~_ الروح البيضاء _~

اللهم طهّر قلبي من النفاق
و عملي من الرياق
و لساني من الكذب
و عيني من الخيانة
فأنك تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور

لمن يهمه الأمر >>

اضغـ‘ـط عل وردة

مقدمة قصة جزيرة تالبات



في قرية صغيرة تسمى قليت, على جزيرة بعيدة جدا يدعونها تالبات,
عاشت عائلة بسيطة مؤلفة من اب و ام و اربعة اطفال, الأم رين ماهرة
بالخياطة و الطبخ و كانت اما حنونة على اولادها, الأب كيل كان صيادا بارعا و
حطابا شديد البأس و هو يلقب بـ القناص لأنه لم يسبق له ان اخطأ هدفه و
هو قائد احد فرق الصيادين في قرية قليت, اما الاولاد فهم يرتادون المدرسة
القرية كباقي الاولاد . مجي الأخ الأكبر كان مجتهدا و سريع البديهة و مجدا
في اي عمل يقدم عليه و هو يساعد اباه في عمله عندما يعود من المدرسة
و في ايام العطل لكن ذلك لم يمنعه من ان يساند اخوته في دراستهم و
كذلك الحصول على العلامات المتفوقة, صومر و هو الأخ الثاني كان يمتاز
بقدرته الفنية فهو ينحت الاخشاب التي كان يجلبها والده الى المنزل و
أغلب اثاث المنزل من صنع يديه و ايضا تميز بمقدرته على صنع اجمل
اللوحات الفنية الراقية و الجميلة, مَيس و هي البنت الوحيدة و هي ثالث
الأولاد تعلمت فن الحياكة و الطبخ من امها و اتقنتها صغيرة العمر غير ذلك
فقد كانت ترتاد صيدلية القرية لتتعلم فنون الطب, كينر و هو اصغر الأولاد و
لم يتجاوز الرابعة من العمر لديه من الفطنة ما يملكه علماء الجبر و الفلاسفة
القدماء. قرية قليت قرية مسالمة جدا الا ان اهلها افضل الصيادين و هذه
القرية هي اقرب القرى الى غابة هسارا هذه الغابة هي الوحيدة على
الجزيرة الا انها تأخذ نصف مساحة الجزيرة , اشتهرت قرية قليت بصياديها
الماهرين و شجاعتهم فلم يكن احد يتجرأ على دخول غابة هسارا للصيد بها
فأغلب الصيادين يعودون مرعوبين او لا يعودون ابدا, كافة القرى على الجزيرة
لديها اكتفائها الذاتي من الطعام فكانت ارض الجزيرة خصبة و صالحة للزراعة
فكل قرية كان لديها مزارعها الخاصة بها, الا انهم لم يكونوا قادرين على انتاج
كافة المزروعات فليست تلك الأراضي كبيرة بالقدر الكافي للحصول على كل
شيء فكانت كل قرية تمتاز بأصناف لا تتوافر على قرى اخرى اما قرية قليت
فكانت مزارعها صغيرة لكن ما يجلبه صياديها من الغابة مكنهم من استيراد
باقي حاجاتهم من القرى الأخرى, قرية قليت ابعد القرى عن الشاطئ و
باقي القرى, اما باقي القرى فكانت قريبة من بعضها و على الساحل, تبعد
قرية قليت عن القرية الرئيسية مسيرة يومين سيرا اما باستعمال الأحصنة
فهي تبعد مسيرة بضع ساعات, اهل جزيرة تالبات يتوزعون على سبع قرى
تتفاوت احجامها و قرية قليت هي الأصغر حجما لكنها اكثرهم تميزا, الجزيرة
طقسها معتدل في فصلي الخريف و الربيع, في فصل الشاء يصبح التنقل
بين القرى صعب و الصيد يصبح تعجيزيا, فصل الصيف يكون حارا و جافا على
كافة الجزيرة, لكن الغابة هي المنطقة الوحيدة التي لا تتأثر بتغير الفصول و
مع ان الجميع يود اكتشاف ما بداخلها الا انه ما من احد تجرأ على التوغل بها
و اكتشاف اسرارها و العودة بها. الجزيرة لا تخلو من الاطباء الماهرين فكل
قرية لها اسلوب خاص للمعالجة و كانت الغابة من اهم المصادر للدواء, كل
قرية لها مدرسة واحدة لتعليم اطفال الجزيرة و كان التعليم مهما جدا لأهل
القرية, و كانت المدارس ترسل الاطفال الى اصحاب العمل للتعلم بشكل
اسرع لا سيما ان جميع اهل الجزيرة متفاهمون و محببين, و نادرا ما ترى
احدهم على خلاف مع الآخر, مدرسة قرية قليت تسمى هسارا لأنها اقرب
القرى الى الغابة, و ايضا اغلب المحلات بالقرية سميت تيمنا باسم الغابة, و
للآن لم يعرف سر هذا الاسم العجيب الذي اطلق على هذه الغابة التي
تحوي الأسرار و العجائب و المخاطر ايضا .

