درس الجمعة | 10 |

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بعد تحية الإسلام ، أسأل الله أن يُلبس كلّ رواد القسم لباس الصحّة و ثوب العافية ..

◘◘◘

فالسِحر ، معصية لا شك .. ذنبها عظيم ، و أمرها جللٌ كبير ، قد توارد ذِكر حُرمتها
و ما يُفعل بفاعلها ، و ما له و ما عليه ، ولا يخفى التناسب بين شدة حُرمتها
و بين عظيم الإجرام اللذي يُستخدم فيه السحر ، فهو داءٌ عُضالٌ تفشّى للأسف الشديد
بل و في مجتمعاتنا الإسلامية ، هذا يسحر هذا ليحبّه ، وهذا ليفرّق بينه وبين زوجه
و هذا يحرق بيته ، و هذا وذاك إلى آخر هذه الأمور التي لا تخفى على ذو لُبّ ..

◘◘◘

و كما قال صلى الله عليه و سلّم : [ ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ] رواه البخاري .
فالسِحر داءٌ وبلاءٌ ، و تأثيره واقعٌ ملموس ، فهو ينزل المرضَ بالمسحور ، ويفرق بينه
وبين أهله ، و يخرب علاقاته ، و يعطل مسيرته ، و يبطل أعماله ، بل و يُقعد القائم
، و يقتل الحيّ ؛ كُلّ هذا واردٌ و ثابتٌ كابراً عن كابرٍ حتى وصل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقد سُحر
بدوره صلوات ربي وسلامه عليه ، و أصابه من المرض ما أصابه حتى فكّ السحر و إنكشف أثره
، ومع هذا فكل هذا الأثر و التأثير لا يتم إلا بإذن الله ؛ قال تعالى : [ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ] .

◘◘◘

و قد جعل الله لهذا الداءِ شفاءً كما أخبر صلوات ربي و سلامه عليه ، شفاؤه الرقية
و ما أتى به محمد صلى الله عليه وسلّم من أذكار و آياتٍ و أدعية و ما إلى ذلك .. و للرقية
بدورها أحكام و صِفات ، و هيئات ثابتة عن النبي وصحابته ، خالية من الشركيات
و استعمال السحر لفكّ السحر ونحوها من المُحدثات التي ما أنزل الله بها من تحكيم ولا تشريع !

هذا و آخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين