تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا)

حُمّى الجنون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2014, 07:54 PM
الصورة الرمزية mohammed alsiabi  
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الجنس:
العـــــــــــمــر: 32
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail
افتراضي رد: حُمّى الجنون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لستُ بخير مشاهدة المشاركة
الطريق الوعر الشائك ذو الانحناءات الزلقة
هل يمكن أن يكون سبيلا للخلاص وإن أقحم المرء نفسه فيه ؟

اممممم عندما علمت بنبأ وفاة عبد الله ملح المسرحية كما يقولون
باديء ذي بدء لم تخالجني أية مشاعر إنما واصلت القراءة على نفس الوتيرة
ثم زارني انزعاج طفيف عكسه انعقاد حاجباي .. بعدها صدقا شعرت بالغضب الشديد
والكثير من الأسئلة الصاخبة ترجم عقلي بانفعال " متى توفي عبد الله ، وأين ، وكيف ، ولماذا هكذا فجأة ؟! "
كنت أقف على طرفي نقيض ما بين مشاعر محمد ومشاعر أهله
لقد فاق حزنه حزن أهله بأضعاف مضاعفة .. وقطعا لست متعجبة من ذلك
فالعلاقة بينه وبين اخيه كانت عميقة جدا
كانت صدمة كبيرة أن يرحل عبد الله فجأة دون مقدمات .. أمر غير متوقع بتاتا
عموما لا يزال لدي أمل ضئيل أن ثمة خطأ قد حدث وأن عبد الله ما يزال على قيد الحياة
فعلا هذا الفصل أكثر من مأساوي

احم مبارك على الطقم .. يبدو بسيطا بأناقة
والشيء الآخر .. اعتذر وبشدة فهذا الرد الثاني مختصر جدا
كان لدي الكثير لكتابته من تعليقات وتصحيح لبعض المواطن
وإسهاب في وصف ما اعتراني بدقة اثناء قراءة هذا الفصل ..
لكني متأسفة لضياع ردي الأول .. والنت لا يساعدني أبدا ففي أي لحظة
قد يغدر بي وينقطع اتصاله ..

بانتظار الفصل الأخير ..

في أمان الله ~

إن الطريق للخلاص من الجحبم مر وشاق ..
ما هو الجحيم ؟
و ما هو هذا الخلاص الشاق و المر , و ما هو هذا الطريق الذي سيقطعه بطل قصتنا مجبراً و قهراً ؟!
لا أريد حرق الأحداث , و لكن ان تمعنا بالنظر إلى عنوان القصة , " حمى الجنون " , مرض الهذيان و الهلوسة و عدم الأدراك ..
نعم , نحن نقرأ من عقل شخص يدعى محمد و لكن هل هذا العقل عقلٌ سليم !؟
ايجب عليه أن يكون كذلك , تحت هذا الضغط !؟
أم لا !؟
لا اريد خلق المزيد من الشكوك حول هذا الأمر , و لكنه يستحق الذكر ..
مسألة موت عبد لله , اي المحور الأساسي في القصة ,,
و سينكشف الستار عما قريب في الفصل الأخير , الأكثر حزناً ,,
هل عبد لله على قيد الحياة , كما يتمناه محمد , أم انه حقاً متوفٍ و هو لا يستيطع تصديق ذلك !؟
أمر سنعلمه في الفصل الأخير ,,

اتمنى أن يكون الطقم جميلاً , كنت قد صممته على عجال من أمري , من حاسوبٍ آخر , ان شاء الله في القصة القادمة سيكون الطقم اكثر جمالاً من حاسوبي الشخصي ,,
لا داعي للأعتذار أختي ,,
كلا , اهتمامك و ردك هنا يهمني , و يعني لي الكثير , و ليس كما هو مختصر على الأطلاق ..

وفقك الله
سأطرح الفصل الأخير عما قريب بإذن الله
رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 05:17 PM   #2

 
الصورة الرمزية hataki7
رقـم العضويــة: 316207
تاريخ التسجيل: May 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 17,823
نقـــاط الخبـرة: 3970
Skype :
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook

افتراضي رد: حُمّى الجنون

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

كيفك اخي ان شاء الله بخير

ماشاء الله فصل رائع

وجميل ابدعت اخي

وقد اضحت اشياء كثير في

هذا الفصل ماشاء الله اخي

بنتظار الفصل الجديد

بتوفيق اخي

hataki7 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 07:59 PM   #3
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hataki7 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

كيفك اخي ان شاء الله بخير

ماشاء الله فصل رائع

وجميل ابدعت اخي

وقد اضحت اشياء كثير في

هذا الفصل ماشاء الله اخي

بنتظار الفصل الجديد

بتوفيق اخي


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ,,
الحمدلله بصحة و عافية ,,
شكراُ لك أخي على هذا الأطراء , أتمنى أن يكون قد راق لك ..
الفصل القادم سيكون الفصل الأخير , سأطرحه عما قريب ..
و ستنتهي هذا المأساة ..

وفقك الله
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 08:49 PM   #4
مشرفة القسم الأدبي
 
الصورة الرمزية خربشات
رقـم العضويــة: 293692
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 9,684
نقـــاط الخبـرة: 2885

افتراضي رد: حُمّى الجنون

السلام عليك و رحمة الله و بركاته

حياكم الله اخوتي أخواتي

في البدائة أرحب الأديب الرائع و الكاتب المألق و المميز

و أبادر بالاعتذار أيضاً لأني لربما قصرت في حق حبر القلم الذي تكتب به

و قللتُ من شأن النسيج الذي تخيطه

صراحة إني لم أكمل ما تفضلت بطرحة فإعذرني و لكن

لأكون صريحة أرعبني طول الرواية

و لكني اليوم قررتُ أن أقرأ لك و لو قليلاً فقد كنت دائماً ما أقرأ و أقرأ و لا أمل

أما اليوم فشيء آخر .. ألتمس في كتاباتك هذه قلم أديب نابغة سوف يشقُ

يوماً حبره للآفاق و يا ليت ,

أبدعت أخي و أعتزر مرة أخرى لأني أطلت الرد على ابداعك


خربشات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2014, 12:09 AM   #5
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجوهرة البيضاء مشاهدة المشاركة
السلام عليك و رحمة الله و بركاته

حياكم الله اخوتي أخواتي

في البدائة أرحب الأديب الرائع و الكاتب المألق و المميز

و أبادر بالاعتذار أيضاً لأني لربما قصرت في حق حبر القلم الذي تكتب به

و قللتُ من شأن النسيج الذي تخيطه

صراحة إني لم أكمل ما تفضلت بطرحة فإعذرني و لكن

لأكون صريحة أرعبني طول الرواية

و لكني اليوم قررتُ أن أقرأ لك و لو قليلاً فقد كنت دائماً ما أقرأ و أقرأ و لا أمل

أما اليوم فشيء آخر .. ألتمس في كتاباتك هذه قلم أديب نابغة سوف يشقُ

يوماً حبره للآفاق و يا ليت ,

أبدعت أخي و أعتزر مرة أخرى لأني أطلت الرد على ابداعك



و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته ,,
حياك الله اختي , الفاضلة , و المشرفة المميزة الجوهرة البيضاء
لا عليك أختي الكريمة ,, وجودك هنا أمرٌ كافٍ ,,
شكراً على اطرائك ,
و لكن في قرارة نفسي اصدق , انني لست اديباً و لا كتاباً بارعاً أو اقرب شيء لذلك ,,
أنا فقط مجرد شخص عادي هاوٍ لهذا المجال الأدبي ,,
أتمنى حقاً ان اكون عند حسن ظنكم بي دوماً ,,
لا داعي للأعتذار اختي ..
كل الود و الأحترام
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2014, 01:35 AM   #6
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون


الفصل الرابع : الخلاص الأبدي ( الأخير )

يحدق محمد بالسماء

محمد ( حوار داخلي ) : هل نحن عندما خلقنا , كُتِبَ في حياتنا كل هذا الشقاء !؟
هل نحن من ننقش أسمائنا بأظافرنا على شواهدنا ؟!
تباً ..

يدخل محمد للمنزل

منى : محمد ما شأن رائحة الخمر في ثيابك أمس , و ما شأن هذه الكدمات ؟!
محمد : هاه ؟
منى ( نبرة جادة ) : محمد هل فعلت امراً غبياً بالأمس ؟!
محمد : ماذا تعنين ؟!
منى : سعيدان , وجد في غرفته مقتولاً !
محمد : هاه ؟!
منى : احدهم اوسعه ضرباً و كسر في رأسه قارورة خمر , و جعله يشرب كل قوارير الخمر ..
محمد : هاه ؟!
منى : نعم .. هل انت من فعل ذلك , أصدقني القول !!
محمد : قطعاً لا !
منى : هل انت متأكد من هذا ؟
محمد : ما هذا السؤال !؟
نعم انا كذلك !

يدخل محمد غرفته , يجلس ينظر للأسفل

محمد ( حوار داخلي ) : ما معنى هذا ؟!
من يكون ذلك الشخص ؟!
من المحال ؟!
سعيدان ؟!

يتذكر محمد سعيدان عندما ارغمه لشرب الخمر , يمسك كتفه

محمد ( بغضب – بهمس ) : تباً له .. يستحق الموت على ايه حال !

يتذكر محمد كلام سعيدان " هل تريد ان تراه !؟ "

محمد ( حوار داخلي ) : هذا المعتوه !
يستحق الموت على ايه حال .. و لكن من فعلها ؟!
خالد ؟!
كلا , من المحال ذلك ؟!
من يكون اذا ؟!

تدخل منى

منى : محمد فاطمة !
محمد : فاطمة !؟
منى : لقد افلـ..
محمد : عمي أبو احمد , و سيزوجها بمن يتقدم بها ؟
منى : نعم ؟!
افعل شيئاً !
محمد : انا لا اكترث !
منى : ما معنى هذا ؟!
محمد : امي , ذلك نصيبها !
منى : كلا !
محمد : انا حتى لا احب طعم خبز يدها ؟!
منى : هاه ؟!
فقط , لأنك لا تحب طعم خبز يدها !؟
ما الذي تقوله ؟!
محمد : امي , هذا لم يعد خيارك !
لم يعد خياراً ان تزوجيني بما تريدين , انا حر في اختياراتي ..
فهناك خيار و عاقبة , و انا من سيتحمل عاقبة هذا الاختيار , و ليس انت !
منى : هراء !
محمد : كلا , يا أمي , انه ليس كذلك ..
ما تقولينه هو الهراء !
منى : فقط , انا لقد سئمت من كل هذا الهراء , لقد ذقت ذرعاً بك و بترهاتك !
فلتتحمل عواقب اختياراتك !

تخرج منى

محمد ( بهمس ) : نعم , سأفعل ذلك , كلنا نفعل ذلك , جميعاً سنفعل ذلك ..

ينظر محمد لسقف الغرفة , و من ثم يغلق عيناه و ينام , يستيقظ عندما منتصف الليل , و الصوت ينادي برأسه اقوى في كل مره " عبد لله , لم يمت , ليس بعد ! " , يستيقظ محمد و الصداع في رأسه يقيم شغباً و العرق يتصبب سيلاً , محمد يشهق و يزفر

محمد ( بهمس ) : في كل مره , هذا الصوت !

يد محمد تنتفض

محمد ( بهمس ) : هذا الصوت !
يقودني للجحيم و الجنون !
تباً !
محمد ( حوار داخلي ) : هو فقط يأتيني في النوم , و لذلك اصبح النوم روتيناً ..
ليست الصحة هي من تجعلك بخير !

يخرج محمد إلى المزرعة , يجلس في مكانه المعتاد

محمد ( حوار داخلي ) : فقط كل ما اريده .. هو انت تكون سعيداً ..
لقد كنت كذلك , عندما كنت بالقرب مني يا أخي ..

الظلام حالك , لا قمر يضيء المكان , يقلب محمد حجراً في يده , بالقرب من الجدول , حيث صوت الخرير جعله شارداً , و من ثم صوت خالط هذه الخرير " الحياة قاسية , هاه ؟! " , ينظر محمد لجنبه الأيسر , عبد لله يجلس جنبه حيث اعتادا ان يجلسا معاً

محمد : هاه !؟
ما هذا ؟!

عبد لله يبتسم

محمد : ععععبد لله ؟!
أنا !؟
اانننا ؟!
لا يمكن !؟

ينظر عبد لله للأسفل

محمد : لقد ؟!
اتيت ؟!
اين ؟!
أين كنت !؟

يقترب محمد لحضن عبد لله , يضع عبد لله يده مانعاً إياه

محمد : ماذا ؟!
عبد لله ( مبتسماً ) : انا لم استحم بعد !
محمد ( يبكي ) : ماذا ؟!

يحضن محمد عبد لله

محمد ( يبكي ) : لم يعد ذلك يهمني !
لم يييعععد يهمني !

يربت عبد لله بيده على ظهر محمد

عبد لله : هون على نفسك ..

محمد يبكي

عبد لله : محمد .. يا أخي , ماذا صنعت بنفسك !؟
احقاً تتبعني للجحيم ؟!
ما هذا يا أخي !!

ينظر محمد لعبد لله

محمد : يا أخي .. فقط كل ما اريده هو أنت !
و ليس هؤلاء المهرجين , هؤلاء المدعين !
عبد لله ( يبتسم ) : الم اقل لك , انك كنت جباناً و ضعيفاً ؟!

