تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
القسم الأدبي قسم يختص بالشعر والنثر من إبداعات الأعضاء الخاصة.
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم)

  #1  
قديم 04-04-2020, 02:05 PM
الصورة الرمزية كيلوا الذي يكتب  
رقـم العضويــة: 477232
تاريخ التسجيل: Feb 2018
الجنس:
العـــــــــــمــر: 31
المشـــاركـات: 147
نقـــاط الخبـرة: 41
افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

كيف أنتم والقراءة في زمن الكُرونا؟

لقد كنت ألهث بحثا عن سانحة لأقرأ فيها، وكانت لمّا جاء الوباء، فتضاعفت قراءتي،
وأنجزت في شهرٍ ما كنت أنجزه في شهرين، وما أزال بين قراءةٍ وكتابة وتأمل وعمل.

التعديل الأخير تم بواسطة كيلوا الذي يكتب ; 04-04-2020 الساعة 03:46 PM
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2020, 09:46 AM   #2
مشرف قسم نقاشات الأنمي
 
الصورة الرمزية ɢ ί η
رقـم العضويــة: 156461
تاريخ التسجيل: Jun 2012
العـــــــــــمــر: 29
الجنس:
المشـــاركـات: 10,990
نقـــاط الخبـرة: 1841

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوا الذي يكتب مشاهدة المشاركة
كيف أنتم والقراءة في زمن الكُرونا؟

لقد كنت ألهث بحثا عن سانحة لأقرأ فيها، وكانت لمّا جاء الوباء، فتضاعفت قراءتي،
وأنجزت في شهرٍ ما كنت أنجزه في شهرين، وما أزال بين قراءةٍ وكتابة وتأمل وعمل.


يطيب لي السكون الى الكتب، تلك التي تنتظر منذ زمن ان امد اليها يدي بالقراءة، التي كلما مررت بها في ساعات انشغالي قلت لها الكلمة ذاتها "قريبا" دون ان يأتي الوقت لاعطيها حقها، الحجر الصحي لما فيه من ضجر و حبس للنفس كأنه السجن المفروض إلا ان له من الفضائل ما ذكرت من إكمال ما داومت على تأجيله اسابيع و شهور و ربما سنوات ... و كما يقول المثل المأثور "رب ضارة نافعة". اي نعم الحجر في ايامنا هذه عصيب على من اعتاد الحركة الدائمة لكنه في الزاوية المقابلة للنظر يوفر لك فرصا لم تكن لتتوفر لك دون هذه الظروف، فإذا نظر الواحد منا الى سلة تأجيلاته لوجد فيها ما يقبع منتظراً هذه الظروف ليخرج الى الوجود، و يترك مكانه لحاجات في المستقبل لن تجد لها مكانا لامتلاء المكان السابق، فالظروف هيأت لك مأذونية ، و ليس عليك إذا إلا استغلالها كما يجب ...


هناك عمل قرأته و أثار اعجابي كثيرا مؤخرا و هو رواية جنتلمان في موسكو






في 21 يونيو عام 1922، اقتيد الكونت ألكسندر إلييتش روستوف - حامل وسام القديس أندرو، عضو نادي الفروسية، مستشار الصيد الإمبراطوري - عبر بوابة الكرملين إلى الميدان الأحمر، ثم إلى الأبواب الدوارة الأنيقة لفندق المتروبول. بعد أن اعتبرته محكمة استثنائية بلشفية أرستقراطيًا لم يُظهر ندمه وتوبته، فحكمت عليه بالإقامة الجبرية.
لكن بدلًا من جناحه المعتاد، عليه أن يعيش في غرفة فوق السطوح، بينما تعيش روسيا عقودًا من الاضطرابات العنيفة.