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف الخلق و المرسلين
ابي القاس المصطفى محمد ابن عبد الله
و على آل بيته الطيبين الطاهرين

الجزء الأول من قصة جزيرة تالبات


كلمة صغيرة ...
آسف لذكر ذلك و لكني لا اسمح بنقل المحتوى





في احد ايام الربيع الجميل على جزيرة تالبات, في ذلك البيت الصغير على طرف قرية قليت استيقظت
رين قبل الجميع و سارعت لتحضير وجبة الفطور لزوجها و اولادها, و بعد ان فرغت من تحضير الفطور دخلت
لإيقاظهم لكنها وجدتهم بالفعل مستيقظين و قد حضّروا انفسهم و رتبوا اسرتهم, فضحكت في وجههم و قالت
لهم انها دائما ما تتفاجأ باستيقاظهم دون صدور اي صوت منهم, مع ان ذلك الأمر يحصل يوميا, فرد عليها كيل بأنه
يحضر للجميع مفاجئة جميلة و ستسعد الجميع, فعلت البسمة وجوه الأولاد و فرحوا كثيرا بهذا الخبر السار و المفرح,
ثم توجه الجميع لتناول طعام الفطور الذي اعدته افضل الطباخين على الجزيرة و هي رين . و بعد ان فرغ الجميع من
تناول فطورهم سارع الأطفال لسؤال والدهم عن تلك المفاجئة التي وعهدهم بها, فأجابهم بابتسامة تعلو وجهه ان
اليوم هو اول ايام الربيع و قد حضر لهم نزهة الى طرف الغابة الآمن, و وعدهم برؤية احد اجمل المناظر الخلابة التي
كان دائما ما يرتادها الصيادين فور انتهائهم من الصيد, ثم شرع بوصف ذلك المكان و كيف انه يحس بالراحة من التعب
فور دخوله تلك المنطقة, فرد عليه مجي سائلا اياه عما اذا كانوا سيواجهون اي مشاكل للوصول الى تلك المنطقة,
فصاحت مَيس بأن اباها افضل الصيادين على الجزيرة و لا يجب عليهم الخوف من اي شيء طالما هم برفقته, فرد كيل
بأنه مهما كان الصياد قويا فلن يصمد وحيدا و انهم سيتوجهون الى المنطقة الأمنة من الغابة و لن يتوغلوا الى المنطقة
الخطيرة. ثم سارع الأطفال لتحضير متاع الرحلة مع امهم بينما كان كيل يجهز اسلحته, فالسلامة اولا و اخيرا, و بعدما
تجهز الجميع كانت الشمس قد اشرقت و سطع ضوئها الباهر على ارض الجزيرة, و قد كان المنظر بهيا و رائعا فوقف
الجميع لرؤية ذلك المشهد الجليل و الخلاب. ثم بدأ كيل بالسير و بجانبه رين و خلفهما الأولاد و كانت الفرحة تعلو
وجوههم, بعد فترة من السير وصلوا الى طرف غابة هسارا فجهز كيل اسلحته لردع اي هجوم مفاجئ و واصلت
العائلة مسيرها بين الأشجار الى ان وصلوا الى منطقة مليئة بالأزهار الجميلة و كان منظرها مدهشا فصاح بهم كيل
بأن لا يلمس احد تلك الأزهار فأنها تحوي على سم خفيف قد يتأثر به صغار السن و قد كان هذا السم يدرس بالمختبر
و تم تصنيع بعض الأدوية منه و اخبرهم ان يسيرو خلف خطواته, فصمت الأولاد و لم ينطقوا بأي كلمة, و تابعو السير
الى ان وصلوا الى منطقة الشلال الصغير. تلك المنطقة تلقب بشلال هسارا الصغير و قد كان ارتفاعه خمسين مترا
تقريبا لكن كيل اختار ان يقصد المكان من المنطقة السفلية لتجنب وقوع احدا الأولاد من ذلك الارتفاع الشاهق و قد
كانت اول مرة يزور بها كيل الشلال من المنطقة السفلية, فجأة يظهر امامهم رجلّ عجوز بيده سيف قديم يستعمله
كعكاز و كان بقربه دب يشبه الثعلب و كان حجمه مهولا جدا فطوله يبلغ ثلاثة اضعاف طول كيل ففزع الأطفال من
منظر الدب و صاح كيل بالأولاد طالبا منهم ان يتبعوا امهم للاختباء ريثما يجد حلا لذلك الموقف فرد عليه العجوز ان لا
تخف فلم آتك عدوا, فأنا اعرف من انت و الغابة كلها تعرف من انت, انت ذلك الصياد الذي يدعى كيل, لقد امرني