يجفف محمد الدمع من عينيه , ثم يرسم بسمة

عبد لله : محمد لماذا تفعل هذا بنفسك !؟
محمد : لأنك أخي ..
عبد لله : و لكنك قلت انك لن ترمي بروحك , و لن تركل عامود العقل ؟
الم تفعل ذلك الأن ؟!
محمد : هاه ؟
عبد لله ( مبتسماً ) : لا عليك , يا أخي , لا وقت لدي للحديث معك
محمد : ما الذي تعنيه !؟
عبد لله : يجب ان اذهب قبل شروق الشمس
محمد : إلى اين ؟
عبد لله : لا استطيع ان اطلعك على ذلك
محمد : من فعل بك هذا ؟
عبد لله : لا استطيع ان اخبرك حتى و ان اردت ذلك !
محمد : ما معنى هذا !
عبد لله : يا أخي السواد و الحزن و الغضب , لا اريد منك ان تقع في هذا مثله !
محمد : من هو ؟
عبد لله : صورته في ذهني مشوشه الأن , عندما اعود إليه .. اتذكره جيداً
محمد : لا يهم , فليذهب للجحيم , هيا لنعد للمنزل !
عبد لله : لا استطيع فعل ذلك !
محمد : لماذا ؟!
عبد لله ( يبكي ) : انا مقيد !!
محمد : عبد لله ؟!
عبد لله : المنزل بالنسبة إلي الأن , هو الجحيم !
انا أنظر إليه و كأنه نيراناً مشتعلة !
يا أخي قد قيدت !

يحدق محمد بعبد لله , يتنفس بصعوبة

محمد ( حوار داخلي ) : عبد لله , يبكي !؟
عبد لله , يبكي ؟!
عبد لله : محمد , انا هنا لأمرين , اريدك منك ان تترك هذا الهراء , و عد لرشدك !
محمد : لا يمكنني فعل ذلك !
عبد لله ( مبتسم ) : ظننت ذلك !
محمد : و السبب الأخر ؟!
عبد لله : لقد اشتقت لك !

تسقط دموع محمد

محمد ( يبكي ) : و انا ايضاً !
يا أخي الحياة برحيلك , أصبحت جحيماً لا يطاق !
عبد لله : محمد .. انا الأن في الجحيم عينه !

يحدق محمد بوجه عبد لله

محمد ( حوار داخلي ) : جسده ناحل ؟!
وجهه شاحب و كأنه لم يذق الطعام اياماً متتالية , عيناه حمراوين و كأنه جرح ينزف الدم , جسده مثقل بالضرب , ظهره معقوف ..
لولا نبرة الصوت هذه , لربما لما ميزته ؟!
عبد لله : محمد ما بك !؟
محمد : هاه , لا شيء ..
عبد لله : محمد , أن هذه الحياة تجعلي لا انسانياً .. انت من يعيدها لي , ببسمتك .. بوجودك !
انت الروح التي تمثل الإنسانية بالنسبة إلي ..
و لا شيء , آخر ..
محمد : عبد لله , انا سأستعيدك !
عبد لله : لا يمكن ذلك !
محمد : ما معنى هذا ؟!
عبد لله : لا يمكن ذلك , انه سحر مظلم يا أخي , إياك و التحدث بشأني امام أي أحد
محمد : و ان فعلت ذلك ؟
عبد لله : لن نلتقي مرةً اخرى
و غالب الظن سألقى حتفي ..
محمد : تباً .. !
عبد لله : فقط , كن هنا , عند نهاية كل شهر و بداية كل شهر
محمد : لماذا ؟
عبد لله : فقط , هذا الوقت الوحيد الذي استطيع أن اجتمع فيه معك ..
محمد : سأكون هنا
عبد لله ( مبتسماً ) : جيد

اشرقت الشمس , محمد يحدق في الشروق

عبد لله : ليس كغروب شمس الشاطئ , و لكنه هذا المنظر جيــ..
منى : محمد !؟

يلتفت محمد لأمه

محمد : امي ؟
منى : ماذا تفعل هنا ؟

ينظر محمد , لليسار

محمد ( حوار داخلي ) : لا أحد ؟!
منى : محمد , ماذا تفعل هنا ؟!

ينظر محمد لأمه , ينظر لعيني امه

محمد : انا .. انا .. أعد النخيل !
منى : ماذا ؟!
محمد ( مبتسماً ) : اعد النخيل ؟!
منى : لقد جن هذا الفتى , حقاً ؟!
محمد : انتِ المجنونة !
منى : اصمت !
دعني أرى رأسك ؟!

تضع منى يدها على رأس محمد

منى : يبدو ان الندبة التي اصابتك بالأمس جعلتك تفقد رشدك !
لا حول و لا قوة إلا بالله

تجلس منى جنب محمد

منى ( تبكي ) : لا اعلم , هكذا فجأة افقد ابني الأكبر !
و ها هو الأصغر ..
يذهب من بين يداي , اراقبه يطعن قلبه بالخناجر , اراه ينتزع قلبه , و يعصره ليتحجر !
حسبي لله و نعم الوكيل

منى تضع يدها على عينها و تبكي , محمد يحدق بأمه

محمد ( حوار داخلي ) : آنا اسف !
حقاً أنا كذلك

يقف محمد

محمد : امي , هل اعددتِ الفطور ؟!
منى : نعم
محمد : انا ذاهب لأكل الفطور .. انا جائع , هل انت جائعة امي !؟
منى : فقط , اذهب و دعني وشأني !
محمد : حسناً

يذهب محمد لغرفته , و يستلقي في الفراش

محمد ( حوار داخلي ) : ان الطريق للخلاص شاق و مر ..
كيف سأجد فرصة لأنسحب من هذه الحياة و تعقيداتها , ان لم ادعي الجنون !؟
كيف سأجد فرصة لأجلس مع عبد لله , بكل حرية , ان لم ادعي الجنون !؟
سأنجح في تخليص عبد لله , من هذا الغل الذي أوقع نفسه فيه ..
و حين أفعل ذلك , سأثبت للجميع انني محق و هم مخطؤون ..

يغلق محمد عيناه , ينام , استيقظ محمد في منتصف الليل , و سارع إلى المزرعة , اخذ ينتظر عبد لله , لبضع ساعات

محمد ( حوار داخلي ) : لما يأتي بعد ؟!
اين هو !؟
عبد لله اين انت !!

محمد يسير و يعود , يميناً و شمالاً

محمد (حوار داخلي ) : اين هو , اين !؟
لماذا لم يحضر بعد ؟!
عبد لله : توقف !
محمد : هاه ؟
عبد لله : تعبت من ملاحقتك بعيني !
محمد ( مبتسماً ) : عبد لله ؟
عبد لله : لماذا كل هذا ؟!
محمد : كنت انتظرك !
عبد لله : يا إلهي ..
محمد : ما بها يدك ؟!

ينظر عبد لله , ليده المكسورة

عبد لله : هذه !؟
محمد : نعم , ما بها ؟!
عبد لله : هذا , لا شيء ..
محمد : ماذا تعني , بلا شيء ؟!
عبد لله : لا شيء , لا شيء .. هيا اقترب مني و تحدث إلي ..
محمد : هاه , حسناً

يجلس محمد بالقرب من عبد لله , يفضفض محمد , و عبد لله يبتسم , حتى اشرقت الشمس

عبد لله : محمد ..
محمد ( مبتسماً ) : ماذا ؟!
عبد لله : حان موعد ذهابي , شكراً لك على هذا الوقت الجميل ..
محمد : إلى اين انت ذاهب ؟!
عبد لله : يجب أن اذهـ..
محمد : اريد ان اذهب معك !؟
عبد لله ( بغضب ) : هل انت مجنون !؟
كلا , كلا .. لن تأتي معي !
و لا تقل هذا لي ابداً .. مطلقاً
محمد : حسناً ؟!
عبد لله : محمد , لن نلتقي , إلا في نهاية هذا الشهر , حين يختفي القمر , ستجدني هنا ..
محمد : حسناً اخي ..
عبد لله : محمد , حاول ان تصلح ما افسدته .. حاول
محمد : عبد لله , هل انت من حملني عندما ضربني عبد الرحيم ..
عبد لله : ربما , و ربما لا ..
محمد : عبد لله , سعيـ..
عبد لله : ضربك ؟
و ارغمك لشرب الخمر ؟!
محمد : نعم ؟
عبد لله : لن يستطيع ان يفعل هذا بك , بعد الأن !
محمد : لقد قتل ؟!
هل انت ؟!

يضع عبد لله يده على كتف محمد

عبد لله : فقط لا تكثر الأسئلة ..
محمد : انا أسف ..
عبد لله : وداعاً

يبتعد عبد لله في الظلمة , يلحظ محمد اشخاص اخرون مع عبد لله

محمد ( حوار داخلي ) : من هؤلاء !؟
ما الذي يحدث هنا ؟!

يحدق محمد بعبد لله , الذي ابتعد , اشرقت الشمس , عاد محمد للمنزل , في غرفة المعيشة فاطمة و سلمى و منى

محمد : امي , بالأمس كان العدد أربعة مئة , اليوم اصبح ثلاث مئة و تسعة وتسعون , من اكل النخلة !؟

سلمى تحدق بمحمد

منى : لا حول و لا قوة إلا بالله
سلمى : هل تعد النخيل يا محمد ؟
محمد : نعم ..
سلمى : كيف تمكنت من العد إلى الأربع مئة !؟
محمد : هاه ؟
سلمى : هل هو رقم عشوائي ؟!
محمد : لقد عددتها !
سلمى : لماذا تحاول ان تفسر افعالك ؟!
محمد : ان الشمس و القمر يضحكان معي !
سلمى : هه .. لماذا تغير موضوع الحديث ؟
محمد : امي , عمتي سلمى سيئة !
سلمى : و تشتكي الأن ؟!
هل هذا هو الجحيم !؟
هل هذا هو كابوسك !؟

يحدق محمد بسلمى , يد محمد تنتفض

سلمى : اتعلم , يقال لكل فعل سبب , و لكل سبب غاية ؟
ما الذي تفعله يا محمد ؟!
هلا قلت لي , ما انت عليه الأن !؟

تحدق منى بسلمى

سلمى : أنا أراك جيداً , و لكن لا افهم ما تحاول فعله !
محمد : ككككنت ..
كنت متأكداً .. قد كانت اربع مئة !
سلمى : هاه ؟

يدخل محمد غرفته , أصوات من الخارج

منى : قلت لك , قد فقد رشده
سلمى : منى , يجب ان اذهب الأن

تخرج سلمى في الطريق مع فاطمة

سلمى شاردة الذهن

فاطمة : امي , لقد جن محمد حقاً .. !
حبه لأخيه افقده ارشده
سلمى : فاطمة ..
فاطمة : هاه ؟
سلمى : توقفي عن هذه الأحكام المتسرعة !
فاطمة : ماذا ؟!
سلمى : محمد , هناك امرٌ ما ..
انا لست حمقاء , هناك فرق شاسع بين وجه مجنون , وجه شخص اختار مصيراً لنفسه ..
محمد روحه لم تعد مضطربة , لقد استقرت الأن بطريقة ما ..
لا اعلم , ما يفعله , و لكنني اعلم انه ليس بالأمر اليسير !
فاطمة : كفاك يا أماه .. محمد قد هبل عقله !

سلمى شاردة الذهن , تصل سلمى و فاطمة للمنزل , أبو احمد على الباب

أبو احمد : اين كنت يا سلمى ؟
سلمى : في منزل سليمان ؟
أبو احمد : فاطمة , اذهبي و أعد لنا الشاي
فاطمة : لأي مناسبة !؟
أبو احمد : لقد تمت خطبتك !
فاطمة ( بخوف ) : بمن ؟
سلمى : هاه ؟
أبو احمد : بعمك حمدان
فاطمة : العم الحمدان ؟!
ماذا أسأكون زوجته الرابعة بعد الخامسة المطلقة !؟

يمسك أبو احمد يد فاطمة و يسحبها للداخل

أبو احمد : ماذا ؟!
لا تنسي ان لك اباً و أماً !
سلمى : حمد ؟
حمد : اصمتي , انتِ !
سلمى : و لكن ..
حمد : فقط دعيني اتحدث لفاطمة

تذهب سلمى لغرفة المعيشة , فاطمة تحدق بأمها

حمد : فاطمة , نحن , افلسنا !!
افلسنا , بسبب ذلك المدعو عبد لله !
مات و ماتت اموالي !
فاطمة : هاه ؟!
حمد : فاطمة , انت املي الوحيد !
دعي عنك هذا , زمن الحب ولى !
و هو كريم و من الكرام , و شهم و خصال حميدة !

فاطمة شاردة الذهن

حمد : انها نهايتنا !
يا ابنتي !
الا تحبي ابويك !؟

بعد مضي شهر , في وقت الغروب , محمد أمام المطبخ , يشرب الشاي

منى : محمد , انت قد فرطت بفاطمة !
انظر إليها الأن , انت احمق !
ستتزوج عما قريب .. و من من !؟
حمدان !؟

محمد شارد الذهن , بتذكر وجه عندما تقول فاطمة " اريدك انت , اعدك بأنني سأغير حياتك هذه " و قوله " أتذكر فتاة , قالت انها تحب اخي , و هو نصيبها "

محمد ( حوار داخلي ) : تباً .. في النهاية , لم املكها انا او أخي ..
فاطمة , انا أسف , و لكنه حقاً طريق شاق و مر ..
فقط واصلِ الحياة , حتى انقذ عبد لله !
و سأفعل ذلك !