المثير للاهتمام في هذه الرواية انها كتبت على يد كاتب امريكي اسمه أمور تاولز

و القصة كتبت لتعطيك الانطباع ان الكاتب روسي لان كل الاحداث تقع في موسكو و كل الشخصيات روسية و الراوي عند وصف الاحداث يقول نحن الروس و هذا ما أثار اهتمامي بها كثيرا فانا من محبي الادب الروسي و أعرف خصائصه لذا أحببت الرواية كثيرا,صراحة المؤلف ابدع في تقمص دور الكاتب الروسي و في محاكات اسلوبهم غير أن مقولة دوستويفسكي "لا أحد يكتب مثل الروس" اثبتت صحتها في هذه الرواية فرغم جهد المؤلف في محاكات اسلوبهم الا ان الطابع الامريكي قد تجلى في اكثر من موضع و انا اتسائل كيف سيكون رئي زينوفا مهووس الروس الاول في هذه الرواية هل سيعطيها مباركته لتدخل بوابة الادب الروسي ام لا ...

ɢ ί η غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2020, 04:45 PM   #3
موعدنا بعد ألف عام
 
الصورة الرمزية كيلوا الذي يكتب
رقـم العضويــة: 477232
تاريخ التسجيل: Feb 2018
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 147
نقـــاط الخبـرة: 41

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ɢ ί η مشاهدة المشاركة




يطيب لي السكون الى الكتب، تلك التي تنتظر منذ زمن ان امد اليها يدي بالقراءة، التي كلما مررت بها في ساعات انشغالي قلت لها الكلمة ذاتها "قريبا" دون ان يأتي الوقت لاعطيها حقها، الحجر الصحي لما فيه من ضجر و حبس للنفس كأنه السجن المفروض إلا ان له من الفضائل ما ذكرت من إكمال ما داومت على تأجيله اسابيع و شهور و ربما سنوات ... و كما يقول المثل المأثور "رب ضارة نافعة". اي نعم الحجر في ايامنا هذه عصيب على من اعتاد الحركة الدائمة لكنه في الزاوية المقابلة للنظر يوفر لك فرصا لم تكن لتتوفر لك دون هذه الظروف، فإذا نظر الواحد منا الى سلة تأجيلاته لوجد فيها ما يقبع منتظراً هذه الظروف ليخرج الى الوجود، و يترك مكانه لحاجات في المستقبل لن تجد لها مكانا لامتلاء المكان السابق، فالظروف هيأت لك مأذونية ، و ليس عليك إذا إلا استغلالها كما يجب ...


هناك عمل قرأته و أثار اعجابي كثيرا مؤخرا و هو رواية جنتلمان في موسكو






في 21 يونيو عام 1922، اقتيد الكونت ألكسندر إلييتش روستوف - حامل وسام القديس أندرو، عضو نادي الفروسية، مستشار الصيد الإمبراطوري - عبر بوابة الكرملين إلى الميدان الأحمر، ثم إلى الأبواب الدوارة الأنيقة لفندق المتروبول. بعد أن اعتبرته محكمة استثنائية بلشفية أرستقراطيًا لم يُظهر ندمه وتوبته، فحكمت عليه بالإقامة الجبرية.
لكن بدلًا من جناحه المعتاد، عليه أن يعيش في غرفة فوق السطوح، بينما تعيش روسيا عقودًا من الاضطرابات العنيفة.



المثير للاهتمام في هذه الرواية انها كتبت على يد كاتب امريكي اسمه أمور تاولز

و القصة كتبت لتعطيك الانطباع ان الكاتب روسي لان كل الاحداث تقع في موسكو و كل الشخصيات روسية و الراوي عند وصف الاحداث يقول نحن الروس و هذا ما أثار اهتمامي بها كثيرا فانا من محبي الادب الروسي و أعرف خصائصه لذا أحببت الرواية كثيرا,صراحة المؤلف ابدع في تقمص دور الكاتب الروسي و في محاكات اسلوبهم غير أن مقولة دوستويفسكي "لا أحد يكتب مثل الروس" اثبتت صحتها في هذه الرواية فرغم جهد المؤلف في محاكات اسلوبهم الا ان الطابع الامريكي قد تجلى في اكثر من موضع و انا اتسائل كيف سيكون رئي زينوفا مهووس الروس الاول في هذه الرواية هل سيعطيها مباركته لتدخل بوابة الادب الروسي ام لا ...


