سلسلۂ أخلاقنـــــا ●• خلق الصبـر •●

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

من شكر وصبر فاز بالمطلوب وظفر
الصبر منزلته عظيمة وخالقي .. لا تُنال بسهولة

أغلبنا يعرف حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب

".. هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .. "
الشاهد هنا يبين صفتهم .. وماهي الأسباب التي تجعلهم يدخلون الجنة بغير حساب

لنفرض أن أحدنا تصرف بعكس صفات أولئك السبعون ألف ولم يكن يعلم عِظَم هذه الأمور
الأربعة حتى يجاهد نفسه أن لا يخالفها .. وبعد أن عرف ظل يتحسر ويقول : ضاعت علي الفرصة
أنا في اليوم الفلاني ذهبت - مثلاً - لأحد الشيوخ وقرأ عليّ، ويبدأ بلوم نفسه

أقول له " الفرصة لا زالت متاحة أمامك لتكون من السبعين ألف بإذن الله "
هناك خُلُق إن تحليت به ستكون منهم بإذن الله
وهو المذكور في قوله سبحانه وتعالى : (( إنمّا يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب ))
يُوفّى من ؟ الصابرون
فاللهم اجعلنا منهم ولا تحرمنا من واسع فضلك

والصبر عن المعاصي أهون من الصبر على الطاعات .. والدليل ؟
حال كثير من البشر .. إنْ نَزلتْ به نازلة رأيته متجلدًا صابرًا رغم ما يشعر به من ألم
وبالمقابل لو أراد الصبر على أحد الطاعات كالصلاة مثلاً .. ربما لا يتحمل أن يؤديها على أتم وجه
وغير ذلك من النعم الكثيرة التي أنعم الله بها علينا كالعين والأذن واللسان واليد ... إلخ
لعل أغلبنا لا يملك أن يُطوعّها ويُسخرّها لطاعة الله سبحانه وتعالى
ولا حول ولا قوة إلا بالله .. أسأل الله أن يغفر لنا

تأملوا معي هذه الآيات قليلاً

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ " البقرة الاآية 153


" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " البقرة الآية 55


" وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ الله خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ " القصص الآية 80


" إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " العصر الآية 3

لماذا ذُكِر الصبر في أواخر هذه الآيات وغيرها ؟
ببساطة لإن الإيمان، وعمل الصالحات، والتواصي بالحق والصبر، والتحلي بالأخلاق الفاضلة
من أمانة ووفاء، وحياء، والتزام الصدق في الأقوال والأعمال، والدعوة إلى الإسلام، والصبر على الأذى، و... إلخ
كلها لا تُنال إلا بالصبر

عوّد نفسك على الصبر وتصبّر واطلب من الله بصدقٍ أن يعينك
وبإذن الله لن يردك خائبًا ..

نفعَ الله بكم جميعًا .. وجمعنا في جنات النعيم على سرر متقابلين
اللهم آمين ..

في حفظ الله ..

- الصبر !
ما أعظمها مِن صفه
أراها كـ سِر
للعُظماء ، و كُل ناجح
- فلولا الصبر على المشقه ؟ ما أتت الراحة .
ولولا صبرُنا على "الألم" ماذُقنا الفرح !
به الأجر و المثوبة .
(وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)
^ أما تكفي ؟
-
خِتاماً شُكراً لـ وقتك و بورك مسعاك ، طرح جميل .