عند منتصف الليل , محمد في المزرعة , ينتظر عبد لله

عبد لله : انت هنا ؟

محمد ينظر لعبد لله , قدمه مكسورة

محمد : عبد لله ؟
عبد لله : نعم ؟
محمد : ماذا اصابك ؟
عبد لله : ماذا تعني ؟!
محمد : قدمك ؟!
عبد لله : انه فقط .. مجرد جرح بسيط
محمد : انها مكسورة !
عبد لله : لا عليك ليس امراً جللاً ..حدثني عنك
محمد : كلا .. انت حدثني عنك , هذه المرة !
عبد لله ( صوت شاحب ) : انا ؟
محمد : نعم
عبد لله : انا في الجحيم , يا أخي !
محمد : الجحيم ؟!
عبد لله : و لكن هذا , انت , انت نعيمي يا أخي , انا ممتن لك ..
محمد : عبد لله , فاطمة ستزوج من العم حمدان !
عبد لله ( بغضب ) : هاه ؟!
ماذا قلت !؟
محمد : ماذا ؟
عبد لله : كنت اريد ان تملكها انت , وليس هذا الزير !
محمد : أنا ؟
و انت !
عبد لله : محمد , لم يعد لدي أي امنية او امل , انا فقط انتظر الموت يطرق بابي , و سأرحل بهدوء
محمد : كلا , كلا , سأنقذك يا أخي
عبد لله ( يبكي ) : قلت لك لا جدوى من ذلك !؟
ألا تعي ذلك !
محمد : عبد لله ؟
عبد لله ( يبكي ) : أنه الجحيم !!
انه الجحيم !!

عبد لله يشهق و يزفر بقوة , و يمسك رأسه

عبد لله : محمد , لا اريد ان اورطك في هذا .. فقط اترك الأمر كما هو عليه !
فقط لنكتفي بهذه اللقاءات البسيطة ..
يا أخي

محمد ينظر للاتجاه الأخر

عبد لله : هيا !؟
محمد : و لكن ..
عبد لله : لا عليك , انا سأكون دوماً هنا بالقرب ..
محمد : عبد لله ؟
عبد لله : فقط .. لنكتفي الأن بهذه اللقاءات البسيطة , و ستكون الأمور على ما يرام
محمد : حسنا ..
عبد لله : جيد

ينظر عبد لله , للأمام

عبد لله : محمد ؟
محمد : ماذا ؟

يشير عبد لله لقلب محمد و رأسه

عبد لله : انا دائماً سأكون هنا و هنا , و انت كذلك !

محمد يبتسم

عبد لله : محمد ماذا بشأن ابي و امي ؟
محمد : انهم يعدوني مجنوناً , عندما احضرت جثتك , كن اعلم ان ذاك ليس انت , من الندبة التي كانت في رأسك عند مشاجرتك لناصر في منزل العم خلفان ..
عبد لله : حقاً ؟
محمد : نعم , وعندما تحدثت بذلك , دعيت بالمجنون !
عبد لله : أرى ذلك , اخي ان الحب مخيف ..
محمد : نعم
عبد لله ( بصوت شاحب ) : مخيف جداً ..
محمد : نعم
عبد لله : محمد لقاءاتنا يجب ان تنتهي في وقت ما , انت تعلم ذلك !
محمد : انتظر , انتظر
عبد لله : هذا امر حتمي ..

يربت عبد لله على رأس محمد

عبد لله : فقط ,اريدك ان تكون بخيراً , و دع هذه التمثيلية , بأنك مجنون و معتوه ..
محمد : كلا , كلا
عبد لله : هذا امر حتمي يا أخي , أنا لن أكون عائقاً , و اذا ما حان أجلي فسأكون سعيداً بذلك , لقد ذقت ذرعاً بهذه الحياة المرة !
محمد : عبد لله ؟
عبد لله : يجب للحياة ان تستمر
محمد ( بهمس ) : بعدم وجودك هي عالقة !
عبد لله : فقط اتخذ قراراً .. !
محمد : عبد لله , انا فقط اريد ان اراك
عبد لله : ليكن الشهر القادم هو اخر شهر لنا !
محمد : عبد لله ؟!
عبد لله : فقط قل حسناً !

محمد ينظر للاتجاه الأخر

عبد لله : محمد !
محمد ( بصوت شاحب ) : حسناً
عبد لله : حسناً يا محمد يجب ان اذهب الأن ..
سنلتقي في الغد
محمد ( بصوت شاحب ) : حسناً اخي ..

يذهب عبد لله

محمد ( حوار داخلي – يبكي ) : حين وصلت إليك !
لازلت تريد الرحيل !
لازلت تريد ذلك !
لماذا ؟!
تباً ..

يعود محمد للمنزل , ينام , في العصر , منى تصرخ في البيت

منى : محمد !
محمد !
محمد : ماذا ؟!
منى : فاطمة !
فاطمة !
محمد : ما شأنها ؟!
منى ( تبكي ) : ابنت اختي !
محمد : ما خطبها !؟
منى : ألقت بنفسها من على جرف !
محمد : ماذا !؟
منى : نعم !
بالأمس ..
محمد : أليست مخطوبة من حمدان !؟
منى : ابنت اختي .. يا إلهي

منى تخرج

محمد : لا حول و لا قوة إلا بالله

محمد شارد الذهن , محمد يتذكر وجه فاطمة عندما تقول " حبنا محرم و لن يبصر النور مطلقاً "

محمد ( حوار داخلي ) : يبدو انها حقاً كذلك .. في النهاية

محمد يتذكر وجه فاطمة " محمد , عبد لله يجري في شراييني و انت احتلت وريدي .. و ذلك يخنقني بشدة "

محمد ( حوار داخلي ) : شريان ناطق , و وريد منسد ؟!
كنت انا سبباً في ذلك ..
تباً !

تدخل منى غرفة محمد

منى : محمد !
محمد : ماذا ؟!
منى : الن تذهب لتعزي عمك أبو احمد ؟!

يتذكر محمد كلام فاطمة "محمد أبي سيزوجني من اول متقدم لي "

محمد : امي , الست مجنوناً ؟!
منى : هاه ؟
محمد : لن اذهب لأعزي أبو احمد !
منى : ماذا تقول !؟
محمد ( مبتسم ) : لن اذهب , انا مجنون في النهاية !
منى : يا إلهي !؟

تخرج منى

محمد ( بهمس ) : كلنا نلقى بقدر ما نستحق يا أمي ..
و عندما اختلس النظر للنهاية , فهي تعيسة و مؤلمة ..
هكذا هي الحياة ..

يجلس محمد يتذكر كلام عبد لله " هذا امر حتمي يا أخي , لن أكون عائقاً , و اذا ما حان أجلي فسأكون سعيداً بذلك , لقد ذقت ذرعاً بهذه الحياة المرة "

محمد ( حوار داخلي – نبرة غاضبة ) : لا اظن ذلك

يتذكر محمد نبرة عبد لله " أنه الجحيم , أنه الجحيم "

محمد ( حوار داخلي ) : تباً .. !

يستلقي محمد في فراشه , يستيقظ في منتصف الليل , يذهب للمزرعة , ينتظر عبد لله

محمد ( حوار داخلي ) : يجب ان افعل شيئاً ما !
يجب ان افعل شيئاً ما !
عبد لله : محمد ؟
محمد : عبد لله , لقد حضرت إذا !
عبد لله : نعم
محمد : ما خطب , يدك هذه المرة !؟
عبد لله : لا شيء , لا شيء
محمد ( حوار داخلي ) : هناك امراً ما !
في كل مره , أرى ضلعاً مكسوراً !؟
لا افهم السبب !
عبد لله : بماذا تفكر ؟
محمد : لا شيء .. انها فاطمة !
عبد لله : فاطمة ؟
محمد : عبد لله , فاطمة , انتحرت بالأمس !
عبد لله : ماذا ؟!
محمد : نعم , بعدما خطبها العم حمدان ..

تسقط دموع عبد لله , عبد لله شارد الذهن

محمد : انا آسف
عبد لله : محمد , لقد سئمت من هذا !
لماذا لم تتزوجها انت !
لماذا تفعل هذا بنفسك و بنا !؟
محمد : لأننـ.. لا شيء
عبد لله : فليكن هذا لقاءنا الأخير , و اصنع امراً ما بحياتك , لا تلقي بالاً بي .. انا ميت على ايه حال !
محمد : انــ..
عبد لله : انت لا شيء , هذا يكفي !
محمد : هاه ؟!
عبد لله : هذا الحياة القاسية !
انها الجحيم الدنيوي !
محمد ( بصوت شاحب ) : انها حقاً جحيمٌ دنيوي ..
عبد لله : انها كذلك .. محمد حاولت ان أكون امراً سعيداً في حياتك , و ان لم أتمكن , فقط واصل العيش ..
انا فقط لا اريد أن اسحبك معي ..

ينظر محمد لعبد لله

عبد لله : فقط لنستمتع بمنظر السماء معاً

ينظر محمد للسماء

عبد لله : اتعلم , نحن غالباً لا ننظر للسماء و إلى النجوم .. و بالرغم من انها تحفة سماوية , و لكننا فقط نسير و نحن ننظر لسافل اقدامنا .. لأننا بشر , و البشر فقط حمقى
محمد : انت محق
عبد لله : يجب ان أكون كذلك !
اتعلم لماذا !؟
لأنني المحق دوماً !

محمد يبتسم

محمد : مرة أخرى ؟!
عبد لله : محمد , لقد اقترفت في حياتي , العديد من الأخطاء .. و لربما انها عدالتي في النهاية
محمد : عما تتحدث ؟
عبد لله : سعيدان , أتذكر انها كان يصرخ باسم سارة ابنة عمته , عندما شارف على الموت , سعيدان كان سعيداً نوعاً ما , احسده على ذلك ..
محمد : سعيدان .. ذلك المعتوه !
عبد لله : انا لست افضل منه حالاً ..
محمد : كلا , انت ..
عبد لله : كلنا حمقى .. لأننا بشر يا محمد

ينظر محمد لعبد لله

عبد لله : ربما حان الأن الأوان لنلقى جزائنا في النهاية , فقط أريده أن يكون منصفاً و عادلاً ..

ينظر محمد لأسفل

عبد لله : محمد حان الأوان لأذهب

يمسك محمد يد عبد لله

محمد : كلا توقف !
عبد لله : محمد , هذا لقاءنا الأخير .. وداعاً
محمد : كلا !
عبد لله : و داعاً محمد ..

يبتعد عبد لله , محمد يحدق بعبد لله

محمد ( حوار داخلي – يبكي ) : كلا ؟؟
كلا ؟!
كلا !!

يبتعد عبد لله , محمد يلحق بعبد لله يسير و بجنبه ثلاثة اشخاص , و يتبعه

محمد ( حوار داخلي ) : سأحررك يا أخي !
و لن يوقفني احد عن ذلك !

يلحق محمد عبد لله , خارجاً من المزرعة و وصولاً لمزرعة أخرى , بعيداً عن المنزل , يدخل عبد لله المزرعة , و من ثم يدخل محمد

محمد ( حوار داخلي ) : ما هذا ؟!
من هؤلاء ؟!

صوت من بعيد

الشخص : هل اتى عبد لله ؟!

يختبئ محمد خلف نخلة

احد الأشخاص : نعم , عمي
محمد ( حوار داخلي ) : عمي ؟
الشخص : هل خرج اليوم ايضاً ؟
احد الأشخاص : نعم

يركل الشخص الشخص الأخر

الشخص : عمي !
عمي !!
قل نعم يا عمي !

يحدق محمد و لا يستطيع ان يميز الشخص

محمد ( حوار داخلي ) : ما هذا ؟
احد الأشخاص : نعععم , ننعم , عمي
الشخص : الا يتعلم ؟!
احضروه

حضر عبد لله , امام الشخص , محمد يحدق بهم

الشخص : عبد لله ؟

عبد لله ينظر للأسفل

الشخص : انت تعلم انني لا اريد قتلك !
اريد اذلالك !
اريدك ان تشعر باليأس و الوحدة !
كما جعلتني اشعر !
اكسروا احدى اضلاعه

محمد ينظر لعبد لله , الذي يصرخ و يكسر احد اضلاعه , محمد يتنفس بصعوبة

محمد ( حوار داخلي ) : انه الجحيم .. انه الجحيم !

الشخص : و من ثم ارموه !
لا طعام له اليوم !
اذهب أيها الوغد

عبد لله , يمسك بذراعه و يسير متخبطاً , و الدماء تتدفق من كتفه , يسير عبد لله لخلف النخلة التي يختبئ فيها محمد

عبد لله : محححمد ؟!

محمد يحدق بذلك الشخص

عبد لله : محمد !؟
محمد : عبد لله .. !
انننا ؟!
عبد لله : ماذا تفعل هنا !؟
محمد : عبد لله !
انننا .. انانا !!
عبد لله : الم اقل لــ.
محمد ( مبتسماً ) : انا اعلم من يكون !

ينظر محمد لعبد لله

محمد : انا اعلم من يكون !
عبد لله : توقف عن هذا الهراء !
محمد : سأقتله بيدي هاتين !
عبد لله : هل انت احمـ..
الشخص : عبد لله ؟
من هذا ؟!

يجثو عبد لله ,
عبد لله : عمي نحن خدمك المطيعين !
الشخص : من انت ؟
لا أتذكر وجهك ؟

محمد يحدق بالشخص

الشخص : من انت ؟
محمد : اننننا ؟
انا !

يمسك عبد لله , يد محمد و يسحبه لأرض بقوة

عبد لله : انه خادمك المطيع !