هسارا ان آتي و آخذك اليه في قلب الغابة, فقد تم اختبارك من قبل انت و كل الصيادين الذين دخلوا الغابة, لكنك
الوحيد صاحب النية الصافية. فرد عليه كيل انه قد قبل طلب هسارا و انه على استعداد لمساعدته شريطة ان يُسمح
له بإرجاع زوجته و اولاده الى المنزل. فرفع الرجل سيفه و ضربه الى الأرض, فخرج من الشلال عربة ذهبية اللون و
كان يجرها خمسة احصنة يمتد شعرهم الى الأرض و قال له انها ستوصلهم الى منزلهم بسلامة. فأقترب كيل من
عائلته و اعتذر منهم قائلا لهم انه ود ان يكون هذا اليوم الذي يقضي به وقته مع اولاده و زوجته لكنه لن يستطيع فعل
شيء تجاه ما حدث, فالغابة مهمة جدا للجزيرة و ان حصل اي مكروه قد يعود ذلك على عائلته بالسوء فصعد الأولاد
الى العربة و الدهشة و الدموع تعلو عيونهم اما رين فكانت قلقة على كيل و الأولاد و كانت تحضن الأطفال محاولة ان
تخفف من رعبتهم و حزنهم قائلة بأن اباهم سيعود اليهم سالما معافى و سيأخذهم في رحلة جديدة و ستكون افضل
و اجمل من سابقاتها. و وصلت العربة الى منزل العائلة و ما ان نزلوا منها و انزلوا متاعهم حتى اختفت العربة مع
الأحصنة الخمسة . فدخل الأطفال الى المنزل مع امهم, و ما زال ما حصل مع كيل مجهولا بالنسبة لهم . لكنهم اخيرا
ادركوا سبب تسمية الغابة لكن زادت الأسرار مع اكتشافهم احدها, فلم يعرفوا ما هو الذي كان يتكلم عنه العجوز و
سماه على اسم الغابة و ما الذي يريدونه من اباهم و ما الذي سيحدث له او للغابة او للجزيرة حتى . بعد ان دخلت
رين و اولادها المنزل, اسرع مجي الى غرفة والده, و بعد عدة دقائق خرج حاملا بعض الأسلحة و هو يرتدي لباس
اخضر يبدو كدرع, فصرخت فيه رين ليس بمقدورنا فعل اي شيء عزيزي, علينا ان نتحلى بالصبر و ان نأمل ان يعود
والدكم سالما معافى من مهمته الغريبة, عليكم ان تحضروا انفسكم فأمامنا الكثير من العمل لنقوم به في تلك الأثناء
عند مصب الشلال دار حديث بين كيل و العجوز, فبعد ان غادرت العربة الذهبية قال كيل كيف لي ان اضمن سلامة
عائلتي, فأجابه العجوز قائلا علينا ألآن ان نختبرك, فوجئ كيل بجوابه و حضر نفسه لأي هجوم مباغت من ذلك الرجل,
فقال الرجل العجوز له ايها الصياد هذا الاختبار سيحدد اذا ما كنت مؤهلا فعلا لرؤية هسارا, عليك ان تربح المعركة ثم
رفع سيفه و ضرب به الأرض كما فعل مسبقا, فخرج من الشلال ثلاث رجال يرتدون دروعا سوداء و كان يبدو عليهم
الرعب و القوة , فحمل عليهم كيل بالطلقات النارية مسددا على رؤوسهم و قلوبهم لكن الدروع كانت قوية جدا مقارنة
بالذخيرة الصغيرة التي امتلكها كيل, و بعد ان اقربوا منه استل سيف جده الذي كان دائما ما يحمله معه لكنه لم
يستعمله الا لقطع الأشجار و لم يقاتل به يوما, فرفع الرجال سيوفهم على كيل بغية الهجوم عليه و قتله, احتار كيل
بما سيفعله لكنه احس بشعور غريب ما ان امسك السيف بيده و شعر بأنه قادر على استخدامه, لكنه ما ان استوعب
ذلك حتى وجد احد الفرسان يقفز في الهواء و يهجم عليه فقام كيل بحركة جانبية و تجنب سيف الفارس ثم رفع
سيفه و ضرب ذلك الفارس به, لكن ما ان احتك السيف بدرع الفارس حتى صدر صوت اصطدام حديد قوي و اختفى
الفارس فجأة, فتعجب الرجل العجوز و قال لقد نجح ذلك الرجل بتفعيل قدرة هسارا, لكن ما ان اختفى ذلك الفارس
حتى هجم الفارسان الآخرين على كيل فتحرك من مكانه برشاقة محركا سيفه كما لو انه عصا خشبية و ضرب به
الفارس الثاني, فحدث نفس الشيء كما مع الأول, لكن ثالث الفرسان كان يتوجه بسرعة الى كيل و وجه اليه ضربة
