يفنى الفناءُ بذكرى المآسي!

أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا،
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا !

- ابن زيدون

إنـي لا أعلمُ يَـا صَديقة،
أخبريني الحقيقة، كلّ الحـقيقة

ما بالي أرى ..
مَنْ شدّ رحاله خلسةً وارتحل!

مودعًا بعباراتِ الفرح .. !
ما بالُ السرور بفراقنا،

كالذي انتظر اللحظة،
حتى إذا جاءت ..

أطلق الصرخة :
" هنا النهاية، حلّت النهاية! "



يائسةٌ الأفراحُ أن تعيش فينا،
مقلة العين، ما ملّت الشتاء،

أخبريني سـرّ المَصيف لأنجو،
فالغرقُ أهلكني !

عن أيام الجفاف، والرحيل
أخبريني .. كيف ملكتها، ما سرّك ؟

من أرادَ هذا لنا وخبأ .. !
آلجريمة في بئرك مدفونة؟

أم .. ليس للأنثى أسرار؟
وما كان الرحيلُ عندكِ سوى افتراض

وواقعة،
لا تحيى إلّا في الأحلام!




تُـجيب :
يفنى الفناءُ .. بذكرى المآسي،

تعجز الدنيا أن تحمل الأحلام
حتى إذا ما ثقلت عنها رَمتك

وواست في عينيك كلّ خيار
لا يملك الحظّ من آمن بالعين

فالتجربة، والقراءة، والعقل
هم أسلحة الحكمة !

من تحّلى بها .. علم
أن الدنيا ليست خضراء

والسماءُ لا تبقى زرقاء
أن النهر لا يبقى عذبًا في البحر

وطول الأيام يقتل الصبر!
الأمسُ حكاية لا تعاد

والغد لوحة ..
نسيت بدأها بالأمسُ

يا صديقي،
الحزن .. يعطي

لكن التباكي، يخزي !
العين قد لا تدمع،

لكنّك عن القلب لا تدري
ما نبصر غشاء يغطي الحقيقة!

إن أردتها ..
فعند فناء الأمل،

لا تهم النهايات ..
فالمآسي مجزرة !

وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا

-ابن زيدون

البنر :

__________




___________

---

التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 09-25-2016 الساعة 09:37 PM