يركل الشخص عبد لله في وجهه

الشخص : و هل سألتك انت ؟!
عبد لله : كلا , عمي
الشخص : اذا اصمت , ام انك تريد ان اكسر ضلعاً آخراً ؟!
عبد لله ( يبكي ) : كلا , كلا عمي , ارجوك سامحني

محمد يحدق بعبد لله

الشخص : اذا اصمت !
ستلقى جزاءك على هذا !
لقد اكتفيت منك !
احد الأشخاص : عمي لقد عاد سلطان
الشخص : حسناً انا آتٍ , لأقرر عقابه

يذهب الشخص

محمد : عبد لله ؟
عبد لله ( بغضب ) : لماذا أتيت !؟
لماذا !؟
محمد : سأحررك !
عبد لله : و هل طلبت منك ذلك !؟
هل فعلت !؟
محمد : انا ؟!
عبد لله : لم اطلب منك ذلك !
محمد : و لكن ؟
عبد لله : محمد عدني بأمر واحد بما انني على قيد الحياة ؟
سلطان ( من بعيد ) : عمي ؟!
محمد : ما هو ؟
الشخص ( من بعيد ) : لقد اكتفيت منك , اقتلوه
عبد لله : فقط , أدعي انك لم تأتي إلى هنا و لم ترى شيئاً !
محمد : و لكن !؟
عبد لله : إلا ترى انه الجحيم !!
محمد : و لكن لماذا ؟!
عبد لله : لأنني لا اريد ان اراك هنا , يا أخي انه فقط .. انه , اقوى مما تتصور !
محمد : عبد لله !؟
عبد لله : محمد فقط عدني بهذا !

محمد ينظر للاتجاه الأخر , يمسك عبد لله كتف محمد

عبد لله : فقط عدني بهذا !!
محمد : أأعددك ..
عبد لله : جيد , غداً سنلتقي , ام الأن .. اهرب من هنا !
محمد : ولكن !
عبد لله : هيا أهرب !

يخرج محمد من المزرعة و وصولاً لمنزلهم , يلهث التعب و يصبب العرق

محمد ( حوار داخلي ) : حقاً انه الجحيم !
عبد لله ؟

يدخل محمد منزلهم

منى : محمد ؟
محمد : هاه !
منى : ما شأنك يا ولدي ؟
محمد : لا شيء , لا شيء .. انا لم أرى شيئاً !

يدخل محمد غرفته , و يختبئ خلف فراشه

محمد ( حوار داخلي ) : لماذا يا عبد لله ؟!
لماذا !
لقد كان .. ذلك اللعين !
كيف لم ادرك ذلك !؟
لقد كان هو منذ البداية ؟!

يدخل سليمان

سليمان : محمد , لماذا لم تأت لتعزي عمك حمد ؟
انها خطيبتك !
الا تملك أي ذرة من الأخلاق ؟!
محمد !؟
محمد !
يا ولد !!

يمسك سليمان محمد من قميصه

سلميان : ما خطبك !؟
تقول امك انه يجب ان اعطيك فسحة من المجال .. اعطيتك و لا اراك تتحسن !
بل تزداد سوءاً ؟!
انا اعلم ما علاجك !

يجر سليمان محمد من قمصيه و يجره للخارج , و يرميه امام المطبخ

سليمان : امكث هناك حتى آذن لك بالدخول !
محمد ( يهمهم ) : انه الجحيم ؟!
انه الجحيم !
سلميان : ما خطب هذا الغلام ؟!
ماذا تقول ؟!
ما هذه الهمهمة المبهمة !؟
محمد : انننا .. عبد لله ؟
سلميان : عبد لله ؟!
حتى الأن ؟!
محمد : انننا ؟!
عبد لله يبكي !؟
سلميان : لا حول و لا قوة إلا بالله !

يدخل سلميان لغرفة المعيشة ينظر لمحمد , الذي ملقى على الأرض ممسكاً برأسه و لا يحرك ساكناً , بعد و هلة , بعد ان ضربت الشمس رأسه محمد يغمى عليه , تدخل سلمى المنزل

سلمى : محمد ؟
محمد !

تهلع سلمى لمحمد الذي يصبب عرقاً بارداً

محمد ( يتمتم ) : ععبد لله
سلميان : سلمى فقط دعيه .. هناك

تنظر سلمى لسليمان و منى , تحمل سلمى محمد للفراش , بدن محمد يرتعش , و هو يتمتم " عبد لله "

سلمى ( بهمس ) : من ذلك اليوم , عندما طرحك ابوك على بلاط المطبخ كنت اعلم انك لن تبلي حسناً ..
و لكن ماذا حصل لك ؟
روحك , أصبحت مضطربةً ؟!
ماذا حصل لك !؟
عبد لله ؟؟

تجلس سلمى جنب محمد و تبكي

سلمى ( تبكي ) : لماذا هذا يحصل لنا ؟!
كنت اريدك لأبنتي ..
و لكنك تحب اخيك .. عندما مات ابني طلال و رحل امام عيني .. لم افعل هذا بنفسي , فلماذا تفعل انت ؟!
ما الذي يجعلك تتشبث بهذا هكذا , ألا تجده يفقدك صوابك !؟

ينام محمد

سلمى ( بهمس ) : أتمنى ان تعثر على الخلاص بنفسك ..
ان تجد الإجابة خلف الأكاذيب التي لا تنكث , خلف الأقنعة المشوهة ..

بعد لحظة , تخرج سلمى , عند منتصف الليل , يستيقظ محمد

محمد : عببد لله ؟

يخرج محمد للخارج , يعم الصمت المكان , ينظر محمد للسماء

محمد ( حوار داخلي ) : ماذا حصل لي !؟
ما كل هذا الصداع ؟!
لا قمر الليلة , لقائي مع عبد لله !

يذهب محمد للمزرعة , ينتظر عبد لله , بعد وهلة

محمد ( حوار داخلي ) : لقد تأخر عبد لله اليوم ؟!
آمل ان يكون بخيراً ؟!

يتذكر محمد مقتطفات مما حصل

محمد ( حوار داخلي ) : و كأنني رأيت ؟!
هل كان حلماً !؟
كلا , عبد لله , كان يبكي !؟
عمتي .. سلمى ؟!

بعد وهلة , يتقدم ثلاثة اشخاص يحملون شخصا ما

محمد : من هؤلاء ؟
و من يحملون ؟!

يتقدم الأشخاص , صوت يشق الصمت " هنا سيكون جيداً "

محمد : عبد لله ؟!
ماذا حصل له !؟

يترك الأشخاص عبد لله , ملقى جنب محمد

محمد : عبد لله , ماذا حصل لك !؟
ما خطبك !؟
تحدث !
عبد لله : لا شيء ..

ينظر محمد للأشخاص

محمد : ماذا حصل له !؟
عبد لله : اذهبوا من هنا
محمد : ماذا حصل له !؟
عبد لله : هيا , ماذا تنتظرون
احد الأشخاص : وداعاً يا عبد لله
عبد لله : وداعاً
محمد : كلا ؟!

الأشخاص يبتعدون , يمسك محمد يد عبد لله

محمد : عبد لله ؟!
ماذا حصل لك ؟!
عبد لله : لقد علم , بأنني هربتك

يتذكر محمد ما حصل

محمد : هاه ؟!
عبد لله : كسر كل ضلع في جسدي , محمد ذلك كان تكلفة لقائي بك في كل ليلة
محمد : ضلع يكسر من جسدك ؟!
عبد لله : نعم , و لكنها مقايضة منصفة .. لقد كانت كذلك
محمد : فقط , لتستمع إلي حين أثرثر
عبد لله : نعم .. كان ذلك كافياً بالنسبة إلي , و لكني اغضبته حين هربتك ..
في الغد سيقتلني ..
مثلما فعل مع سلطان ..
محمد : عبد لله , سأنقذك سأقتله بنفسي
عبد لله : محمد لا جدوى من ذلك !
انها لعنة يا أخي .. كل اضلاعي مكسورة .. و انت لن تستطيع قتله على ايه حال ..
فقط , تحدث معي .. حتى يحين آواني ..
محمد : لا تقل هذا !
انت لن تموت هكذا و هنا !
عبد لله ( يبكي ) : محمد .. انها نهايتي !
انا اريد ذلك .. اريد الخلاص !
من هذا الجحيم !!
فقط , لقد رأيت ما يكفي !

محمد يحدق بعبد لله

محمد : كلا !

ينظر عبد لله لمحمد

عبد لله : هل كنت أخاً جيداً ؟!
هذا كل ما افكر فيه , هذا كل ما اردت ان اكونه ..
لم ارد كل هذا ..
لم أتمنى العيش هكذا ..
و ليس لدي أي ندم , و لا أي امنية , ليس لدي شيء اريد ان احيا لأجله ..
محمد : عبد لله , أوقف هذا الهراء
عبد لله : محمد , أتعلم , هناك شيء واحد يجعلني اريد ان احب الحياة و اتشبث بها !
و هو رؤيتك تحقق حلمك و نجاحك ..
ما تدعوه بترهاتك المعتادة !

محمد يحدق بعبد لله

عبد لله : و لكن اتعلم .. انا على يقين انك ستنجح في ذلك !
اتعلم لماذا ؟!
لأنني محق دوماً !؟

تتساقط دموع محمد

عبد لله : في حياتي , لم أرى سوى الألم !
محمد ( يبكي – صارخاً ) : انا آسف سامحني !!
عبد لله : و لكن هناك شيء واحد يجعلني ابتسم حتى ذلك الجحيم ..
هو انت !
عبد لله ( يبكي ) : محمد ؟!
محمد : هاه ؟!
عبد لله : هلا , قلت للجميع شيئاً بالنيابة عني ؟!
محمد : هاه ؟!
عبد لله : فقط قل لهم , ان يظهروا حقائقهم , و يكفوا عن رداء الأقنعة المزيفة !

تتساقط دموع محمد

عبد لله : محمد سأطلب منك امراً ما , و اعلم انه قاسٍ و لكن هذا كل ما اريد منك ان تفعله !
محمد : سأفعل أي شيء !
عبد لله : محمد ؟
محمد : ماذا ؟!

ينظر عبد لله لمحمد

عبد لله : اخنقني بيديك , لن اقاومك , لا استطيع ذلك على ايه حال !
محمد : هاه ؟!
عبد لله ( صارخاً – يبكي ) : انا اعلم انه امرٌ قاسٍ !!
و لكن محمد !
فقط افعل ذلك للأجلي !!
محمد : عبد لله ؟!
لا استطيع فعل ذلك !
عبد لله : محمد انظر الي , ان لم تقتلني سيحملونني إليه , و سيقتلني !
فقط كل ما اطلبه هو ان تخلصني من هذا العذاب !!
ان اسمي هو عبد الله , و لست عبداً لأي احد !!

عبد لله يبكي , يحدق محمد بعبد لله

محمد ( حوار داخلي ) : ماذا اصنع به !؟
كبريائه .. قد سلب منه !
انه محق .. انه خلاصه
ما هذا الجحيم ؟!
محمد ( يبكي ) : سامحني يا عبد لله !!
عبد لله ( مبتسماً ) : لا عليك ..
محمد : لقد كنت انا من يثير المتاعب .. و انت من تحمل ذلك , لقد حرمتك من الحب الوحيد الذي اقسمت انت تبقى ثابتاً عليه !!
عبد لله : هون على نفسك , لم يكن امراً هاماً بالنسبة إلي .. فقط عش !
هيا يا محمد .. فقط افعلها
محمد : لنلتقي مرة أخرى , ارواحاً نقية , لا تحمل عبء هذه الحياة ..

يمد محمد يده إلى عنق عبد لله , يغمض عبد لله عيناه , يخنق محمد عبد لله , يحاول عبد لله منعه و لكن جسده يرفض ذلك , محمد ينظر للاتجاه الأخر , يبكي قائلاً " سامحني " ,بعد وهلة , يتوقف بدن عبد لله من الحراك , يجلس محمد , يمسك رأسه , يحدق بعبد لله , يحضن محمد عبد لله , محمد يبكي

محمد : هل أنا في الجحيم ؟!
سأقتله حتماً .. لن ينجو من هذا المعتوه !!
سأقتله , لما جعلني ان اكونه , لما جعل اخي ان يكونه !!
لقد شوهنني !!
ما هذا الجحيم ؟!
انا ؟!
انا !!
انا آسف يا أخي .. سامحني !!
لم استطع ان افعل شيئاً حيال هذا !
لقد خذلتك , سامحني !!

يمسك محمد وجه عبد لله

محمد ( يبكي ) : لم يعد هذا الكون التعيس يهمني بعد الأن !
ليس هناك أي شيء , يهمني !
انت فقط , كنت كل شيء ..

يحدق محمد بعبد لله , بعد وهله , اشرقت الشمس , يحمل محمد جسد عبد لله للمنزل , يسير بخطى متثاقلة شارد الذهن و هو يتمتم

محمد ( حوار داخلي ) : ان الطريق للخلاص من الجحيم .. شاقٌ و مر !

يصل محمد للمنزل , يدخل المنزل

منى : محمد ؟!
من هذا ؟!
يا محمد ؟

محمد ينظر لأمه

محمد : ابنك .. عبد لله !

تقترب منى من محمد , تحدق على عبد لله , تسقط على الأرض , يتقدم محمد , يضع محمد عبد لله في منتصف الغرفة , يجلس بالقرب منه , يفزع سليمان

سليمان ( صارخا ) : منى !؟
منى !!
يا إلهي !!

ينظر سلميان لمحمد

سليمان : محمد ماذا فعلت !؟
من هذا ؟!
ما فعلت بأمك !؟

يتقدم سليمان نحو محمد , فجأة يتوقف عن حراك

سلميان : محمد ؟!
من أين احضرت هذا ؟!
محمد : ألم اقل لك بأنني سأثبت لك ان اخي لم يمت ؟!
سلميان : هاه ؟!
يا إلهي ماذا فعلت ؟!

