أيهما تؤول: الحب أم الحرية ؟

السلام عليكم

" الحــــــرية " لعلها أضخم إسم يأتي بعد الحب غير أن الأخير له حجم وحدود بينما الحرية كلمة بالونية شساعتها تطال الكون برمته

الحرية كلمة متداولة على الألسن لكنها زئبق لا تمتد لها الأيدي ولا العقول وإن قدمت فهي مجرد إحساس غير مكتمل المعاني لا شرقا ولا غربا

الحرية مقاس لا أحد يقتنع بتواجده وإن ذُكر على الأفضلية فحسب

الحرية هي أغلى ما يتمناه المرء ولا يمتلكه ، وهي حق غير قابل للتفويت ولا للنكوص عن طلبه والحياة لا تستقيم بلا حرية هذه الكلمة المطاطة التي لا يعلرف لها شكلا ولا حدودا

فماهي الحرية تحديدا وإن بشكل نسبي وهل لها مبادئ وحدود ؟ وهل تحتاج حقا إلى نضال يفوق حدود النفس والنفيس ؟

هذا ما سنحاول اليوم اسنعراضه معا كل على حسب رؤيته ومفهومه وللننطلق من التصورات العامة:


من المسلم به أن الحرية إحساس طبيعي يوجد ضمن فطرة الإنسان، وهي أصل وجوده واختلافه عن بقية الخلق ، فحق الإنسان في الحرية نفس حقه في الحياة ، الحرية تتنافى ومظاهر الإستبداد والقمع والاستغلال والاستعباد والإستعمار وكل الأسماء البديئة في حياة الإنسان كما تعني كذلك القدرة على الفعل والتفكير والاختيار، ولهذا فهي تعتبر حق غير قابل للمساومة أو التفويت أو الإقصاء.

وإذا كانت الحرية من أهم مبادئ حقوق الإنسان فهي في واقعها استمدت قيمتها من ثراثنا الإسلامي والديني المشدد على قدسيتها وكل الأديان بما فيها الوضعية نحت هذا المنحى على غراره وحتى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نص على شمولية وضرورة احترام هذا الحق مكفولا لكل الإنسانية وقد لا يخلو دستور في الكون من بند يحض عليها ويشرفها كل حسب عدالته الوضعية وإن إختلف التطبيق وهو ما نحن بصدد فهمه واستقصائه

إن تاريخ الإنسان على امتداد الخريطة والزمن عاش أشد صراعاته من أجل الحرية فردية كانت أو جماعية قبل كل المواثيق العالمية التي تتشدق حرية وتتنفس استعبادا وإلى اليوم ماتزال البشرية تناضل وستظل تناضل كما قلت لحرية لا حجم لها ولا حدود

قد يكون للحرية وجوها متعددة بتعدد المجتمعات لكن جوهرها واحد إحساس وشعور

لكن المتفق عليه بين الجميع هو أن الحرية تقف عند حرية الآخر وهذا هو الحد الذي لا يعترف به أحد لتبقى الحرية مجرد مزاج يتقلب ممسكا بتلابيب القوة

لذلك كان لزاما على المرء أخذها بالقوة اللازمة والعض عليها بالنواجد الملائمة

أتمنى أن يكون لهذا المتصفح بعض من العناية خصوصا وأن موضوعه إرادة الجميع

فأيننا من هذه الحرية ومن لم يستطع تجاوبا فليطرح سؤالا



وتحيات عبد العزيز