بسيفه فحاول ان يصد ضربة الفارس بسيفه فأنكسر سيف الفارس بغضون ثوان قليلة, فحاول الفارس ان يضرب كيل
مستعملا يديه لكن كيل تفادى الهجمة و تراجع للخلف ثم ارجع السيف الى غمده, و قال ليس من عادتي ان اقاتل
اعزلا بسيفي, تقدم سأقاتلك بيداي و تقدم من الفارس بسرعة و دار بينهما القتال حتى وجه كيل الى الفارس ضربة
خاطفة اردته ارضا, بعد ان سقط الفارس على الأرض اختفى من فوره, فصاح الرجل العجوز لقد نجحت بالاختبار, فتقدم
كيل من الرجل و سأل الرجل, الن تخبرني بما حصل مع عائلتي, فأجابه الرجل ليس عليك القلق على عائلتك, علينا
ان نسرع الى هسارا قبل فوات الأوان فقال كيل حسنا سأثق بك, لكن الن تخبرني بما هو هسارا فقد ظننت ان هذا
هو اسم الغابة لا غير لكني تفاجأت بقولك اننا سنقابله, كيف لنا ان نقابل الغابة, فضحك الرجل و هو يقول هسارا هو
اسم روح الغابة و هو حاكم الجزيرة الفعلي و يتحكم بكل ما يدور عليها و لم يسبق ان قابله احد من البشر و هو
يعيش في قلب الغابة, و قد يكون الوضع سيئا جدا فلم يسبق له ان طلب المساعدة من البشر . علينا ان نسرع, هيا
بنا فسكت كيل لبرهة ثم قال كيف سنصل اليه فأجاب الرجل العجوز اولا عليك ان تغطي اعينك بهذه العصبة و
سنتقدم الى قلب الغابة فهناك سيصبح كل شيء جليّ بالنسبة لك فسكت كيل و نفذ ما طلبه الرجل العجوز . بعد
ان ارتدى كيل العصبة, قال العجوز عليك الآن ان تذهب الى قلب الغابة لكن لست من سيوصلك فلا استطيع مغارة
هذه المنطقة, لأني حارس الشلال و لا استطيع الذهاب الى قلب الغابة لأن ذلك فوق قدرتي. بعد ذلك لم يعد كيل
يسمع صوت العجوز فتعجب و قال ايها العجوز و كيف سأصل الى قلب الغابة لكنه لم يسمع جوابا فأراد ان ينزع العصابة
, لكن صوتا خفيفا همس له في اذنه اياك و نزع العصبة و الا ستعمى عينيك فقال كيل ما الذي يحصل و لم لا يمكنني
ان انزع هذه العصبة و اين ذلك العجوز لكنه لم يسمع جوابا و فجأة سمع صوتا عاليا و يحس بالأرض تحته ترتج بشدة
حتى اوشك على الوقوع , بينما الحال كذلك يسمع صوتا و هو يقول انا هسارا , انا روح الغابة , انا حاكم جزيرة تالبات ,
هذه الغابة هي قلب الجزيرة و ان حصل اي مكروه لها ستغرق الجزيرة و من عليها , علينا ان نمنع حصول ذلك فأجابه
كيل ان كنت بهذه العظمة , فلم لا تستطيع ان تحل المشكلة فرد هسارا قائلا الأرواح لا تستطيع المكوث خارج الغابة
لوقت طويل , و بعض الأرواح قد تقتل ان غادرت مناطقها , لكن لم يسبق لنا ان واجهنا مشكلة في ذلك فكل الأرواح
قوية و تستطيع ان تدافع عن منطقتها فقال كيل متعجبا اذا ما هي هذه المشكلة التي احتجتموني فيها فأجابه هسارا
قائلا دخلت بعض الأرواح الشريرة الغابة من بضعة ايام , لكنها قوية جدا و لم نستطع ان نقاومها فهي تستعمل قدرات
تبطل قوانا , عليك ان تذهب الى تلك المنطقة و محاربة تلك الأرواح , لكن يتوجب عليك ان تحذر منها فهي شديدة
القوى فقد قتلت الكثير من الأرواح فقال له كيل كيف سأعرف ان كانت الأرواح شريرة فأجابه انت لن تفعل , سيف
جدك سيفعل دهش كيل من هذا الجواب و شدّ يده على مقبض السيف و تمتم قائلا رين ...عليك ان تحضّري مجي
جيدا, فقال هسارا ان كنت مستعدا للذهاب سأنقلك بسحري مجددا الى بداية المنطقة التي يتواجد فيها الأرواح
الشريرة, امسك كيل مقبض سيفه بقوة و قال انا مستعد, لكن اريدك ان ترسل مجي الى تلك المنطقة عندما يدخل