لقد نظرت إلى سلّة تأجيلاتي يا جين، وقررت أن أقرأ رواية الطاعون أخيرا.


لقد شاهدت عن "جنتلمن في موسكو" مقطعا في يوتيوب، وأعجبني ما سمعت،
وكدت أشتريها من معرض الكتاب، لولا أنني غيرت رأيي قبله بأيام واكتفيت بشراء رواية اسمها "ستونر"، والتي أحسبها تدور عن رجلٍ مميز، غريب الأطوار أيضا.

،

إيييي... رحم الله المسن زينوفا!
كيلوا الذي يكتب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-2020, 09:22 PM   #4
في المَنفى
 
الصورة الرمزية о n e e - ѕ α η
رقـم العضويــة: 301814
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 4,141
نقـــاط الخبـرة: 1629

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ة¢ خ¯ خ· مشاهدة المشاركة




يطيب لي السكون الى الكتب، تلك التي تنتظر منذ زمن ان امد اليها يدي بالقراءة، التي كلما مررت بها في ساعات انشغالي قلت لها الكلمة ذاتها "قريبا" دون ان يأتي الوقت لاعطيها حقها، الحجر الصحي لما فيه من ضجر و حبس للنفس كأنه السجن المفروض إلا ان له من الفضائل ما ذكرت من إكمال ما داومت على تأجيله اسابيع و شهور و ربما سنوات ... و كما يقول المثل المأثور "رب ضارة نافعة". اي نعم الحجر في ايامنا هذه عصيب على من اعتاد الحركة الدائمة لكنه في الزاوية المقابلة للنظر يوفر لك فرصا لم تكن لتتوفر لك دون هذه الظروف، فإذا نظر الواحد منا الى سلة تأجيلاته لوجد فيها ما يقبع منتظراً هذه الظروف ليخرج الى الوجود، و يترك مكانه لحاجات في المستقبل لن تجد لها مكانا لامتلاء المكان السابق، فالظروف هيأت لك مأذونية ، و ليس عليك إذا إلا استغلالها كما يجب ...


هناك عمل قرأته و أثار اعجابي كثيرا مؤخرا و هو رواية جنتلمان في موسكو






في 21 يونيو عام 1922، اقتيد الكونت ألكسندر إلييتش روستوف - حامل وسام القديس أندرو، عضو نادي الفروسية، مستشار الصيد الإمبراطوري - عبر بوابة الكرملين إلى الميدان الأحمر، ثم إلى الأبواب الدوارة الأنيقة لفندق المتروبول. بعد أن اعتبرته محكمة استثنائية بلشفية أرستقراطيًا لم يُظهر ندمه وتوبته، فحكمت عليه بالإقامة الجبرية.
لكن بدلًا من جناحه المعتاد، عليه أن يعيش في غرفة فوق السطوح، بينما تعيش روسيا عقودًا من الاضطرابات العنيفة.



المثير للاهتمام في هذه الرواية انها كتبت على يد كاتب امريكي اسمه أمور تاولز

و القصة كتبت لتعطيك الانطباع ان الكاتب روسي لان كل الاحداث تقع في موسكو و كل الشخصيات روسية و الراوي عند وصف الاحداث يقول نحن الروس و هذا ما أثار اهتمامي بها كثيرا فانا من محبي الادب الروسي و أعرف خصائصه لذا أحببت الرواية كثيرا,صراحة المؤلف ابدع في تقمص دور الكاتب الروسي و في محاكات اسلوبهم غير أن مقولة دوستويفسكي "لا أحد يكتب مثل الروس" اثبتت صحتها في هذه الرواية فرغم جهد المؤلف في محاكات اسلوبهم الا ان الطابع الامريكي قد تجلى في اكثر من موضع و انا اتسائل كيف سيكون رئي زينوفا مهووس الروس الاول في هذه الرواية هل سيعطيها مباركته لتدخل بوابة الادب الروسي ام لا ...

