رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوا الذي يكتب
كيف أنتم والقراءة في زمن الكُرونا؟
لقد كنت ألهث بحثا عن سانحة لأقرأ فيها، وكانت لمّا جاء الوباء، فتضاعفت قراءتي،
وأنجزت في شهرٍ ما كنت أنجزه في شهرين، وما أزال بين قراءةٍ وكتابة وتأمل وعمل.
|
مرحباً.
لقد كانت الأزمةُ عندي ابتداءً نقاهةً روحيّة، ومتّسعاً للتأمل والتفكير وإعادة النظر.
وثانياً هي نقاهةٌ ثقَافية، نستدعي فيها الكُتب الضخمة، وتلك المؤجّلة، والثالثة المُندسّة بين الرفوف.
على أنّ الأزمة لم تُضِف إلى وقتي فراغاً ذا أهمية؛ فالمُحاضراتُ والدروس والإختبارات لا تزال قائمة، والأساتذةُ والدكاترةُ يُرهقوننا بالأعباءِ والتكاليف، وحجّة ذلك أن حالنا في هذه الأزمة -كما يَظنّون- (لا شغل ولا مشغلة)!
إلا أن هُناك مخرجاً نفِرّ إليه، وهو الهروب من ثرثرة المُحاضرات ومتاعبها -بخفية ودون لفت الأنظار والأسماع- إلى مُتعة القراءة وبَهجتها.
(إنها صورة جديرةٌ بأن تُرسمَ في لوحة )
أولُ الرفقاءِ في رحلةِ الهروب هذهِ هو «هروبي إلى الحريّة» لعلي عزت بيجوفيتش، نعم هُما هروبان اثنان، لكنهما مُختلفان في التركيب والأهداف.
ولا أستطيع أن أصفَ الكتاب إلا بِكلمات مؤلفه، فهو يقول في إحدى خواطِره: «لاحظتُ أثناء قراءتي لهيرمان هيسه أنه كان مُستغرقاً في الأفكار ذاتها التي كانت تُشغلني، عدا أنه كان أفضل مني في التعبير عنها»،
وكذا الحال معي أثناء قراءةِ الكتاب.
رفيقي الآخر (أو رُفقائي إن شئت!) هو «النّمل» لبرنار فيربير، رواية مُمتعة وذكيّة وآسرة، فيها كشفٌ واستجلاءٌ لعالم النمل وولوجٌ إلى أسراره وخفاياه وعجائبِه، ومُحاولة لإزاحة الغموض عن لغة النمل وأساليبه في التخاطب وسُبله في العيش وطرقه في الدفاع عن مَملكته.
في هذهِ العزلة، قرأتُ كما لم أقرأ من قبل (كمّاً وكيفاً)، وابتدأتُ في تدوين الأفكار والخواطر والمقالات العالقة في الذهن منذ أمد، فلقد سال القلم وتفتّح الذهن وأنبتَ الفكر.
كانت بِحقٍ عُزلة معرفيّة مُثمرة، ولا عزاء لأيام قاعات الدراسة الكئيبة وصباحات الحضور الإجباري.
التعديل الأخير تم بواسطة о n e e - ѕ α η ; 04-08-2020 الساعة 06:51 PM
|