الغابة و فجأة احس كيل بالشعور المسبق , فرفع العصبة عن عينيه فوجد نفسه في منطقة غربة اشجارها يبدو عليها
التآكل و ارضها تبدو يابسة فوقف قليلا بجانب احدى الأشجار القريبة و سحب خنجره و رسم شيئا ما , ثم بدأ بالسير
داخل تلك المنطقة . اما في منزل كيل كانت رين تحدث مجي عن جد والده و عن السيف الذي يحمله كيل معه دائما
و قالت ان هذا السيف قادر على هزم الأرواح و كانت تظن ان هذه القصص مجرد قصص خرافية و قد حدثها بها كيل . و
ان كيل اخبرها ان تحضّر مجي بلباس جده و ان تعطيه سيفا كان كيل قد صنعه بنفسه من قبل و كان يتحفظ عليه في
مكان سري وحدها رين تعرف مكانه . و بعد ان جهزته قبلته على خده و قالت له بني انتبه على نفسك و لا تدع
مكروها يصيبك او يصيب والدك فشد مجي يده على مقبض السيف و هو يقول امي عليكِ ان لا تخافي سنعود
سالمين معافين كما يعود والدي من الغابة دائما فقالت مَيس اخي ارجوك لا تذهب فأقرب منها و هو يقول انه واجبي
تجاه الجزيرة و لا استطيع ان افرط بهذه المهمة , فلا تقلقي فنحن سنعود كما قلت ثم ذهب مجي الى الغابة . اسرع
مجي الى الغابة لمساندة اباه في مهمته , لكنه لم يعرف الى اين سيذهب و بقي يفكر بينما هو يقترب من الغابة
حتى وصل الى أولها , ففكر بالذهاب الى منطقة الشلال ليسأل ذلك الرجل العجوز ما الذي حصل مع والده و كيف
يستطيع الوصول اليه , و فجأة يظهر امامه طائرين كبيرين و يعترضان طريقه , فيحاول ان يدخل لكنهما ينفرانه
بحركاتهما المخيفة , فيخرج السيف من غمده قائلا لم اظن اني سأستعمله بهذه السرعة لكني مضطر لذلك , يجب
ان اصل الى ابي بسرعة لكن الطيرين ما ان استل مجي السيف حتى بادرا بالهجوم عليه فقفز الأول في السماء و
جرى الثاني باتجاهه بسرعة لكن مجي فور استلاله للسيف احكم قبضته عليه و تحرك خطوات رشيقة كما لو انه كيل
نفسه و ذبح الطير الأول فأختفى كما حصل مع الفرسان ثم اتجه الى اقرب شجرة بسرعة و فقز و امسك بأحد
اغصانها ثم صعد عليه و قفز على الطائر الثاني و ضربه بالسيف فأرداه ارضا , فتكرر نفس الأمر و اختفى الطائر فظهر
امام مجي طفل صغير و قال ارتد هذه العصبة , لقد نجحت في اختبارك فاقرب مجي من الطفل و اخذ العصبة و بعد ان
ارتداها احس بشعور غريب و كأن الأرض تهتز تحت قدميه , و فجأة توقف ذلك الشعور فنزع العصبة عن عينيه فوجد انه
محاط بأشجار يبدو عليها التآكل و الأرض يابسة , فنظر جانبا فوجد ان الشجرة قد حفر عليها سهما يشير الى تلك
المنطقة , فبدأ بالتوغل باتجاهها. قبل ذلك في تلك المنطقة كان كيل قد وصل اليها و رسم ذلك السهم و بدأ بالتوغل
الى تلك المنطقة التي يعلم انها تحوي الأرواح الشريرة و التي هزمت ارواح الغابة الأشداء لكن ذلك لم يمنعه من
متابعة سيره , واصل كيل السير و هو يحكم قبضته على السيف و يجهز نفسه لأي هجوم مباغت من الأرواح الشريرة
. بينما هو يسير في تلك المنطقة المخيفة و هو يتساءل بأي هيئة سيرى تلك الأرواح حتى ظهر امامه اسد ضخم
شديد الرعب و بدأ يزمجر في وجه كيل بصوت عال يجعل اشد الرجال يسقط مغشيا عليه , لكن كيل نظر اليه جيدا و
راقب تحركاته ثم استل السيف و بدأ يركض باتجاه الأسد بسرعة لكن ذلك اثار انتباه الأسد و اسرع بدوره الى كيل
لكن ما ان اصبحت المسافة بينهما قريبة حتى غير كيل وجهته و اسرع الى الشجرة و قفز الى احد اغصانها و ارتفع
عاليا ثم قفز باتجاه الأسد موجها السيف اليه , فأحس ذلك الأسد بما ينوي عليه كيل فتراجع الى الخلف قليلا و انتظر