بعد لحظة

سليمان ( بغضب ) : لماذا تفعل هذا بنا ؟!
أيها اللعين !!

يركل سليمان وجهه محمد

محمد ( حوار داخلي ) : ألازلت ؟!

يلكم سلميان محمد حتى يتناثر الدم , صارخاً " لقد قتلت امك ! " , محمد يغمى عليه , يستيقظ في غرفة مظلمة , و هو مربوط بحبل حول يده و قدمه , رائحة الغبار تسكن المكان

محمد : اين انا !؟
ما هذا المكان الغريب !؟
رائحة قذرة ؟!
بالكاد يتخلخل ضوء النور من الباب !

بعد وهلة , أصوات خطى تقترب , احد مت يفتح الباب , النور الساطع يعمي محمد , يحاول محمد ان يبعد وجهه عن الباب , شخصان يدخلان الغرفة

الشخص : مرحباً , هل يؤلمك جرح رأسك ؟
محمد : جرح رأسي ؟
الشخص : لقد لففناك بالأمس , كنت تنزف بشدة
محمد : هل انتم من احضرني إلى هنا ؟
الشخص : نعم , هل تعلم اين انت الأن ؟
محمد : كلا ؟

ينظر الشخص للأخر , و من ثم ينظر لمحمد , يحاول محمد ان يميز الشخص الأخر

الشخص : محمد , هذه الغرفة , عُدّتْ لمن مسه الجن أو فقد رشده
محمد ( صارخاً ) : كلا !
ليس مساً من الجن ؟!
لقد رأيت اخي !!
الشخص : لا تزال على هذا الهراء ؟!
محمد ( حوار داخلي ) : لماذا لا يصدقني !؟
لماذا لا احد يصدقني !؟

يقترب الشخص الأخر من محمد

الشخص الأخر : محمد , نحن هنا لنساعدك لتعود لرشدك !
محمد : انت ؟
الشيخ مسعود !؟
الشيخ مسعود : نعم , لقد مررت بالكثير من هم على شاكلتك , مسلم كان ايضاً في مثل حالتك هذه
محمد ( حوار داخلي ) : مسلم !؟
الشيخ مسعود : إلا انه حين سُلم إلينا , كان الأوان قد فات مسبقاً
محمد : سُلم إليكم ؟!
الشيخ مسعود : تماماً كما حصل لك !
محمد : من احضرني إلى هنا !؟
اين ابي ؟!
الشخص : ابوك هو من احضرك إلى هنا
الشيخ مسعود : و لن تخرج , حتى نتأكد بأنك شفيت , و أنك لن تكون خطراً على المجتمع !
محمد ( حوار داخلي ) : خطراً !؟
على المجتمع ؟!
هل هذا كل ما تكترثون بشأنه !؟
سلامة المجتمع ؟!
محمد ( صارخاً ) : و لكن اخي ؟!
رأيته , كان مسحوراً , لقد سحره !
الشيخ مسعود : من ؟!
محمد : أنـــ. انــ.. انه ؟!
الشيخ مسعود : من !؟
محمد : انه ..
محمد ( بصوت شاحب ) : لا أحد ..
الشيخ مسعود : ماذا تعني !؟
محمد : لقد , فجأة , نسيت من يكون ..
الشيخ مسعود : نعم , اتعلم لماذا !؟
محمد : لماذا ؟!
الشيخ مسعود : محمد , اخوك منذ إن مات و انت تخلق لنفسك اوهاماً حتى اصبح الوهم حقيقةً مصدقةً بالنسبة إليك
محمد : وهم !؟
كلا , لم يكن وهماً !!
الشيخ مسعود : بالنسبة إليك ليس كذلك , محمد انت هنا في الواقع !
و لكن لا عليك , سنساعدك للخروج من هذا الوهم !
محمد : ليس وهماً , جثة أخي في المنزل !
الشخص : و كيف تفسر لنا اننا لم نلحظها !؟
محمد : ربما , ربما
الشيخ مسعود : محمد الجثث لا تختفي بهذه السهولة !
محمد : تختفي ؟
كلا , اخي , قد كان و امي ..
الشيخ مسعود : امك ؟!
محمد : امي قد اغمـ..
الشخص : أصيبت بذبحة !
محمد : امي ؟!
الشيخ مسعود : لقد ماتت يا محمد !

يربت الشيخ مسعود على كتف

الشيخ مسعود : محمد سندعك الأن , يمكنك البكاء قدر ما شئت
محمد : هاه ؟!
امي !؟

يخرج الشيخ مسعود و الشخص الذي معه , و يوصدان الباب , على نحيب محمد

محمد ( يبكي – حوار داخلي ) : تباً .. تباً !!
لن اغفر لك , لن اغفر لك !!
سأنتقم .. سأنتقم !!
سأنتزع حنجرتك , أيها اللعين !!
تباً !!

بعد وهلة , محمد يحدق بسقف الكوخ

محمد ( يضحك ) : انا .. حتماً سأجن ..
انهم يقودوني للجنون !؟
سأجن ..
محمد ( بصوت شاحب ) : كلا !
كلا !
لن اجن ؟!
ليس الأن .. لم يتبقى سوى القليل ..
محمد ( يبكي ) : عبد لله !؟
عبد لله ..
سأثر لك !!
من ذلك اللعين , و من ابي !
لقد ظلمناك يا عزيزي , لقد ظلمناك كثيراً ..
من ذلك اللعين , و من ابي , و من نفسي !
انت تستحق العدالة ..
محمد ( بصوت شاحب ) : سأحافظ على ما تبقى من رشدي .. سأتشبث به , حتى احقق العدالة !

يتذكر محمد وجه ذلك الشخص " من انت ؟ " و يتذكره عندما ركل وجه عبد لله " اذا اصمت , ام انك تريد ان اكسر ضلعاً آخراً " , يتنفس محمد بصعوبة

محمد ( حوار داخلي ) : لقد كان هو منذ البداية !؟
كيف لم ادرك ذلك ؟!

يتذكر محمد كلام عبد لله " يا أخي السواد و الحزن و الغضب , لا اريد منك ان تقع في هذا مثله "

محمد ( حوار داخلي ) : انه يحتمي بالظلمة .. لقد باع روحه للشيطان و استملكها الكره و الغضب .. للانتقام !
و لكنني ـلست افعل الأمر ذاته !؟
لقد بعت روحي ؟!
و لكن لغاية سامية ؟!
كلا !
للانتقام ؟!
ذلك لا يهمني !
جميعاً وحوش , نحتمي خلف قناع الإنسانية المثالي ..
و لكننا فقط متوحشون !
سأنبش قبور المجانين و سأوكز عمود قيام العقل حتى احيا كما يجب !

محمد يتذكر عبد لله عندما يقول " ستأتي اللحظة التي تعلم فيها ما تريد , قد يكون امراً واحداً و لكنه كفيل ان يكون كل شيء بالنسبة اليك "

محمد ( حوار داخلي ) : عبد لله , انا اعلم الأن جيداً ما اريد ..
و سأحقق ما اريده مهما كلف الثمن !
كلا , كلا , سأحافظ على رشدي !
لم يتبقى سوى القليل للنهاية ..

مر أسبوع على محمد

محمد ( حوار داخلي ) : لم يزرني أي احد , لا احد ؟!
لماذا ؟!
و كأنني نسيت تماماً , مثل ما حصل لعبد لله !!
لماذا ؟!
لماذا هم يفعلون ذلك بي ؟!
تباً ..

عند منتصف الليل , محمد يتكئ على الجدار , يطرق احدهم الجدار

الشخص : محمد ؟!
محمد ؟!
محمد ( حوار داخلي ) : من هذا ؟!
الشخص : محمد ؟!
محمد : نعم ؟
الشخص : هل انت مستيقظ ؟
محمد : هذا صوت عمـ..
الشخص : هل يمكنني التحدث اليك ؟
محمد : نعم ..

يتكئ ذلك الشخص على الجدار

الشخص : آه يا محمد , لقد فقدت انت اخاك , و فقدت رشدك , و انا فقدت ابنتي فاطمة و ها أنا .. اشارف على الجنون مثلك تماماً ..
محمد : عمتي سلمى ؟
سلمى : محمد لماذا تفعل هذا بنفسك ؟
محمد : الا يستحق هذا عبد لله ؟
سلمى : نعم
محمد : عمتي , انــ..
سلمى : محمد ارغب ان اسألك سؤالاً !
محمد : ما هو ؟
سلمى : ذات مرة كانت روحك مستقرةً , و لكنها الأن مضطربة ؟
ماذا حصل لك ؟
محمد ( حوار داخلي ) : ماذا حصل لي !؟

محمد يتذكر عبد لله المطروح على الأرض " محمد سأطلب منك امراً ما , و اعلم انه قاسٍ و لكن هذا كل ما اريد منك ان تفعله " , محمد يشهق و يزفر , محمد يتذكر عبد لله " انا اعلم انه امرٌ قاسٍ , فقط افعل ذلك لأجلي "

محمد : ماذا حصل لي ؟!
محمد ( بغضب – صوت شاحب ) : لقد رأيت الجحيم !!
سلمى : هذه النبرة ؟!
محمد : أنه الجحيم الدنيوي , يا عمتي !
و لكنني سأنتقم لمقتل عبد لله !!
سلمى : مقتل ؟!
محمد : نعم , عمتي انا لست مجنوناً !
عبد لله , لم يمت , و لكن لا عليك , فقط لا تكترثِ كما يفعل الجميع !
سلمى : محمد , انا اكترث .. لماذا هذا يحصل لنا ؟!
عبد لله , ثم فاطمة , و الأن اختي ؟!
محمد : لأننا نستحق ذلك .. لأننا نرقص على مآسي الأخرين بأطراف اصابعنا !
سلمى : محمد , لقد كنت انا من تسبب بالعذاب لأخيك و لأبنتي !!
محمد : هاه ؟
سلمى ( تبكي ) : نعم , لقد كنت اعلم بشأنهما !
محمد : هاه ؟!
سلمى : و بالرغم من ذلك , لم احرك ساكناً بل ..
محمد : بل ماذا ؟!
سلمى : قمت بزرع الألم في جسد اخيك !
محمد : ماذا تعنين ؟!
سلمى : هل حقاً تريد ان تعلم الحقيقة و ان كانت الحقيقة حزناً !؟
هل حقاً حقيقـ..
محمد : الحزن لا يهمني !!
سأتقاسم حزن عبد لله ..
ألا ترين ذلك !؟
محمد ( صارخاً – صوت شاحب ) : انا احيى في الجحيم !!
سلمى : انت تحب اخاك حقاً ؟!
محمد : كنت اريد ان أكون أخاً جيداً ..
و بالرغم من ذلك ..

محمد يتذكر فاطمة " و هكذا اتخذ عبد لله قراره , بأنه سيتنازل عن حبه من الفتاة اقسم بحبه لها , اخوك لم يقدم على خيانة , بل على تضحية , فقط أراد لك الأفضل , لا احد يمكنه تصور قيمة هذه التضحية التي تقدم لها عبد لله "

سلمى : محمد , ربما يكون هذا اخر حديث لنا , قبل الوداع اريد ان أقول لك امراً ما ..
عبد لله , بعد ان غرق صديقه المفضل , هيثم ..
كان يائساً , كان بائساً , حتى أتت به امك لمنزلي , ليتداوى على يدي ..
عاش معي , لمدة من الزمن , كان يأكل معنا , و في تلك اللحظة شعرت بحبه لفاطمة , لم أحاول منع ذلك عبد لله فتى جيد ..
و فاطمة كانت تحبه ايضاً ..
كان البدر مشعاً , عبد لله في غرفته , ساكن كالحجر , يحدق على الجدار و يبكي ..
فدخلت الغرفة , تعجبت من بكاءه , سألته عما به ..
قال لي , انه يريد مني اريه الطريق للخلاص ؟! , فقلت له هل ستتحمله و ان كان شاقاً ومراً ؟!
اجابني بنعم , قلت له , اهتم بأخيك , محمد لقد كنت انت مميزاً , انت مميز !! , في عينيك شيء ما ..

ينظر محمد للأسفل

محمد ( حوار داخلي – صوت شاحب ) : انا مميز ؟!
سلمى : قال لي عبد لله , انه يعلم ذلك , فقلت له , ان لا يتردد في فعل ذلك , و في الأسبوع نفسه اسمع بخبر انه أوسع سعيدان ضرباً , و كاد ان يقتله ..
محمد : هاه ؟!
سلمى : و لكن عبد لله , لم يتردد , و في غيابك بعدما خطبة امك من فاطمة , ضبطه في منزلنا , يحادث فاطمة في الليل , تجسست عليهما , لا علم ما قال لها , و لكن ذلك لم يرق لفاطمة , دخلت فاطمة غرفتها و هي تبكي , و حين هلم عبد لله لخروج , امسكته من يده , و سألته عما دار بينهما , فأجابني ان الطريق للخلاص مر و شاق !
محمد : هاه ؟!
سلمى : محمد !
لقد كنت اعلم انه يكن الحب لها .. و لكن فقط دهس على قلبه !
لأجلك انت !
و انا فقط لم احرك ساكناً , انا .. انا !؟
محمد : ماذا ؟!
سلمى ( تبكي ) : انا فقط ام ساذجة !!
محمد ابنائي ماتوا !
اختي ماتت !!
لم يتبقى لي احد .. لا احد !
محمد .. لا احد !
محمد , ماذا ستفعل الأن !؟
محمد : سأنتقم .. !
سلمى : تنتقم !؟
محمد ( بغضب ) : نعم !
سلمى : ممن ؟!
محمد : من الشخص , الذي آذى اخي !
عبد لله !
ستعلمين كل شيء لاحقاً , ستكون الحقيقة كالشمس المضيئة في وضح النهار !
سلمى : كالشمس المضيئة ؟
محمد : نعم .. ستكون كذلك
سلمى : محمد , الحياة لم تكن عادلةً بالنسبة الينا !؟
لم يستطع هذا الكون التعيس ان يخلق السعادة لنا !!
نحن تعساء !

