[[سـلـ °°غـزوة°° سلـ°° بــدر°° ـة]]

في الحديث عن غزوة بدر، والتعقيب عليها في سورة الأنفال يقول الله تعالى:
[FONT="]﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ [/FONT][FONT="]فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[/FONT][FONT="]﴾ [الأنفال:45][/FONT]
[FONT="] أمر الله تعالى بالثبات عند قتال الأعداء والصبر على[/FONT] [FONT="]مبارزتهم، فلا يفروا ولا ينكلوا ولا يجبنوا،
[/FONT]
[FONT="]وأن يذكروا الله في تلك الحال ولا ينسوه، بل يستغيثوا به ويتوكلوا عليه أن يثبت أقدامهم[/FONT]
[FONT="] وأن ينصرهم على أعدائهم؛ قال[/FONT] [FONT="]الله تعالى[/FONT]:
[FONT="]﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا[/FONT][FONT="]رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى[/FONT][FONT="]الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[/FONT][FONT="] ﴾[/FONT]
[FONT="][[/FONT] [FONT="]البقرة:250]،[/FONT]
[FONT="] وقال الله تعالى[/FONT]: [FONT="]﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا[/FONT][FONT="]ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا[/FONT]
[FONT="] وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا[/FONT][FONT="]عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [/FONT][FONT="]﴾ [/FONT][FONT="][[/FONT][FONT="]آل عمران: 147[/FONT][FONT="]][/FONT]

[FONT="]نجاةُ القافلة وإصرار زعماء مكة على قتال النبي استشار رسول الله [/FONT][FONT="] أصحابه في الأمر,[/FONT]
[FONT="] وأبدى بعض الصحابة عدم ارتياحهم لمسألة المواجهة الحربية مع قريش،
[/FONT]
[FONT="]حيث إنهم لم يتوقعوا المواجهة ولم يستعدوا لها، وحاولوا إقناع الرسول [/FONT] [FONT="] بوجهة نظرهم.[/FONT]

[FONT="]وقد أجمع قادة المهاجرين على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو,[/FONT]
[FONT="] وكان للمقداد بن الأسود موقفٌ متميزٌ، فقد قال عبد الله بن مسعود [/FONT] [FONT="]:
[/FONT]
[FONT="]شهدت من المقداد بن الأسود مشه[/FONT]
[FONT="]دًا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عُدلَ به أتى النبي [/FONT] [FONT="] وهو يدعو على[/FONT]
[FONT="] المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا[/FONT]
[FONT="] فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]،[/FONT]
[FONT="] ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك,[/FONT]
[FONT="] وبين يديك وخلفك. فرأيت الرسول [/FONT] [FONT="] أشرق وجهه وسرَّه، وفي رواية:[/FONT]


[FONT="] قال المقداد: يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:[/FONT]
[FONT="] ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) ولكن امضِ ونحن معك،[/FONT]
[FONT="] فكأنه سرَّى عن رسول الله .[/FONT]

[FONT="]وبعد ذلك عاد رسول الله [/FONT][FONT="] فقال: «أشيروا عليَّ أيها الناس»،[/FONT]
[FONT="] وكان إنما يقصد الأنصار؛ لأنهم غالبية جنده، ولأن بيعة العقبة الثانية
[/FONT]
[FONT="]لم تكن في ظاهرها ملزمة لهم بحماية الرسول [/FONT] [FONT="] خارج المدينة،
[/FONT]
[FONT="]وقد أدرك الصحابي سعد بن معاذ، وهو حامل لواء الأنصار،[/FONT]
[FONT="] مقصد النبي [/FONT] [FONT="] من ذلك فنهض قائلاً: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟[/FONT]
[FONT="] قال [/FONT] [FONT="]: «أجل». قال: (لقد آمنا بك[/FONT]
[FONT="]وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا[/FONT]
[FONT="] ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي[/FONT]
[FONT="] بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك،[/FONT]
[FONT="] ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر في الحرب،[/FONT]
[FONT="] صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله).[/FONT]
[FONT="] سُرَّ النبي [/FONT] [FONT="] من مقالة سعد بن معاذ، ونشطه ذلك فقال [/FONT][FONT="] :
[/FONT]

[FONT="]«سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم»[/FONT]

[FONT="]كانت كلمات سعد مشجعة لرسول الله [/FONT][FONT="] وملهبة لمشاعر[/FONT]

[FONT="] الصحابة فقد رفعت معنويات الصحابة وشجعتهم على القتال.[/FONT]

[FONT="]إن حرص النبي [/FONT][FONT="] على استشارة أصحابه في الغزوات يدل على[/FONT]

[FONT="] تأكيد أهمية الشورى في الحروب بالذات؛ ذلك لأن الحروب تقرر مصير الأمم، فإما إلى العلياء، وإما تحت الغبراء.[/FONT]

[FONT="]إن المسلم في مواجهته للباطل يحشد ما استطاع من قوة، ولا[/FONT][FONT="]يدَّخر في ذلك وُسعًا،
ثم هو بعد ذلك لا يرهب قوة الأعداء، وإن كانت تفوقه عددًا[/FONT][FONT="]وعتادًا؛
لأنه على يقين من أنه ليس في الميدان وحده، وإنما معه جند الله الذي لا[/FONT][FONT="]يعلمها إلا هو،
وفي بدر يتجلى ذلك في مواقف عدة؛ حيث تنتصر القلة المؤمنة على [/FONT][FONT="]الكثرة المشركة وذلك بفضل
ما سخر الله للمسلمين من جند السماء والأرض والتي كان[/FONT][FONT="]منها[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]أ- الملائكة مدد من السماء: حين استغاث الرسول[/FONT][FONT="]ومن معه من المؤمنين بربهم أمدهم
بالملائكة[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]﴿إِذْ[/FONT][FONT="] تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ[/FONT][FONT="] الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][الأنفال:9][/FONT][FONT="]،
والمتأمل يرى أن عدة الملائكة[/FONT][FONT="]بعدة المشركين، وبذلك يتحقق ما أخبر به الله من البشرى

والطمأنينة للمؤمنين[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ [/FONT][FONT="]قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ عَزِيزٌ [/FONT][FONT="]حَكِيمٌ [/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][الأنفال[/FONT][FONT="]:10][/FONT][FONT="].

