)
أن تكملوه بأجملِ العبارات التي تثبت مكانها بقوتها و ثباتِ حُجَّتِها ..
راجين مِنكُم الابتعادَ عَن الردود السطحية , كي يكون الموضوع مفيدا لَكَ و لِغَيرِك ..


بَنَر الموضوع








مُنذٌ أن كُنّا صِغاراً..
تَعَلمنا .. الصِدقَ , وَ العِقابَ , وَ العَدل ...
تَعَلمنا أن كُلاً يُجازى بِـما عَمَل ..,
وَ مَن لا يؤذي غيره ; لا يؤذيه الناس العقلاء..
(اي الكبار كما اعتقدنا سابقا),
هذه جملة الكلامِ الذي عَلمه لنا أهلنا قبل أن
يُطلِقوا سراحنا الى داخِلِ بطونِ المُجتَمَعِ الجَشِعة ..!!!
و هُم يَعلَمون.. بَل هُم مُدرِكونَ تماماً..!,
أنَّ هذِهِ القِيَمُ الصادِقة , الوفاءُ وَ البراءةُ لِلعَقلِ الطفولِي الساذَج,
لَن يعودَ لَها أيُّ وجود ..
إذ اطلقونا إلى فضاءٍ جَديدٍ لأوَلِ مَرة مِن غَيرِ تَحذير ,
و دون ادنى أستعداد..
...
أصبَحنا نَحنُ مَن نَخُل بهذه القِيَم , و نوقِنُ أن من يتَحَدَّثُ بِها ,
لأَمرُهُ واحِدٌ مِن اثنين ...
فإما أن يكونَ بِهِ شَيءٌ مِن سَفاهَةِ العَقلِ أو خِفَّتِه ..
أو أن يكون الشخص متحذلِقاً يَرسُمَ أمامَنا لَوحَةً كاذِبَةً
لِيَخدَعَنا بِها أو يُضحِكَنا (و هو الأغلب)...
اذ بتنا نحن الذين نؤذي الآخرين..نَحنُ مَن نَخُّلُ بِميزانِ العَدلِ..,
وَ تَتَعالى الضَحكــات!
ثُمَّ نَتَدارَكُ انفُسَنا بَعدَ ان فنينا ..(مالذي حَدَثَ لَنا .؟!)
(وَ لِمَ أصبَحنا هكذا؟؟!)..
تأخرنا جِداً ..فَقَد أدركنا هذا ...
في نِهايَةِ أعمارِنا ..حينَ..,
حينَ سَقَطنا عن الجُرف ..