ان يقترب كيل من الأرض ليسدد عليه ضربة سريعة لكن كيل كان يسقط جنبا مع الشجرة فأستعملها ليدفع نفسه
الى الأسد و طعنه بصدره قبل ان يدرك الأسد ما اصابه, ثم سحب السيف من صدر الأسد و قطع به رأسه , فأختفى
ذلك الأسد من فوره . و بعد مرور بضع ثوان سمع كيل اصوات متعددة و فجأة ظهر من بين الأشجار ثلاث اسود يبلغ
حجمهم ضعفي الأسد الذي قاتله توا. بينما كان مجي يتوغل في المنطقة التي يتواجد فيها كيل سمع صوت زئير ,
فبدأ بالعدو باتجاه مصدر الصوت , و هو يقول اتمنى ان لا اكون قد تأخرت , ها انا قادم يا ابي , اصبر قليلا فقط و هو
يجري بكل ما اوتي من قوة . في تلك الأثناء كانت الأسود الثلاثة قد برزت امام كيل و كان الغضب يعلو وجوهها
المرعبة, أحس كيل بالخطر و اراد ان يخرج بخطة ما لحل المأزق الذي هو فيه , لكنه لم يمتلك الوقت الكافي لذلك لأن
الأسود بدأت تحوم حوله و ترتقب الفرصة لمباغتة كيل و قتله , لكن سرعان ما بدأ الأسود بالعدو نحوه فحاول مناورتها
و تجنب قبضاتها المخيفة فان تلقى احد ضرباتها قد يصبح اشلاء , بينما الوضع كذلك , فجأة تسقط شجرة على احد
الأسود فيتراجع الآخران الى الخلف فينظر كيل باتجاه جذع الشجرة لكنه لا يرى احدا عندها فاستغرب كيف سقطت
الشجرة بينهما هو يلتفت يمنة و يسرة يسمع صوتا مألوفا قائلا امهلني بعض الوقت , حاول تشتيتهم ريثما احضر
الشجرة الثانية . فتعلو وجه كيل نظرة جدية , ثم بدأ بالركض باتجاه الأسدين الآخرين بسرعة و رشاقة , فيخرج بندقيته
و يسدد على الأسود لكنها لا تؤثر فيهما و بدا عليهما الغضب الشديد فأسرع احدهما باتجاه كيل بينما الآخر تراجع
الى ما بين الأعشاب و اختفى في الظلال , لكن كيل حالما رأى الأسد و هو يتجه نحوه حرك قدميه قليلا و رفع
السيف بوجه الأسد و تمتم بضع كلمات , لكن الأسد لم يتوانى في التقدم نحو كيل بل و اسرع اكثر و عندما اقترب
من كيل وثب باتجاهه و ابرز اسنانه و براثنه محاولا الانقضاض عليه, فانخفض كيل و بينما الأسد فوقه طعنه بالسيف
فخرج من الناحية الأخرى , ثم شد كيل على السيف و استمر بقطع الأسد ثم استلقى على الأرض و دفعه بقدميه
ثم ارتمى الأسد على الأرض و هو غير قادر على التحرك , لكن كيل لم ينتبه ان الأسد الثالث كان يتسلل من خلفه ,
و عندما اقترب الأسد من كيل و اراد الانقضاض عليه تسقط شجرة اخرى لكنه يتمكن من مناورته و الحلول دون
سقوطها عليه , و فجأة يخرج مجي من بين اغصانها و يثب على الأسد فيقطع رأسه و يقفز للخلف جنبا مع ابيه ,
فيسقط الأسد على الأرض و هو غير قادر على الحركة , و بينما الحال كذلك تظهر افعى كبيرة و تتحرك بسرعة
فتلتهم الأسود الثلاثة و تقف امام مجي و ابيه , فيدهشان من المنظر المروع الذي حصل امامهما و يرفعان سيفيهما
باتجاه الأفعى , فيظهر من خلف الأفعى شيء ما بهيئة البشر انما لا يظهر منه شيئا من ما يرتدي و يقول ارى ان
هسارا يستعين بالبشر للدفاع عن الغابة لم اظن بأنه سينزل نفسه لهذا المستوى يا له من مثير للشفقة , انتما ايها
البشريين لقد قضيتما على جنودي و سأحسبكما على ذلك الآن , استعدا للموت, لكن مجي قاطعه في كلامه و قال
له و من انت لكي تستطيع ان تقتلنا بهذه السهولة انظر حال قططتك الصغيرة كيف اصبحت فظهر الغضب على وجه
ذلك الشيء و قال اني انا قشار و انا من سيهزم ذلك المدعي هسارا و اسيطر على هذه الجزيرة , و اقتل كل من
عليها من البشر و سأبدأ بكما ثم قفز على ظهر الثعبان العملاق و هو يفور من غضبه فحمل كيل عليه بأطلاق النار
