|~ نقـــاش الـإسبۆع " التفريق بين الـأبناء " ~|

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بدايةً ، موضوع شيّق وعميق ويحتاج إلى الكثير من الدقة والأدلّة الملموسة ..

لدينا في مجتمعاتنا صنفان من الوالدان ..
الصنف الأول هو الصنف العادل والذي يوفّر لأولاده ما يريدونه بصفة عادلة لا تشوبها شائبة مهما كانوا مختلفين ومهما كان مقدار إختلاف حبّهم لهم ومهما كانت أخلاقهم وتصرّفاتهم مختلفة .
الصنف الثاني هو الذي يميّز بين أبنائه حسب أفعالهم وتصرّفاتهم وأخلاقهم وتميّزهم الدراسي في الكثير من الأحيان وهو ما أسمّيه أنا ب " التّمييز القاتل " أو" المتغطرس " ..

فمن هو الصنف الأمثل ؟

في الحقيقة ، لا يوجد صنف مثالي بالكامل ..
ولكن يبقى الصنف الأول هو الأفضل والأعدل ..
لأنه مهما بلغ الأمر بالأبناء لا يجب التفرقة والتمييز بينهما لأن لذلك عواقب وخيمة جدا تبدو في ظاهرها تافهة ولكن في باطنها قد تحمل مأساة بعينها !!
فالأثر الذي قد يبقى في نفس المظلوم سيكون أثرا نفسيا سلبيا يعود سلبا على صاحبه في حياته ومستقبله وخاصة في علاقته مع إخوته ووالديه ..
فقد يصل به الأمر إلى الحقد عليهم ونبذهم وإتّخاذهم أعداءًا له في الحياة !!
ومن الممكن كذلك أن يسبب هذا الشخص ضررا لنفسه لتكتمل هذه المأساة وتصبح كارثة متكاملة الأركان ..

ولنا في ذلك أمثلة عديدة نلتمسها من تاريخ حضارتنا الإسلامية على سبيل المثال .

جميعنا نعرف سليمان القانوني السلطان الذي حكم الدولة العثمانية وحكم العالم في وقت من الأوقات .
ونعرف أنه اشتهر بعدله آنذاك .
لقد إقترف أمرا مماثلًا لأطروحة موضوعنا .. أمر جلب عليه المصائب ..
لقد ميّز بين إبنيه " سليم الأول " و " بيزيداه شاه "
وإختار أحدهما ليكون ولي عهده والسلطان من بعده وهذا ما أثار حفيظة الآخر إلى درجة أنه جهّز جيشا كاملا للثأر لنفسه وصمّم على قتل أخيه .
ولن نخوض في تفاصيل عديدة حول هذه القصة فهي تحمل عدة خفايا ومؤامرات ليست محور حديثنا !

وتوجد الكثير من القصص الواقعية الأخرى التي إن خضنا في رحابها فلن ننتهي ..


✓ - هل تميز أحد الأبناء في دراسته أو في أي مجال آخر هو من يجعله مميزاً لدى والديه متجاهلين بقية الأبناء؟؟

هذا هو السبب الشائع والأبرز .. ولكنه لا يمكن أن يكون ذريعة للوالدين أو حجة لصالحهما ..وكذلك توجد أسباب أخرى ..

✓ - من المتسبب في إيجاد وتفاشي مثل هذا المرض الأسري في مجتمعنا .؟ ولماذا ؟؟

المجتمع نفسه .. وتحديدا الوالدان .. فالأمر يعود إليهما وإلى طريقة تفكيرهما .. ولكن السبب الأكبر هو الجهل .

✓ - حب الوالدين أو احدهم لأحد أبناءهم يخلق الكره والبغضاء بين كافة ابناءهم .. هل هذا الإبن
أو البنت يتحمل مسؤلية هذه التفرقه .؟ وماهو الواجب فعله من قبل هذا الإبن المدلل ؟؟

صحيح أن أول عاقبة لهذا التمييز الأحمق هو العداوة بين الإبنين وتفشي الكراهية بينهما . ولكن أرى أن هذا الإبن المميّز من قبل أبويه لا علاقة له بخطأ والديه . وهما فقط من يتحملان مسؤوليّته كاملة . وما يمكن أن يفعله هذا الإبن هو توعية أبويه وإقناعهما أنهما على ضلال ..

✓ - هل عشتــ/ي هذه التفرقة في واقع حياتك ..؟ وماهي نتائجها!؟

لا، لم أعشها ولله الحمد .. فأعتقد أن والداي واعيان بخطورة هذا الأمر جيدا وحريصان على إقامة العدل .. والله أعلم

✓ -هل هذه المشكلة متفشية في مجتمعنا بشكل كبير !؟

أجل ، مع الأسف . ولكن لا أحد يتكلم بشأنها .. فالناس يقدّسون الوالدان ويجعلوهما فوق سقف النقد للأسف وهذا راجع لقلة المعرفة والعلم .

✓ - ماهو الواجب على كافة شرائح المجتمع فعله للتصدي لهذه المشكلة !؟

أوّلا على الآباء تغيير ما بأنفسهم أوّلا وهذا وحده كاف .
وكذلك يجب إظهار بعض الشجاعة ومناقشة الموضوع علنا وإبراز مدى خطورته .

أخيرا ، أشكرك أخي αηιмσ кυη على الطرح الشيق وأتمنى أني أضفت لهذا النقاش ولو قليلا .