[/FONT][FONT="]ب- النوم والمطر: قبل المعركة كان المسلمون في حالة من التعب[/FONT] [FONT="]والإعياء والخوف يحتاجون
معها إلى قسط من الراحة قبل المواجهة، كما أن ساحة المعركة [/FONT][FONT="]كانت في حاجة إلى تجهيز وإعداد
بما يمكِّن المسلمين من الحركة في الميدان وفي[/FONT][FONT="] المقابل يعوق حركة المشركين؛ فأنزل الله عليهم
النعاس والمطر[/FONT][FONT="].. [/FONT][FONT="]﴿إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ [/FONT][FONT="]عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ
عَنكُمْ رِجْزَ[/FONT][FONT="]الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][الأنفال:11][/FONT][FONT="].

[/FONT][FONT="]يقول الماوردي: وفي امتنان الله عليهم بالنوم في هذه الليلة[/FONT] [FONT="]وجهان[/FONT][FONT="]:
[/FONT][FONT="]أحدهما[/FONT] [FONT="]: أن قوَّاهم بالاستراحة على القتال من[/FONT][FONT="] الغد[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]الثاني:[/FONT] [FONT="] أن أمَّنهم بزوال الرعب من قلوبهم، كما يقال: الأمنُ [/FONT][FONT="]مُنِيم، والخوف مُسْهِر[/FONT][FONT="]، وعن علي[/FONT][FONT="]
قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتُنا وما فينا إلا[/FONT][FONT="]نائمٌ إلا رسول الله[/FONT][FONT="]يصلي تحت
الشجرة حتى أصبح[/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]، وعن عروة بن الزبير
[/FONT][FONT="]قال[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]بعث الله السماء وكان الوادي دهسًا، وأصاب رسول الله[/FONT][FONT="]وأصحابه [/FONT][FONT="]منها ما لبَد الأرض ولم
يمنعهم المسير، وأصاب قريشًا ما لم يقدروا على أن يرتحلوا[/FONT][FONT="]معه[/FONT][FONT="]، وروي أنهم كانوا على
جنابة[/FONT][FONT="]وظمأ، وأن الشيطان ألقى في قلوبهم الحزن، وقال: أتزعمون أن فيكم نبيًّا، وأنكم [/FONT][FONT="]أولياء الله،
وتصلون مجنبين محدثين؟!
فأنزل الله من السماء ماءً فسال عليهم الوادي[/FONT][FONT="]ماءً؛ فشرب المسلمون
وتطهَّروا وثبت أقدامهم وذهبت وسوسته[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]ج- سلاح الرعب: إن سلاح الرعب من أقوى الأسلحة التي يتحقق[/FONT] [FONT="]بها الغلبة على الأعداء، وهذا
السلاح إذا سرى في أقوى الجيوش وأعتاها، فإنه ينهار[/FONT][FONT="]ولا يغني عنه لا عدد ولا عتاد، وهذا
السلاح لا يملك خزائنه إلا من يقدر على الوصول[/FONT][FONT="]إلى القلب الذي هو محلّ التثبيت والخوف والهلع،
وتأمل قول رب القلوب[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ [/FONT][FONT="]فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ[/FONT][FONT="] فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ [/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][الأنفال:12][/FONT][FONT="].

[/FONT][FONT="]ومن خصائص نبينا[/FONT] [FONT="]وخصائص الأمة[/FONT][FONT="]الإسلامية النصر بالرعب مسيرة شهر؛ فعن جابر بن عبد الله
أن النبي- [/FONT][FONT="]- قال[/FONT][FONT="]: "[/FONT][FONT="]أعطيتُ خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب[/FONT][FONT="] مسيرة شهر، وجعلت لي
الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل،[/FONT][FONT="]وأحلت لي المغانم ولم تحل
لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه [/FONT][FONT="]خاصة وبعثت إلى الناس كافة[/FONT][FONT="]" ([/FONT][FONT="].

[/FONT][FONT="]إن الرعب سلاح يفتك بالمشركين والكافرين قبل المواجهة، قال[/FONT] [FONT="]الله تعالى[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ
كَفَرُوا[/FONT][FONT="]الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا[/FONT][FONT="]﴾[آل عمران: 151]، وفي حق يهود يقول[/FONT][FONT="]:
[/FONT][FONT="]﴿وَقَذَفَ فِي[/FONT][FONT="] قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي [/FONT][FONT="]الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَار[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][الحشر: 2][/FONT][FONT="]،[/FONT][FONT="]
وفي حق الأحزاب[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]﴿وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقًا[/FONT][FONT="] تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا[/FONT][FONT="]﴾[الأحزاب: 26]؛ فسلاح
الرعب [/FONT][FONT="]سلاح ينفذ إلى أعماق القلوب، فيسلب من أصحابها العقلَ والحسَّ، ويجعلها في حالة
من[/FONT][FONT="] الذهول واللا وعي[/FONT][FONT="]﴿لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا[/FONT][FONT="]وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][البقرة:[/FONT][FONT="]264[/FONT][FONT="]][/FONT] .

---

التعديل الأخير تم بواسطة Tansan ; 08-06-2012 الساعة 06:26 AM