طَرقٌ عَلَى البابِ ,ضَجَّ بِهِ الصف ..
هَمهَمَة ..,أحَدُهُم يَتَحدثُ مع المُعَلم ..
سُرعانَ ما أدركوا مالذي سَيَحصُل ..,
فيلتفت الطُلابُ الصِغار نَحوَ بَعضِهِم البَعض .., و تُكَشِرُ اسنانهم ..
((سَتَحصُلً مُشاغَبةٌ جَديدة ..))
يلتَفِتُ المُعَلمُ إلى الفَصل..:
(أن حافِظوا على الهدوءِ ريثما أعود )
وَ بِمُجَردِ أن يَخطوَ أولى خطواتِهِ خارِجَ الصَف..,
حَتى تَرتَفِعَ أصواتُ الصَرَخات التي تَنُمُّ عَن
((أجَل ,سأفقِدُ عَقلي وَ يُعجِبُني ذلك!!!))
و تبدأ الاوراق بالتطاير هنا و هناك ..,
و ماءٌ يهدرُ على الارض حتى اصبَحَت زَلِقة ..في ما أسموه "معركة" .!
هذا ما قد اتسَعَت عينا صاحبنا منه ..
الذي كان هذا اول يوم له بالمدرسة ..,
فقد فوجئ بهذا السلوك, اذ اعتاد على اطاعة من هم اكبر منه ..
و ان يلتزم بالاوامر الملقاة منهم .
فما كان منه إلا أن قال لهم بهدوءٍ , و دون ان يتزحزح عن مكانه ..
(أظنُّ انه سَيَكون من الافضَلِ لَنا أن نهدأ ..)
عَمَّ الهدوءُ لِلَحَظاتٍ ...
فابتَسَمَ صاحِبُنا ظاناً كونَهُ قَد أصلَحَ الوضعَ.
إذ لَم يُدرِك بأنها لَحظاتُ الصَمتِ التي تسبِقُ العاصفة..!
...توجَهَت اليهِ الانظار .. و تراشق الجميع أوراقا مبللة عليه و ثم بينهم ..
و استمروا في ذلك ..,وتعالت أصواتُ الصُراخِ أكثَرَ حتى..
هنا حيثُ دَخَلَ المُعلِمُ غاضِبا ..
( ألَم أقل لَكُم أن حافِظوا على الهدوء؟!)
فأخرَجَ عصا خشبية غليضة من حَقيبته..,
و بدأ بِضَربِ كُلِّ الطلابِ على التوالي ..,أكانوا مذنبين أم لا ..
..اذ أن هذا ما يعتقد انه سيجعلهم يجلونه و يحترمونه ..,
هذا ما اعتقد .., "اختَفَت عَنهُ حقيقَةُ أن هذا خَوفٌ ..يتحول الى كراهية بمرور الايام
فَحِقدٌ..ثُمَّ الى ما لا يُحمَد عقباه "
عادَ صاحِبُنا الى منزِلِه ..حزينا ,غاضبا بنفس الوقت ..
و راجيا من أهله ..الحضن الذي يعلِمُهُ بِكَلِمَةٍ مشجعة ..وقوفٍ مَعَه ..
او نَصيحَةٍ على الاقل ..,
لكِن حين حكى لهُم ما حدث , فوجِئَ بِهِم يَضحكون على مَوقِفِه,
وَ يَستهزئون بتصرفه ..بل يطلبون منه ان يكبر و ان يكون رَجُلاً ..
بِعَدَمِ اطاعَة الاوامر ..!
فَهَل يا ترى أصبَح رَجُلا بيومه الدراسي الاول .؟
هَل تفرقُ تلك الساعات او الدقائق؟
...
يَنعَكِسُ هذا على هذا صاحبنا ..اذ اصبحت المغالطة ,و العصيان..
المنهَجَ الصحيح بنظَرِهِ دوماً..,
و أياً ما يصنع في حياته او يجتَهَد ,سيظل كبوتاً لِلحِقدِ بدونِ عَفوٍ
..مُستعدا لرَمي حقده في اول فرصَةِ توكيلٍ او إدارة لَه ..
يُصبِحُ قاضيا مَثلاً ..
فياتيه زمرة من المتهمين .قبل ان يستمع حتى لهم أو ينظر ما صنعوا ..
يأمُرُ(ان زُجزهُم جميعاً في السجن!)
(لكِن..)/(لو أنهم لم يفعلوا شيئا اذن لم اتهموا )
(لا يهمني زجوهم جميعا!)..
....
قَد يقولُ احدُهُم عن هذا ترهات او كلامٌ بلا معنى..,
في الحقيقة , على مَرِّ التاريخ و مضي السنين سمِعنا و رأينا و عَرَفنا اناسا مثل هذا ..
لكن سُرعانَ ما نسيناهم ..او لم نسألهم .., و ان سألتهم
لرُبما أنكروا .., فَهُم أنفسهم نسوا سبب هذا الحقد و الاغتياظ ..
فَتَرَكوا شياطين عقولهم تسيطر عَلَيهم و تَدفَعُهُم الى افراغه على ذوي الحق ....
كأنه "قد حَدَثَ هذا لي ..اذن يجب ان يحس بي الجميع ..
و هنا نرى ان عدة عوامل هي سببت هذا الحقد..و سبب افشاءه بهذا الشكل
, على من يستحق و من لا يستحق..!









الى هُنا أكو قد وُصَلتُ الى نهاية الموضوع و خاتمته ..
او بالاحرى ستكون بدايته بردودكم!
التي ارجو الا تحرموني منها ,
اتمنى ان يكون الموضوع نال على –ولو جزء بسيط- من اعجابكم.
لا تنسوا الدعاء لاخوانكم في سوريا بان ينصرهم الله عز وجل ..
في أمانِ الله و حفظه و رعايته

---

التعديل الأخير تم بواسطة yamada san ; 02-14-2013 الساعة 02:54 AM