قرأتُ هذه الرواية البديعة يا جين
لها طعم الروايات الروسيّة، أحداثُها جرت في القرن التاسع عشر، لكن بروح عصرية، وهذا ما ميّز طابعها عن الطابع الروسي التَقليدي، (ربّما أنّ الكاتب تعمّد هذا).
الرواية قطعاً ليست أمريكية، فهي هادئِة وفلسفية ومغرقة بالتفاصيل، وهذا نادراً ما تجده في الروايات الأمريكية، كما أنها ليست روسية كذلك، لا أعرفُ كيف أصنّفها، إنها أخلاط مُجتمعة!
ولا أظنُ أنّ عشّاق الأدب الروسي -وأحسبني منهُم- سيفتحون أذرعهم لها ويفرشون لها البِساط، بل سيغلقون الأبواب دونها!

التعديل الأخير تم بواسطة о n e e - ѕ α η ; 04-08-2020 الساعة 04:19 PM
о n e e - ѕ α η غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2020, 03:29 PM   #5
في المَنفى
 
الصورة الرمزية о n e e - ѕ α η
رقـم العضويــة: 301814
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 4,141
نقـــاط الخبـرة: 1629

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوا الذي يكتب مشاهدة المشاركة
كيف أنتم والقراءة في زمن الكُرونا؟

لقد كنت ألهث بحثا عن سانحة لأقرأ فيها، وكانت لمّا جاء الوباء، فتضاعفت قراءتي،
وأنجزت في شهرٍ ما كنت أنجزه في شهرين، وما أزال بين قراءةٍ وكتابة وتأمل وعمل.

مرحباً.
لقد كانت الأزمةُ عندي ابتداءً نقاهةً روحيّة، ومتّسعاً للتأمل والتفكير وإعادة النظر.
وثانياً هي نقاهةٌ ثقَافية، نستدعي فيها الكُتب الضخمة، وتلك المؤجّلة، والثالثة المُندسّة بين الرفوف.
على أنّ الأزمة لم تُضِف إلى وقتي فراغاً ذا أهمية؛ فالمُحاضراتُ والدروس والإختبارات لا تزال قائمة، والأساتذةُ والدكاترةُ يُرهقوننا بالأعباءِ والتكاليف، وحجّة ذلك أن حالنا في هذه الأزمة -كما يَظنّون- (لا شغل ولا مشغلة)!
إلا أن هُناك مخرجاً نفِرّ إليه، وهو الهروب من ثرثرة المُحاضرات ومتاعبها -بخفية ودون لفت الأنظار والأسماع- إلى مُتعة القراءة وبَهجتها.
(إنها صورة جديرةٌ بأن تُرسمَ في لوحة )
أولُ الرفقاءِ في رحلةِ الهروب هذهِ هو «هروبي إلى الحريّة» لعلي عزت بيجوفيتش، نعم هُما هروبان اثنان، لكنهما مُختلفان في التركيب والأهداف.
ولا أستطيع أن أصفَ الكتاب إلا بِكلمات مؤلفه، فهو يقول في إحدى خواطِره: «لاحظتُ أثناء قراءتي لهيرمان هيسه أنه كان مُستغرقاً في الأفكار ذاتها التي كانت تُشغلني، عدا أنه كان أفضل مني في التعبير عنها»،
وكذا الحال معي أثناء قراءةِ الكتاب.