لكن بدون فائدة , فالرصاصات كانت بدون فائدة ضد الأرواح فالسيوف وحدها قادرة على اذيتهم , فأبعد سلاحه الناري و
قال لـمجي ابتعد قليلا سأنفذ عليه ضربتي القاضية , فأجابه مجي سأحاول ان الهيه ريثما تحضر نفسك و بدأ مجي
بالعدو باتجاه الأفعى و قد كانت تبلغ من الحجم خمسة اضعاف حجمه , لكن ذلك لم يردعه من التقدم نحوها بكل
بسالة و شجاعة و بينما كان مجي يتقدم نحو الأفعى كانت بدورها تحضر نفسها للانقضاض عليه و التهامه , تماما كما
فعلت مع الأسود الثلاثة لكن مجي ليس بالخصم الهين فبعد ان رأى الأفعى تنقض ناحيته اسرع بمناورة هجمتها و قفز
الى الخلف و اتجه الى احدى الأشجار ليقفز من عليها و يسدد ضربته الى تلك الأفعى لكن قشار اخرج يده و صوب
نحو مجي و قال فلتمت ايها البشري لكن فجأة ظهر كيل امام قشارا و ضربه بالسيف و قذف به بعيدا عن ظهر الأفعى
ثم رفع السيف عاليا في الهواء و امسكه بكلتا يديه و طعن به الأفعى بكل ما اوتي من قوة , فركض مجي باتجاه
الأفعى و قفز اليها طاعنا قلبها و واصل قطعها حتى نزل الى الأرض فسقطت الأفعى على الأرض دون حراك , لكن بعد
ان نظر مجي الى ظهر الأفعى لم يستطع ان يجد كيل , فنظر بالاتجاه الذي طار به قشار فوجد كيل يركض خلف قشارا
, فأخرج سيفه من بدن الأفعى و تبع والده لكن والده سرعان ما اختفى في الظلال و لم يستطع ان يتبعه بنفس
السرعة مع ذلك واصل الجري بالطريق الذي ذهب فيه كيل. اما كيل فبعد ان تبع قشار وجده يشتعل غضبا منه و رفع
يده الى السماء ثم ضرب بها الأرض فأختفى كلا منهما و صدر صوت قوي جدا حتى ان مجي احس به فأسرع باتجاه
الصوت واثقا بأن والده في ذلك الاتجاه لكنه ما ان وصل الى هناك حتى وجد الأرض كأنما هي محروقة و بشكل دائري
و الأشجار بدا عليها آثار الصدمة فأحتار ما سيفعله و ما حصل مع والده ما زال غامضا حتى انه بحث عن قشارا فلم
يجد له اثرا تماما كـ كيل, فاحتار ما الذي سيفعله فقام بإرجاع السيف الى غمده و عاد الى حيث كان يحارب الأفعى و
هو عائد الى هناك رأى ان الأشجار تعود الى طبيعتها و الأرض تعود خضراء كما لو انها ولدت من جديد , و بعد وقت
قصير من المشي لاحظ ان كل آثار المعركة اختفت حتى الأشجار التي قطعها , فنظر الى الأعلى و هو يتساءل اين
اباه و ماذا سيفعل لكن سرعان ما تغيرت نظرة الدهشة و الخوف الى نظرة جدية و جلس على الأرض و اغمض عينيه
محاولا ان يأتي بخطة للحاق بوالده و مساعدته في التخلص من تلك الروح الشريرة التي تريد الإطاحة بأهل الجزيرة ,
بينما هو جالس على الأرض فجأة يقف و يبدأ بالعدو بأقصى سرعة لديه ليعود الى حيث اختفى والده لمحاولة ايجاد
ادلة تقوده حيث ذهب كيل و قشارا و اللحاق بهما . بعد ان وصل تلك المنطقة بدأ يبحث يمنة و يسرة و يدقق النظر
في كل شيء حتى حل الظلام , لكنه لم ييأس فقرر ان يذهب الى هسارا لكنه لا يعرف كيف يصل الى هناك حتى
انه لا يعرف اين هو و كيف يخرج من تلك المنطقة , لكن ذلك لم يكن رادعا له فقرر ان يذهب في الاتجاه الذي كان
قشارا يتوجه اليه ربما ذلك يساعده في بحثه عن والده , لكن كان الليل قد حل بالفعل و لم يدرك كيل اين يذهب لكنه
ظل يسير في طريقه آملا ان يجد طريق الى والده و ظل يسير طوال الليل حتى اعياه التعب فقرر ان يرتاح حتى ان
تسطع الشمس بذلك قد يدرك اين يذهب على الأقل , فتسلق احدى الأشجار و نام على احد اغصانها العريضة حتى
حل الصباح. و في الصباح بعد ان استيقظ مجي قفز الى الأرض و اراد ان يستكمل رحلة بحثه فنظر الى ما حوله فرأى