يتكئ محمد على الجدار , تسقط دموع محمد

محمد : نعم , عمتي , نحن فقط تعساء .. نتقاسم مآسينا
سلمى ( تبتسم ) : محمد .. اتعلم , لقد كنت حقاً متشوقةً لأعلم لأي مدى ستصل إليه لأجل اخيك ..
لم اكن أظن انك حقاً ستركل عامود قيام العقل ؟!
لم اعلم انك مستعد حقاً لتخلي بكل شيء , لأجل عبد لله !
محمد ( بصوت شاحب ) : الم يكن هو ايضاً مستعداً لفعل ذلك لأجلي !؟

تقف سلمى

سلمى : محمد , وداعاً للقاءٍ آخر ..
محمد : وداعاً

بعد وهلة , ينام محمد , بعد مضي أسبوع , يدخل الشيخ مسعود و الشخص الذي كان معه

الشيخ مسعود : محمد ؟
محمد : مرحباً يا شيخ
الشيخ مسعود : مرحباً , هل انت جائع ؟
محمد : كلا , لست جائعاً
الشيخ مسعود : مرشد احضر بعض الطعام ..
مرشد : ان شاء الله , يا شيخ

يخرج مرشد

الشيخ مسعود : محمد .. هناك امر يجب ان تعلمه

ينظر محمد للشيخ مسعود

الشيخ مسعود : عمتك , ام فاطمة ..
محمد : ما بها ؟
الشيخ مسعود : لقد توفيت قبل يومين !
محمد : لا حول و لا قوة إلا بالله ..

يحدق الشيخ مسعود بمحمد

الشيخ مسعود : لا اعلم , ماذا حصل , و لكنها وجدت متوفية في فراشها ..
محمد : إنا لله و إنا إليه راجعون
الشيخ مسعود : اعذرني لم اوافيك بالخبر إلا الأن , و لم افعل ذلك إلا خوفاً عليك
محمد : لا عليك يا شيخ
الشيخ مسعود : محمد , لقد كنت تحت ناظري و إني لا اراك إلا معافاً سليماً , و ستخرج من هنا عما قريب
محمد : الحمد لله ..
الشيخ مسعود : فقط , امهلني بعض الوقت , حتى اتثبت من ذلك .. و سآحدث ابوك بشأن هذا
محمد : شكراً لك يا شيخ , فقط كان كل ما احتاجه هو بعض الوقت مع نفسي , لا اعلم ماذا حصل لي , فجأةً فقدت رشدي ؟!
الشيخ مسعود : كلنا معرضون للانهيارات الشعورية - يريد بذلك الانهيارات العصبية -
محمد : شيخ , كيف حال ابي و عمي حمد ؟
الشيخ مسعود : يبلون حسناً ..
محمد : صبرهم الله

يدخل مرشد , حاملاً بعض الطعام

الشيخ مسعود : محمد تناول طعامك الأن , و سأوفيك بالخبر عما قريب , مرشد فك قيد محمد

يضع مرشد الطعام قرب محمد , يفك القيد من محمد

محمد : شكراً يا شيخ
الشيخ مسعود : حسناً , يا مرشد هيا بنا الأن

يخرج الشيخ مسعود و مرشد , ينظر محمد للطعام

محمد : هه , تباً !

في اليوم التالي , يدخل الشيخ مسعود و التاجر سليمان , ينظر محمد لعيني ابيه

الشيخ مسعود : محمد ؟
محمد : نعم يا شيخ

التاجر سليمان , يهمس في اذن الشيخ مسعود

سليمان ( بهمس ) : يا شيخ , لماذا لم تقيدوه ؟!
الشيخ مسعود ( يضحك ) : كلا , كلا .. لسنا بحاجة لذلك , لسنا بحاجة لنقيد محمد
سليمان : محمد ؟
محمد : نعم ؟
سليمان : أين اخوك ؟
محمد : أخي ؟
سليمان : نعم ؟
محمد : مات
سليمان : منذ متى ؟
محمد : منذ ان خرج من القرية

يبتسم سليمان , و يحضن محمد

سليمان : لقد عدت إلينا يا بني !!
محمد : نعم , لقد عدت
سليمان : سامحني يا بني
محمد : لا عليك يا أبي
الشيخ مسعود : الم اقل لك , انه فقط كان يحتاج لبعض الوقت ؟
سليمان : نعم .. نعم , لقد كنت محقاً
اذاً يا محمد , هيا ستعود معي و سنذهب لمنزل عمك أبو احمد , لنعزيه بشأن عمتك
محمد : حسناً يا أبي
سليمان : هيا أذا قم يا بني

يقف محمد , ينفض سليمان الغبار من ثياب محمد , محمد ينظر للأسفل , تنفض شفتاه , يمسك سليمان محمد من يده

سليمان : ما بك يا بني !؟

يرفع محمد رأسه

محمد ( مبتسماً ) : لا شيء يا أبي
سليمان : هيا إذا ؟!
محمد : هيا ..

يخرج محمد و سليمان

الشيخ مسعود : إذا يا سليمان نلتقي في منزل أبو احمد ؟
سليمان : حسناً

يسير محمد و سليمان للمنزل

سليمان : لا اعلم ماذا حصل لك , لقد فقدت رشدك فجأة !؟
أتمنى ان لا تعود لتلك الترهات مجدداً !
محمد , انا سأخرج في سفرة للتجارة سأخذك معي ..

ينظر محمد لأبوه , محمد يتذكر كلام عبد لله " لا تتغير لترضي لأخرين و لا تناقض نفسك , كنت أنت , لا ترضخ, كن حراً , لقد ولدنا احراراً , كافح لأجل معتقداتك , و لا تدع لأخرين يضروك لأنك مختلف عنهم "

سليمان : لقد قمت بالتخلص من أشياءك القديمة , رأيت صندوق أسود به العديد من القصاصات و الأوراق ..
محمد : ماذا صنعت به ؟
سليمان : تخلصت منه , محمد اريدك منك ان تترك حياتك القديمة !
محمد : هاه ؟!
سليمان : نعم , هذا امر يجب عليك ان تفعله , فأنت ابن التاجر سليمان !

ينظر محمد للأسفل

محمد ( حوار داخلي ) : اتخلص من حياتي القديمة ؟!
و ما خطب حياتي هذه ؟!
سليمان : لقد كنت على وشك ان تفقد الجميع رشدهم معك !؟
محمد : هاه ؟
سليمان : نعم , يبدو انك لا تتذكر ذلك .. امك يا محمد ماتت جراء حماقاتك
محمد : كيف ماتت امي ؟
سليمان : ألا تتذكر ؟!
محمد : كلا ؟
سليمان : كان ذلك بعد مضي بعض الوقت لموت عبد لله , و أنت تكرر قولك عبد لله لم يمت , عبد لله لم يمت ..
حتى دخلت ذلك اليوم صبحاً منزلنا , و حين رأتك امك بتلك الحالة أصيبت برعدة – يريد بذلك جلطة – و ماتت
محمد : فقط لأنها رأتني ؟
سليمان : نعم , لقد كنت في حالة يرثى لها .. و من ثم حملناك أنا و عمك حمد إلى مصح المجانين ..
محمد : هاه ؟
سليمان : نعم .. محمد حان الأوان لتكف عن هذه الحماقة , و تقف مجدداً على قدميك
محمد ( حوار داخلي ) : حماقة ؟
محمد ( مبتسماً ) : لا عليك , يا أبي , لقد اتخذت قراري و عزمت ان اجد الطريق للخلاص و إن كان شائكاً و إن كان مراً ..
سليمان : صديقك خالد , يبحث عنك , اخرج معه , و انسى كل ما حصل
محمد : انا اريد ان اقطع علاقتي مع خالد ..
سليمان : لماذا ؟
محمد : اريد ان اقطع كل ما يربطني بهذه الحياة ..
سليمان : حقاً ؟!
محمد : نعم , سأنسى كل ما يربطني بها , كما طلبت مني ..
سليمان : جيد , يا بني .. انت حقاً قد عدت !!
محمد ( بهمس ) : أنا كذلك

بعد وهلة يصل محمد للمنزل , يدخل غرفة المعيشة , ينظر للبقعة التي وضع فيها عبد لله , يحدق سليمان على محمد

سليمان : ما بك يا محمد ؟!
محمد : لا شيء ..
سليمان : هيا اذهب و استحم !
محمد : حسناً يا أبي ..

ينظر محمد لأبوه

محمد : ابي ؟
سليمان : نعم , يا بني ؟
محمد : أنا أسف , أظنني كنت ابناً عاقاً , أنا اسف لأنني كنت سبباً في موت امي ..
سليمان : لا عليك , يا بني , ذلك قدر الله و قضاءه , مثل ذلك مثل ما حصل لأمك , هيا الأن اذهب و استحم

يدخل محمد دورة المياه ليستحم , بعد وهلة , يطرق سليمان

سلميان : محمد ؟

يطرق سيلمان الباب

سليمان : هيا اخرج الأن ..
ماذا تفعل هناك ؟

بعد لحظة

سليمان : محمد !!

يخلع سليمان الباب

سليمان ( صارخاً ) : تباً !!

ينظر سلميان لدورة المياه , فلا يجد احداً

سليمان : اين ذهب هذا الفتى ؟!
لقد غافلني !!
هذا اللعين !!
اين يكون يا ترى ؟!

في تلك الأثناء , محمد يسير في طرقات الحي , متجهاً لمكان ما

محمد ( حوار داخلي ) : هذا اللعين ..
انتظر فقط حتى اصل إليك ..
اقسم انني سأقتلك !!
سأثأر لأخي !!
سأقتلك !!
تباً لك ..

بعد وهلة

خالد : محمد ؟
محمد !!

محمد يسير متجهاً نحو خالد

خالد : محمد ؟
اين كنت ؟!

تسقط دموع خالد

خالد : ماذا فعلت بنفسك ؟
انظر لنفسك !

يتجه محمد نحو خالد

خالد : أيها الأحمق اللعين !!
لقد اشتقت إليك ..

يمر محمد من جنب خالد و كأنه لم يره

خالد : محمد ؟
محمد ؟!
محمد !!

يلحق محمد خالد , و يمسكه من كتفه

خالد : فقط توقف !!
محمد : ماذا تريد ؟
خالد : ما بك !؟
لماذا هذه النظرة !؟
على ماذا انت تنوي ان تفعل ؟!
محمد : هذا ليس من شأنك !!
لم يعد كذلك بعد الأن !!
خالد : كلا هذا شــ..
محمد ( بغضب – صوت شاحب ) : اصمت !!
إلا ترى !؟
لقد اتخذت قراري مسبقاً !!
لا تحاول منعي ؟!
خالد : ماذا تريد ان تفعل ؟!
محمد : عبد لله .. سأنتقم له !
خالد : تنتقم ؟
محمد ( نبرة غاضبة ) : نعم !!
خالد : ممن ؟!
محمد : هذا ليس من شأنك !
خالد : كلا , تحدث !

يدفع محمد خالد , يسقط خالد

خالد : محمد ؟
محمد : لم تعد هناك أي رابطة تربطني بك !
فقط ابتعد كي لا اؤذيك , لا اريد ان اؤذيك ..
ابتعد !
خالد : محمد , ما خطبك ؟
انظر لنفسك , انظر لما صنعت في نفسك ؟!
محمد : لقد شوهني هذا المجتمع الذي كنت أحاول إصلاحه !
هؤلاء المنافقون , حفنة من الحقراء ..
تباً !!
خالد : فقط انسى ما حصل , كن عفواً ..
محمد : لا استطيع ذلك , انا لست كذلك ..
هيا الأن ابتعد عني ..
و اتركني .. انا لا اريد منك ان تقترب مني حتى !
خالد : هل أنت واعٍ لما ستفعله ؟!
محمد : أنا لا اكترث حتى ..

يقف خالد , ينظر لمحمد

خالد : ليكن الوداع الأخير ..
محمد : وداعاً ..

يذهب محمد , يحدق خالد بمحمد

خالد ( بهمس ) : لقد غيرتك حياتك , انظر لما صنعت بكما الحياة ..

يتجه محمد نحو مفترق الطرق , ينظر محمد لمنزل عمه أبو أحمد

محمد : شكراً عمتي ..
أنا آسف .. وجودي كان مصدراً للانزعاج , و لكنه لن يكون كذلك بعد الأن ..
سنلتقي عما قريب ربما ..

يتجه محمد نحو منزل العم خلفان الأعور , يطرق الباب بعنوة , العم خلفان و فهد و ندى , يتناولون الغداء

العم خلفان : من الطارق ؟
فهد : لا أعلم يا أبي ..
العم خلفان : اذهب و انظر ..
فهد : حسناً يا أبــ..

يكسر محمد مغلق الباب , و ينظر للعم خلفان و فهد و ندى

فهد : ما خطبه ؟
ندى : هاه ؟
العم خلفان : هل تريد شيئاً ما ؟

يحدق محمد بالعم خلفان و فهد

فهد : هي , ألا ترى نحن نتناول الطعام ؟

يحدق محمد بالعم خلفان و فهد

فهد : أيها الوغد , هنا فتاة , هيا اخرج الأن ؟

ينظر محمد لفهد نظرة غاضبة

فهد : أيها الفتى , لماذا تنظر إلي هكذا ؟!