رفيقي الآخر (أو رُفقائي إن شئت!) هو «النّمل» لبرنار فيربير، رواية مُمتعة وذكيّة وآسرة، فيها كشفٌ واستجلاءٌ لعالم النمل وولوجٌ إلى أسراره وخفاياه وعجائبِه، ومُحاولة لإزاحة الغموض عن لغة النمل وأساليبه في التخاطب وسُبله في العيش وطرقه في الدفاع عن مَملكته.

في هذهِ العزلة، قرأتُ كما لم أقرأ من قبل (كمّاً وكيفاً)، وابتدأتُ في تدوين الأفكار والخواطر والمقالات العالقة في الذهن منذ أمد، فلقد سال القلم وتفتّح الذهن وأنبتَ الفكر.
كانت بِحقٍ عُزلة معرفيّة مُثمرة، ولا عزاء لأيام قاعات الدراسة الكئيبة وصباحات الحضور الإجباري.

التعديل الأخير تم بواسطة о n e e - ѕ α η ; 04-08-2020 الساعة 06:51 PM
о n e e - ѕ α η غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2020, 12:28 PM   #6
موعدنا بعد ألف عام
 
الصورة الرمزية كيلوا الذي يكتب
رقـم العضويــة: 477232
تاريخ التسجيل: Feb 2018
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 147
نقـــاط الخبـرة: 41

افتراضي رد: ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذ¾ n e e - ر• خ± خ· مشاهدة المشاركة

مرحباً.
لقد كانت الأزمةُ عندي ابتداءً نقاهةً روحيّة، ومتّسعاً للتأمل والتفكير وإعادة النظر.
وثانياً هي نقاهةٌ ثقَافية، نستدعي فيها الكُتب الضخمة، وتلك المؤجّلة، والثالثة المُندسّة بين الرفوف.
على أنّ الأزمة لم تُضِف إلى وقتي فراغاً ذا أهمية؛ فالمُحاضراتُ والدروس والإختبارات لا تزال قائمة، والأساتذةُ والدكاترةُ يُرهقوننا بالأعباءِ والتكاليف، وحجّة ذلك أن حالنا في هذه الأزمة -كما يَظنّون- (لا شغل ولا مشغلة)!
إلا أن هُناك مخرجاً نفِرّ إليه، وهو الهروب من ثرثرة المُحاضرات ومتاعبها -بخفية ودون لفت الأنظار والأسماع- إلى مُتعة القراءة وبَهجتها.
(إنها صورة جديرةٌ بأن تُرسمَ في لوحة )
أولُ الرفقاءِ في رحلةِ الهروب هذهِ هو «هروبي إلى الحريّة» لعلي عزت بيجوفيتش، نعم هُما هروبان اثنان، لكنهما مُختلفان في التركيب والأهداف.
ولا أستطيع أن أصفَ الكتاب إلا بِكلمات مؤلفه، فهو يقول في إحدى خواطِره: «لاحظتُ أثناء قراءتي لهيرمان هيسه أنه كان مُستغرقاً في الأفكار ذاتها التي كانت تُشغلني، عدا أنه كان أفضل مني في التعبير عنها»،
وكذا الحال معي أثناء قراءةِ الكتاب.

رفيقي الآخر (أو رُفقائي إن شئت!) هو «النّمل» لبرنار فيربير، رواية مُمتعة وذكيّة وآسرة، فيها كشفٌ واستجلاءٌ لعالم النمل وولوجٌ إلى أسراره وخفاياه وعجائبِه، ومُحاولة لإزاحة الغموض عن لغة النمل وأساليبه في التخاطب وسُبله في العيش وطرقه في الدفاع عن مَملكته.

في هذهِ العزلة، قرأتُ كما لم أقرأ من قبل (كمّاً وكيفاً)، وابتدأتُ في تدوين الأفكار والخواطر والمقالات العالقة في الذهن منذ أمد، فلقد سال القلم وتفتّح الذهن وأنبتَ الفكر.
كانت بِحقٍ عُزلة معرفيّة مُثمرة، ولا عزاء لأيام قاعات الدراسة الكئيبة وصباحات الحضور الإجباري.