ان الأرض لونها بنفسجي و الأشجار ذا لون اخضر بأوراق بيضاء و عليها ما يشبه الفاكهة انما ذا لون و شكل مختلفين
عما يعرفه , لكنه كان جائعا و اراد ان يقطف احدها و يأكلها مع ذلك لم يرد المخاطرة فقد تكون تلك الفاكهة خطيرة
فتابع طريقه و هو غير مدرك لما سيحل به لكنه بالمقابل لم يرد ان يترك والده وحيدا مع قشارا لأن ذلك الشيء بدت
عليه ملامح الشر و الغضب و قد بدا قويا جدا و بينما هو يفكر كيف سيستطيعان هزيمة قشارا وجد انه امام نفق كبير
و الحائط ذا لون كريستالي و قد بدا النفق مظلما جدا فجمع مجي شجاعته و عزم الدخول الى ذلك النفق. بعد ان
ذهب مجي خلف والده الى الغابة تاركا امه و اخوته بالمنزل عادت رين الى الداخل و دخلت الى غرفة ما و اغلقت
الباب . اما صومر و مَيس و كينر بقوا في الخارج لبعض الوقت و هم قلقين على والدهم و اخاهم , و بعد ان دخلوا الى
المنزل كل شخص ذهب الى اموره الخاص. و لكن بعد ان حلّ الليل بدأ القلق يعم اجواء المنزل فخرجت رين من الغرفة
لتحضر الطعام لأولادها و كان يبدو على وجهها آثر القلق و الخوف لكنها تعلم ان زوجها و ابنها سيكونان بخير طالما
هما معا , مع ذلك كانت تحس بشعور غريب و كانت مرتبكة و لا تعرف كيف تستطيع ان تعرف ما حلّ بهما و كيف
حالهما و اين اصبحوا , و انصرفت لتحضر الطعام و بعد ان انتهوا من طعامهم ادخلت اولادها الى النوم خرجت الى عتبة
المنزل و جلست تنتظر عودة زوجها و ابنها و بقت ساهرة حتى ساعة متأخرة ثم غطت عينها و نامت لفترة قصيرة ثم
استيقظت على صوت ابنتها مَيس و هي تحثها على الدخول و النوم لأن الانتظار لن يفيد شيئا هي تقول ان كل
شيء سيكون على ما يرام , مع ذلك اصرت رين على البقاء خارجا و انتظارهما لكن مَيس قررت المكوث معها في
الخارج ان لم تدخل فقامت رين و دخلت المنزل مع مَيس لكنها بقيت منتظرة آمله ان يعود كيل قبل الغد . لكن سرعان
ما حل الصباح و كيل و مجي لم يعودا فقامت رين كما العادة لتحضر فطور الأطفال و قد زادت مشاعر القلق و الخوف
على وجهها . في هذه الأثناء كان مجي قد وصل امام الكهف الكريستالي وقد عزم على دخوله فأقترب من مدخل
الكهف قليلا و هو يتساءل اين قد يودي به هذا الكهف و ما العمق الذي قد يصل اليه , و بينما هو يفكر بالأمر احس
بالجوع فقرر ان يؤجل دخول الكهف ريثما يحصل على بعض الطعام و ايضا اراد ان يحضر كمية من الطعام تكفيه في
حال كان سيمكث في ذلك الكهف طويلا فأبتعد عن مدخل الكهف و ذهب باحثا عن الطعام , لكن لم يكن يميز اي من
الشجرات التي كانت في تلك المنطقة فقد كانت ذا شكل غريب و ليس كما اعتاد عليه حتى الشجيرات الصغيرة رغم
انها تحوي على ما يشبه التوت الا انها كنت ذا لون غريب جدا و لم يرد المخاطرة في اكلها , فجأة يمر من فوقه سرب
من الطيور فيستل مجي سيفه و يجري باتجاه احد الأشجار و يقفز باتجاه الطيور ليردي بعضها ارضا , ثم يعود الى
الأرض و يقترب من صيده الثمين و يذبحها ثم ينصرف ليجد مكانا ليشوي تلك الطيور لكنه تساءل اين سيجد مكانا
ملائما لأن يوقد نار في الغابة فعاد الى مدخل الكهف لأنه تذكر ان امام الكهف يوجد ارض رملية و ليس عشبا كما
باقي ارض الغابة فجمع بعض الأغصان الصغيرة و بعض الحصي وضعها على جانب الكهف ثم اوقد النار طهى طعامه ثم
تناول بعضه و وضع الباقي في حقيبته ليأكلها في وقت لاحق ثم انصرف لدخول الكهف بعد ان جهز نفسه .

تم تصليح النص بالأاعلى

صدفة غريبة