يتقدم محمد نحو فهد , و هو يحدق به

فهد : ما خطبك ؟
ألا تفهم ؟!
ندى : ما خطبه ؟!
خلفان : اليس ابن التاجر سليمان ؟!

يقترب محمد من فهد , يقف فهد

فهد : هل تريد من ان اخرجك عنوةً ؟!

يصل محمد لفهد , و يلكمه في وجهه , يسقط فهد على الأرض

ندى : يا إلهي ؟!
خلفان : فهد !؟
ندى : أبي ؟!

يقفز محمد فوق فهد , و يركله في بطنه , يحاول ان يقف فهد , فيركله محمد في وجهه , يتناثر الدم , تمسك ندى محمد من يده , يقف فهد و يلكم محمد في وجهه , يتراجع محمد للوراء

محمد : ابتعدي و إلا اذيتك !
ندى : ما خطبك !؟

يدفع محمد ندى , تسقط ندى , تحدق على محمد

ندى ( بهمس ) : محمد ؟!
فهد : أيها اللعين !!

يركض فهد لمحمد , يركل محمد فهد في بطنه , و من ثم يلكمه في وجهه , يسقط فهد , يتقدم محمد نحو فهد , ينظر محمد لفهد نظرة غاضبة

فهد : ما هي مشكلتك ؟!
خلفان : ما خطبه ؟!

يقفز محمد فوق فهد و يلكمه , يمسك فهد بحجر و يضرب رأس محمد بالحجر , يتناثر الدم من رأس محمد , ينظر محمد لفهد

فهد : أيها اللعين !؟

يخنق محمد فهد

محمد ( نبرة غاضبة ) : هل نسيت من أكون ؟!
حاول ان ترجع بذاكرتك للوراء قليلاً !
قبل بضعة أيام , طلبت من اخي ان يجثو امامك !
قبل بضعة أيام , طلبت من اخي ان يناديك عمي !

فهد يحاول ان يمسك بأي شيء بيديه

محمد : سأنتــــ.

يغرز فهد سكيناً في بطن محمد

فهد : فلتمت معه إذا !!
ندى : فهد ؟!
خلفان : لا حول و لا قوة إلا بالله

يحدق محمد بفهد

فهد : هل تريد ان تنتقم ؟!
هاه ؟!
أنت لست مختلفاً عن اخاك ذاك البغيض !!
ما خطبك ؟!
بعدما ان مات اخوك , جننت !؟
ارجح انه جعل من حياتك جحيماً لا يطاق !!
محمد ( بهمس ) : فقط اصمت ..

يمسك محمد بالسكين بكلتا يديه , ينتزع محمد السكين و يرفعها عالياً

فهد : محال ؟!
ندى ( صارخةً ) : فهد ؟

يغرز محمد السكين في ترقوة فهد , يبصق فهد الدم من فمه , يقف محمد فيترنح يميناً و شمالاً , يسير متجهاً ليحمل حجراً كبيراً

خلفان : ندى , أخاك سيموت !!

تقف ندى , تركض لمحمد , محمد يتقدم لفهد , يرفع محمد الحجر عالياً , ينظر فهد لعيني محمد , محمد ينظر لعيني فهد , ندى تصرخ " توقف !! " , محمد يتذكر عبد لله يبكي " اريد الخلاص من هذا الجحيم " و " كل ما اطلبه هو ان تخلصني من هذا العذاب ان اسمي هو عبد الله , و لست عبداً لأي احد " , " فكسر كل ضلع في جسدي , محمد ذلك كان تكلفة لقائي بك في كل ليلة " , " هل كنت أخاً جيداً " , محمد يتذكر عبد لله , المتوفى امامه

محمد ( بهمس – نبرة شاحبة ) : لم يكن عبدك !!
ندى ( صارخةً ) : توقف !!

فهد ينظر لمحمد , يحاول أن يمد يديه

فهد : أرررجـــ..

يرمي محمد الحجر في وجه فهد , يتهشم وجه فهد , يد فهد تنتفض , يمسك محمد بالسكين , تمسك ندى يد محمد

محمد : ابتعدي و إلا قتلتك معه !!
خلفان : ندى !!
عودي إلى هنا !!

تتراجع ندى و هي تبكي , تختبئ خلف ابيها , يمسك محمد بالسكين , و يطعن محمد فهد في صدره مراراً و تكراراً حتى تسقط يده , تمتلئ يد محمد و ملابسه بالدماء , يرمي السكين , يضع محمد يده على رأسه و يبكي

خلفان : لماذا ؟

محمد يبكي

خلفان : لماذا قتلت ابني ؟!

ينظر محمد للأعلى , يتنهد

محمد : سامحني يا إلهي ..

يقف محمد , يمسك حبلاً يربط رجلي فهد

خلفان : ماذا تريد ان تفعل ؟

يقف خلفان

خلفان : محمد !!
تحدث إلي !!
محمد : و كأنك لا تعلم !؟
خلفان : تحدث إلي !!
محمد : ابنك هذا سحر اخي عبد لله ..
و عذبه !!
و سأفعل أنا الأمر ذاته !!
خلفان : ما الذي يجعلك واثقاً من ذلك ؟!
محمد : لقد رأيت اخي بنفسي !!
لقد رأيت ابنك هذا

ينظر محمد لفهد , يبصق محمد في وجه فهد

محمد : رأيته يستعبد أخي !!
خلفان : هل أنت متأكد من ذلك ؟!
محمد : لست بحاجة لبرهان , يمكنك ان تفعل ما تشاء , لم يعد ذلك يهمني ..

يسحب محمد فهد , للخارج و يربطه ببغل و يتجول به في القرية , الناس يحدقون بمحمد , في تلك الأثناء

ندى : ابي , ماذا نفعل الأن !؟
خلفان : يجب ان يحاكم هذا الفتى .. !
يجب ان ينال عقابه من العدالة !
خلفان : سأستدعي الشيخ مسعود و رجال الأمن , حتى يمسكوا به
ندى : و لكني لا افهم ذلك ؟
خلفان : ماذا ؟!
ندى : محمد , لماذا فعل ذلك ؟!
خلفان : انه مجنون !!
ندى : هل تصدقه يا أبي ؟!
خلفان : انا لا اعلم ..
ندى : ابي هناك امر يجب ان تعلمه ..
خلفان : ما هو ؟
ندى : انه بشأن محمد و أخيه عبد لله , حدث ذلك في الليلة التي ذهبتم فيها لعلاج قاسم

في تلك الأثناء , محمد في المحكمة , مكلل بالقيود

الشيخ مسعود : ماذا فعلت !؟
اتقتل شخصاً بريئاً , و تربطه في ببغل و تتجول به ارجاء القرية !؟
لا يهمني ان كنت مجنوناً , و لكنك ستعدم !!
لقد خدعتنا أيها المخادع !!

يدخل التاجر سليمان , ينظر لمحمد

الشيخ مسعود : سليمان , ابنك هذا أقدم على بدعة شيطانية !!

يتقدم سليمان من محمد , ينظر محمد لأبيه

محمد : اين دفنت عبد لله ؟!

ينظر الجميع على التاجر سليمان , يصفع سليمان محمد

سليمان : أيها المجنون !!
ماذا تقول ؟!
دفنت اخوك , اخوك مدفون في المقبرة !!
ما هذه الفضيحة !!
محمد : هل هذا كل ما يهمك ؟!

يصفع سلميان محمد مجدداً

سليمان : اصمت , تحدث إلي باحترام , انا ابوك أيها الوغد !!
الا تتحلى بأي اخلاق !؟

يضحك محمد

محمد ( نبرة شاحبة ) : منذ ان مات اخي , هل اكترث لذلك احد !؟
كل ما فعلته انت بصفتك اباً له هو التستر على موته , و كأنني لم احضر لك سوى جثةً اخرى له ؟!
وفر علي كلامك هذا .. لأنني متأكد بأنني في ذلك اليوم احضرت اخي !
لقد تغيرت أنت منذ موته , الكل فعل ذلك , عندما تخليت انت عنه , فانت قد تخليت عني انا ايضاً !

ينظر محمد للحشد , و يشير إليهم بيديه المغلولتين

محمد : هذا العالم , هذا المجتمع , هو من اصبح يملي عليك ما يجب عليك ان تفعله !؟
لم تصبح سوى دمية خاوية يقودها صراع ما بين الشعور بالإنسانية و الشعور بالأخلاق ..
و لكنك مخطئ .. حتماً أنت كذلك !
فأنت , كلا , فأنت لم تعد حتى انساناً , و هذا الاخلاق الذي تناضل من اجلها ليست إلا وهماً !
سلميان : طفل لعين !!
اصمت !!

يرفع سليمان يده

الشيخ مسعود : سليمان هذا يكفي ..

يتراجع سليمان للخلف

الشيخ مسعود : اذا , يا محمد انت تعترف بجرمك ؟
محمد : نعم , لقد ثأرت من اخي , و انا على دراية بما فعلت و ما عواقب ذلك ..
و ما الموت إلا خلاصاً ؟!
الشيخ مسعود : افهم من ذلك , انك يمكنك ان تتحمل عواقب ذلك ..
محمد : نعم انا كذلك
الشيخ مسعود : فليكن الرب رحيماً بك ..

ينظر محمد للأسفل

الشيخ مسعود : محمد , انت ستعدم , هذا هو جزاءك , القصاص ..
انت مذنب و تستحق العدالة !
محمد : الجميع يستحق العدالة ..
الشيخ مسعود : فليكن كذلك إذا ..

ينظر الشيخ مسعود للخلف

الشيخ مسعود : اعدموه في ساحة القرية , و ادفنوا جثة الضحية , لسنا بحاجة لأدلة أخرى , لقد اعترف بجرمه هو بنفسه

يقف شخصان من الخلف , يمسكان محمد من كتفه , يدخل احدهم المحكمة

الشخص : يا شيخ مسعود !!

ينظر محمد للأعلى

محمد : هاه ؟

الشخص : هذا الشخص بريء !!
الشيخ مسعود : و كيف ذلك ؟
الشخص ( يبكي ) : لقد كان ابني ساحراً , و مشعوذاً !!
لقد كان دنيئاً و قذراً ..
لقد كان حقيراً !!
الشيخ مسعود : يا خلفان هل يمكنك ان تثبت ذلك ؟
ما خطب الجميع , ما الحمى ؟!
هل الكل مجنون ؟!

يرمي خلفان بالعديد من اللفافات و الكتب في المحكمة

خلفان : هذا كله من خزانة ابني !!
لقد كان ساحراً !

ينظر الشخصان للشيخ مسعود

الشيخ مسعود : هل انت متأكد من ذلك ؟
هذا الفتى قتل ابنك قبل قليل !؟
خلفان : انا اطلب العفو عنه ..
هذا الفتى و اخاه , انقذا ابنتي ايضاً ..
و اخاه الشهم , كان لينقذ حياة ابني ايضاً , لولا حقد فهد و اتبعاه للشياطين ..
فهد يستحق ما حصل له ..
الشيخ مسعود : و بالرغم من ذلك , هذه الأدلة ليس دامغـ..
خلفان : انا لا انكر انه في تلك الليلة التي مات فيها قاسم , انني لم استشعر غضب فهد و وعيده ..
و لا انكر أنه كتب لفافة و رماها في تلك الجرداء , و حين سألته عن ذلك , قال لي ان ذلك لا شيء ..
الشيخ مسعود : يا خلفان ؟!
محمد : يا شيخ ..

يترنح محمد , يمسك الشخصان محمد و يحاولا ان يرفعاه

محمد : أنا ادعوك ان تسمح لي أن اقدم لك اقذر شخصين في هذا المجلس
الشيخ مسعود : ماذا تعني ؟

يشير محمد لأبوه , و من ثم يشير لعمه حمد

الشيخ مسعود : حمد ؟!
محمد : لقد قمتما بدفن اخي , في فناء المنزل , صحيح ؟
اظننتما أنني لم اراكما !؟
الشيخ مسعود : دفنا عبد لله , في فناء المنزل ؟!

يقف حمد , يمسك سليمان يد حمد , و يحاول ان يجلسه مجدداً

حمد : سليمان , هذا يكفي , لا قدرة لي للاحتمال اكثر

ينظر سليمان لحمد

الشيخ مسعود : هل لديك ما تقوله ؟!
حمد : يا شيخ , لقد انتحرت ابنتي و كنت سبباً في ذلك , و ماتت زوجتي حزناً و كنت سبباً في ذلك , و لكن لم يؤنب ضميري و يزعج سريرتي إلا ما قاله محمد !
سليمان : اخرس يا حمد !!
حمد : سليمان هذا يكفي !!
لقد رأى الولد ابيه و عمه يدفنا اخوه !
كيف تطلب منه إلا يجن !؟
سليمان : انه يكذب كنت متأكداً من انه مغمى عليه !!

الجميع ينظر لسليمان

سليمان : انه .. يكذب .. انا .. حمد .. تباً !!

ينظر الشيخ مسعود لسليمان

الشيخ مسعود : سليمان ؟
سليمان ( يبكي ) : سامحني يا عبد لله !!
سامحني يا بني ؟!
سامحني يا محمد !!

يسقط سليمان

الشيخ مسعود : افلتا محمد , فهو حر , لقد ثبتت براءته لتوها ؟!
امسكا بسليمان و حمد !
ما حمى الجنون هذه ؟!
سليمان ( يصرخ ) : كلا !!
كلا !!
انا التاجر سليمان !!
انا التاجر سليمان ..
محمد ( بهمس ) : الجميع يستحق العدالة ..
سليمان : محمد ؟!
محمد !!