أهلًا وسهلًا

"لا شغل ولا مشغلة" هو شعار المشرفين والأساتذة والمسؤولين هذه الأيام، ورغم أنهم لا ينطقونه كلامًا، فإنهم يقولونه أفعالًا، وكنت أن رأيتُ الخوف يتمثل في أعين مشرفينا في العمل عندما علموا أننا سنشتغل من المنازل بيد أنه ليس خوفا من الوباء، ولكن من احتمال أننا سنستهتر ونقضي الوقت عبثًا ولهوًا، فإذا هم يجيّشون الوسائل من Skype، وwhatsapp، حتى لا ننقطع عنهم -أو لا ينقطعوا عنا-، وإذا مهامَّ جديدة، الله يعلم من أين خرجت وجاءتنا ونحن آمنون في بيوتنا.

وفي الحق إني لا ألومهم، وأشكر لهم حرصهم هذا غير أن ما يغيظني منهم أنهم يبالغون مبالغة ربما استطالت لأن تدعى سخافة، وأخال أننا –جميعا- في الامتحان الذي يكرم المرء عنده أو يهان، فمن كان من عوائد روحه بُعد الهمّة والإخلاص، كان أنهض للعمل وأدوم عليه أينما كان، والآن سيمتاز المجتهد من المتخاذل أكثر من ذي قبل.


وغني عن البيان أن ذلك ينطبق على أوقات الفراغ بعيدا عن الوظيفة أو الدراسة، ولقد جاء هذا الوباء حاملا في يده شيئا غير الألم والموت، هو وقت الإنسان لنفسه، وعرفتْ نفوس الناس من الوقت كثيرا دون أن تنال منه حظا، فكيف هي الآن والوقت أكثره فراغ، والمشاغل أعظمها أن تقعد وتلزم دارك؟

،

وإن كان الناس لا يستطيعون منع نفوسهم أن تستغلقها العزلة، فإن القارئ الآن يحمد لنفسه اتخاذها الكتب رفقة، وإنني من لهفي أجيز لنفسي قولها: إنك في فرصة من فرص العمر فأنجز كأن لن تجد سانحةً بعد زوال الوباء.

وكان مما فعلت أنني راجعت كثيرا مما قرأت ودونت منه الأفكار –والذي هو عندي أهم من قراءة كتب جديدة-، ووجدت عندي القوة لأواصل بعض الخطط القديمة منها خلط نفسي بالأدب العربي، والسياحة في الوطن العربي من خلاله -وإني الآن في لبنان-، وما يزال الوقت يسمح بالاسترواح في محطات الأدب العالمي، وما يزال النهار ممتدا للكتابة، وما تزال في العمر فسحة للعمل.
.
.
.

التعديل الأخير تم بواسطة كيلوا الذي يكتب ; 04-09-2020 الساعة 12:36 PM
كيلوا الذي يكتب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع ●● |نقاش الكتب الادبية || ●●:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
●●● [ لاتدع الحزن يتغلب عليك فأنت تشرق دائما بأجمل إبتسامه ] ●●● HAYBARA قسم الصوتيات والمرئيات 88 07-01-2012 05:37 PM
مُـسـآبـقـۃ ●● زد نُـقـآطـڪـ ●● المۈسم الثاني ●● بدأت المٌسابقه Tomoya القسم العام 69 03-30-2012 02:55 AM
●● || قوانين قسم القصص و الروايات [ الرسمية ] || ●● آخر تعديل بتاريخ:19-06-2011 ●● ĵυ๓аnα قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 0 06-11-2011 06:39 PM
●●●●●برنامج KMPlayer لتشغيل جميع الصيغ الفيديو و الصوت بحجم 13 ميقا فقط●●●●● العاشق 2005 أرشيف قسم البرامج 7 04-17-2011 01:15 AM

الساعة الآن 08:24 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity