| نقاش رمضان شاركنا بمُخطاتك و أفدنا معك |

بادرة يُشكر صاحبها، شكر الله له بذله.

مما ينص عليه الوعاظ في مواعظهم مقولة عظيمة جليلة لابن القيم، تُجلُّ فاعلها وتبارك له عمله إن امتثلها، قوله : " التخلية قبل التحلية "

يا الله ما أبلغها!

يا إخوة.. من ملأ جوفه بالطعام الفاسد أيستطيع ملأه بالطعام الصالح ؟!

وهكذا تكون حقيقة الأمر لكل أمر، وهذه فطرة لكل تضاد ؛ فالأمور المتخالفة المتضادة مُحالٌ أن يكون لها اجتماع!

فمن تجرع بالباطل فليس للهدى أي موطئٍ فيه وليس أهلاً له، ولهذا تكون التخلية للنفس من المعاصي قبل تحليتها وتزيينها بالطاعة ؛ لأن المعاصي إنما تجرُّ بعضها بعضًا، وتخلقُ حجبًا شاسعة بينها وبين الطاعة.

وأعظم ما يُستجلب به لردع المعصية معرفة عاقبتها؛ والإحاطة بأنها برمضان أشد جُرمًا من غيرها في الشهور؛ فمن القواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة أن الحسنات تتضاعف كمّا لا كيفًا والمعاصي تتضاعف كيفا لا كمًّا ، فمن علم هذا أيكون له تفريط بالطاعة وإفراطٌ بالمعصية ؟!

وآخر ما أشير إليه أننا في شهر كريم تعظم في النوافل ولكن هذا لا يعني التساهل بالفرائض وأخص به الصلوات والبر بالوالدين ومن لهم حقٌّ بالصلة، فما تقرب عبدٌ إلى الله بشيء أحب إليه مما افترضه عليه.

أعاننا الله وإياكم وجعلنا من عتقائه من النار.