ينظر محمد لأبوه , يشير محمد لأبوه

محمد : انت لم تعد ابي , منذ ان تخليت انت عن اخي , فأنت قد تخليت عني انا ايضاً .. !
وداعاً ..
سليمان : توقف .. توقف !!
انتظر !!
محمد : للقاءٍ حتى نكون انقياءً لا نحمل عبء هذه الحياة ..

يخرج محمد من المحكمة , يركب بغله , يسير في القرية , يضع يده على بطنه الذي ينزف , بعد وهلة , صوت من بعيد " محمد !! " , محمد يبتسم " هذا صوت خالد " , يتقدم خالد نحو محمد

خالد : لقد فعلتها , لقد ثأرت من اخيك ..
لقد حققت عدالتك المنتظرة !!
توقف يا محمد ..

يركض خالد , يمسك بلجام البغل

خالد : محمد ؟

يمسك خالد محمد من كتفه يسقط محمد

خالد : محمد ؟!
يا رجل !؟
ماذا حصل لك !؟
أنت مملوء بالدماء !!
محمد !؟
محمد !!
محال !!
خالد ( يبكي ) : محمد , ارجوك استيقظ !!
محمد !!
لا تمت !!
ليس الأن !!

تمت بحمد لله
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2014, 02:19 PM   #7
انتفاضة
 
الصورة الرمزية لستُ بخير
رقـم العضويــة: 318222
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 1,016
نقـــاط الخبـرة: 427

افتراضي رد: حُمّى الجنون

ياااااه على هذه المسرحية .. بالنسبة لي الفصلين الأخيرين هما الأكثر جنونا
لقد انتقلت لي حمى الجنون ممزوجة بالدهشة والغضب والترقب والحزن
وغيرها من المشاعر .. فعلا تلاعب فظيع بالأعصاب .. لم أصدق أن عبد الله على قيد الحياة
وقبل أن أستوعب مات فعلا .. والأدهى والأمر أن ذلك حدث على يد شقيقه محمد !!
لقد .... أنا فعلا عاجزة عن التعبير ..
الأم وفاطمة والعمة سلمى وحتى سعيدان جميعهم بغمضة عين رحلوا !
فاطمة توقعت انها ستنتحر لعله الأمر الوحيد الذي كنت متأكدة من حصوله بنسبة تسعين بالمائة
أما الأب سليمان والعم حمد وفهد الخبيث المشعوذ صدمة بل صفعة قاضية !
ألعن من غير الشيطان ؟
اااخ يا عذاب عبد الله .. تقطع قلبي حزنا عندما أخبر أخوه بشأن المقايضة
كل مرة يرى شقيقه يفقد عضوا من أعضائه !!
سحقا لك يا فهد .. برّد محمد قليلا من غيظي عندما ثأر منه .. مع أني اشفقت عليه في البداية
لكن بعد معرفتي بالحقيقة تمنيت لو عذبه محمد أكثر من ذلك
ثم كل الأحداث في كفة وموت محمد في كفة أخرى .. هذا إذا افترضنا فعلا أنه مات
ماذا بعد ؟ لا أدري .. الحزن يركل الكلمات بعيدا عن متناول يدي !
لذا أرجو أن تلتمس لفوضوية ردي وقصره عذرا

حسنا ومع أن هذا الفصل عكر صفو صباحي بمأساويته السوداوية
لكن اسمح لي مع ذلك بعد انسدال الستار أن أصفق لك بحرارة
ما شاء الله فعلا كتابتك مذهلة مدهشة مضمونا وفكرا واسلوبا ..
لم يقطع اندماجي أي شيء اثناء القراءة
وما أسعدني أنك واصلت إلى النهاية ولم تترك المتابعين معلقين لفترة طويلة تشعرهم بالملل
وتنسيهم الأحداث
ولأصدقك القول لو كانت رواية عوضا عن كونها مسرحية كنت لأتأثر بها أكثر فأكثر
فلا يخفى عليك ما تمتاز به الرواية من وصف لكل شيء سيمّا المشاعر
فكلما زاد التعمق في وصف المشاعر من حزن وفرح وغيرها كلما كان وقع ذلك على النفس أبلغ وأعمق
وهذا عكس المسرحية التي تولي اهتماما للحوارات فقط
لكنك مع ذلك بالنسبة لي وصلت ونجحت ما شاء الله عليك

التصميم كم هو جميل ما شاء الله لم اتوقع أنك من صممه
اقرأ كثيرا وتدرب أكثر حتى تنمي مهاراتك الكتابية والقرائية والنقدية والأدبية
ثم واصل تقديم أعمالك الإبداعية وإن كان ذلك لنفسك
أرجو فعلا أن لا تنقطع

أخيرا أقول .. سُررت جدا بمتابعة هذا العمل المسرحي الإبداعي ..
ودمت بخير ~

التعديل الأخير تم بواسطة لستُ بخير ; 08-13-2014 الساعة 02:32 PM
لستُ بخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2014, 03:32 PM   #8
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: حُمّى الجنون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لستُ بخير مشاهدة المشاركة
ياااااه على هذه المسرحية .. بالنسبة لي الفصلين الأخيرين هما الأكثر جنونا
لقد انتقلت لي حمى الجنون ممزوجة بالدهشة والغضب والترقب والحزن
وغيرها من المشاعر .. فعلا تلاعب فظيع بالأعصاب .. لم أصدق أن عبد الله على قيد الحياة
وقبل أن أستوعب مات فعلا .. والأدهى والأمر أن ذلك حدث على يد شقيقه محمد !!
لقد .... أنا فعلا عاجزة عن التعبير ..
الأم وفاطمة والعمة سلمى وحتى سعيدان جميعهم بغمضة عين رحلوا !
فاطمة توقعت انها ستنتحر لعله الأمر الوحيد الذي كنت متأكدة من حصوله بنسبة تسعين بالمائة
أما الأب سليمان والعم حمد وفهد الخبيث المشعوذ صدمة بل صفعة قاضية !
ألعن من غير الشيطان ؟
اااخ يا عذاب عبد الله .. تقطع قلبي حزنا عندما أخبر أخوه بشأن المقايضة
كل مرة يرى شقيقه يفقد عضوا من أعضائه !!
سحقا لك يا فهد .. برّد محمد قليلا من غيظي عندما ثأر منه .. مع أني اشفقت عليه في البداية
لكن بعد معرفتي بالحقيقة تمنيت لو عذبه محمد أكثر من ذلك
ثم كل الأحداث في كفة وموت محمد في كفة أخرى .. هذا إذا افترضنا فعلا أنه مات
ماذا بعد ؟ لا أدري .. الحزن يركل الكلمات بعيدا عن متناول يدي !
لذا أرجو أن تلتمس لفوضوية ردي وقصره عذرا

حسنا ومع أن هذا الفصل عكر صفو صباحي بمأساويته السوداوية
لكن اسمح لي مع ذلك بعد انسدال الستار أن أصفق لك بحرارة
ما شاء الله فعلا كتابتك مذهلة مدهشة مضمونا وفكرا واسلوبا ..
لم يقطع اندماجي أي شيء اثناء القراءة
وما أسعدني أنك واصلت إلى النهاية ولم تترك المتابعين معلقين لفترة طويلة تشعرهم بالملل
وتنسيهم الأحداث
ولأصدقك القول لو كانت رواية عوضا عن كونها مسرحية كنت لأتأثر بها أكثر فأكثر
فلا يخفى عليك ما تمتاز به الرواية من وصف لكل شيء سيمّا المشاعر
فكلما زاد التعمق في وصف المشاعر من حزن وفرح وغيرها كلما كان وقع ذلك على النفس أبلغ وأعمق
وهذا عكس المسرحية التي تولي اهتماما للحوارات فقط
لكنك مع ذلك بالنسبة لي وصلت ونجحت ما شاء الله عليك

التصميم كم هو جميل ما شاء الله لم اتوقع أنك من صممه
اقرأ كثيرا وتدرب أكثر حتى تنمي مهاراتك الكتابية والقرائية والنقدية والأدبية
ثم واصل تقديم أعمالك الإبداعية وإن كان ذلك لنفسك
أرجو فعلا أن لا تنقطع

أخيرا أقول .. سُررت جدا بمتابعة هذا العمل المسرحي الإبداعي ..
ودمت بخير ~


تتأزم الحبكة في الفصل الثالث حيث تبدأ بموت عبد لله , و تنجلي بموت محمد ( النهاية كانت مفتوحةً , لكن على الغالب محمد ميت ) ,,
هل عبد لله على قيد الحياة , ام أنه الجنون حقاً !؟
وجود عبد لله على قيد الحياة هو الجنون عينه , فما بالك و هو على قيد الحياة , و مسحور !؟
و بالفعل خلاص عبد لله كان على أكثر الأشخاص حباً له , و أكثر الأشخاص كرهاً لفعل ذلك ..
القتل الرحيم ,, ربما ..
تلك كانت مأساة محمد , البحث عن اخيه بين نبذ المجتمع له , و نكره و شتمه و حزنه و غضبه ..
و حين يجده , يبقى عاجزاً عن الحصول عليه ,,
و نهايته على يديه هو .. نفسه !
لقاء محمد من عبد لله في تلك المزرعة الريفية البسيطة , كان أمراً ثميناً بالنسبة إلي عبد لله , كان المخرج الذي يلجئ إليه , و لكن لكل شيء ثمنه , و الثمن كان ضلع يكسر من جسده كل مره !
اما نوبة الموت هذه , كان لتدفع القصة لنهايتها ,,
فكل موت يقود لحدثٍ آخر و يعطي قيمة أخرى ..

و لو تمعنا حول فهد - كنت لأدرج تحليلاً خاص بالشخصيات في نهاية القصة اذا وجدت الوقت الكافي لذلك -
فهد في أصله لا يختلفاً حقاً عن محمد ؟!
أليس كذلك ؟!
الكل يقوده الغضب و الظلام , للأنتقام !
أليس كذلك !؟
فقط سوء الفهم البسيط هذا , يجعل من محمد بطلاً مغواراً , و من فهد شريراً شيطانياً , و لا نغفل ان فهد أتبع اهواء الشيطان , لا يهم , ما اريد قوله هو ان فهد ايضاً حضن قاسم و شعر بالغضب و الحقد على عبد لله , ظناً منه أنه تهرب منه ,, لم يكن يعلم في تلك اللحظة ما يفعله عبد لله حقاً , و لا ننسى ان محمد ايضاً مسؤول عن موت عبد لله , و لكن كل ذلك حصل على غير قصد , انما المغزى من ذلك , أن لا نسيء الظن ..
و هناك صورة جمالية , اريد الأشادة بها , هو شخصية هذا البطل الذي حمل العداء و تحمل العداء و كل ما مر به , من أجل الأنتقام و لخلاص أخيه , انظري لصورة موته .. على بغل !
و ايضاً محمد هذا الشخص المثقف , يقتل شخص ما , بصورة وحشية جداً ..
لو لوحظ أن شخصية محمد تحولت تماماً من الفصل الأول إلى الفصل الرابع ..
شيئاً فشيئاً ,, و أشار محمد إلى ذلك ..
فهد لا يختلف تماماً عن محمد ,,

اعتذر أن أدخلت هذه القصة بعض الحزن و الشوؤم إليك , و لكن هي كذلك كل قصصي و أعمالي , تراجيدية دوماً ..
شكراً على إطرائك أختي الكريمة , و اسمحلي لي ان أقدم إليك بطاقة شكر خالصة , لمتابعتك لهذه القصة المتواضعة و لردودك المتألقة , التي استمتع حقاً بقراءتها ,,
كان من الجميل وجودك هنا ,,

نعم , أنتِ محقة ذلك ما يميز الرواية , أن أعمل على رواية ادعوها " المِحّنْ" و لكن لن ترى النور عما قريب , أنا متوقف عنها منذ مدة ,,
ستكون جميلة أذا ما انهيتها ,, أظن ذلك ..
و لكن تعد هذه روايتي الأولى , كل قصصي كانت مسرحيات , لأنني نشأت على ذلك .. منذ البداية , احاول التغيير على ايه حال , اتمنى أن انجح في ذلك ..
و بالرغم من تلك الحوارات ( الداخلية و الخارجية ) اي المنولوج و الديلوج , فهي تحمل ايضاً تعابير سيكولوجية لو امعنا النظر إليها و تخيلنا المواقف جيداً ,,
حتى الأشارات مثل ( !! ,؟! , ؟؟ ) فهي ايضاً تحمل معاني الأندهاش و الأستغراب , الخ ..

أتمنى أن يكون فحوى القصة قد وصل إليك , و تأثرتي بها ..
إن شاء الله , سأواصل المسيرة , لوقتٍ ما ,,
شكراً لك أختي , اشعر بالسعادة و الأتمنان لك ,,
كل التقدير لك ,,
وفقكِ الله
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع حُمّى الجنون:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصديق الحنون ملك الاحزان قسم الأدب العربي و العالمي 13 07-13-2011 01:47 PM
تح‘ـذيرٌ خ‘ـطير ! إلى كل من يصلّي ع‘ـلى الهادي البشير !! hass القسم الإسلامي العام 15 06-13-2011 01:22 PM
بحر الجنون...كما قال هو.. همس المطر...لولو قسم الأدب العربي و العالمي 7 03-15-2010 11:46 AM
همس الجنون ؟؟؟ عاشق الدموع قسم الأدب العربي و العالمي 12 11-09-2009 08:27 PM
قصة الحب مع الجنون $وردة الصباح$ قسم الأدب العربي و العالمي 0 09-07-2009 10:01 AM

الساعة الآن 05:05 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity