the butterfly effect

مناظرة مع ملحد في جنيف , دون سابق إنذار !! :

منذ قرابة شهر و نصف , سافرت لأول مرة في حياتي إلى أوروبا , و تحديداً جنيف , مع أمي و أختي

لحضور ورشة عمل مؤسسة تالبيرج بالتعاون مع سيرن " المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية"

المهم , بغض النظر عن جمال سويسرا الساحر و البارد جداً ...

كان من ضمن الفعاليات ندوة تتحدث عن معاناة اللاجئين السوريين في دول اللجوء

و هنا كان دوري مع أمي و أختي كوننا سوريين لاجئين , فكان الأمر يتعلق بعرض فيلم وثائقي

عن الأسباب التي دفعتنا لمغادرة بلدنا و ما إلى هنالك

و كان الحديث أغلبه إنسانياً و بعيد عن السياسة و الدين ,

و بعد إنتهاء الفلم الوثائقي تحدثنا إلى الموجودين فهناك الأسيويين و الأوروبيين و اللذين أظهروا

الكثير من التضامن معنا .... و اللذي لا ينفع على فكرة !! ....

فعرفتني أمي على دكتورة لبنانية تعيش في جنيف , فأنا بقيت أتكلم معها ,

و فجأة إنضم لنا أحد الحاضرين , و بدأ يناقشنا , في البداية كان كل تفكيري أنه سيسأل عن الفلم

أو عن المجتمع السوري ثقافياً أو سياسياً فحسب ...

و لكنه ما لبث أن بدأ يتكلم في الدين فكان تفكيره أننا كمجتمع عربي عموماً سبب تخلفه

هو الإسلام !! , و أننا يجب أن نتخلى عن الإسلام إذا أردنا أن تنتهي مشاكلنا السياسية و الإجتماعية

و أنا هنا إنصدمت للغاية , و بدأت أحاول الدفاع عن الإسلام بكل ما لدي مع أن إنكليزيتي بدأت تخذلني

فأنا لم أكن أعرف الكثير من المفردات عن هذا الموضوع للأسف الشديد , و هنا بدأت الدكتورة تساعدني

و تناقشه معي , و حاولت أن أصحح له أن الإسلام دين يفتخر و يعتز به من يعتنقونه

و ليسو مستعدين لأن يتخلوا عنه تحت أي ظرف من الظروف ,

عكس ما كانت عليه أوروبا في الماضي حيث كان الدين مجرد وسيلة لظلم الناس

و حجة من قبل الكنيسة لإبقاء الناس في جهل و فقر و تخلف ,,

فأنا حاولت أن أصحح له أن لديه فكرة خاطئة عن الإسلام ,

و لكن حاجز اللغة منعني من أن أوصل فكرتي كما يجب , و هنا تمنيت لو أني عززت مفرداتي بالإنكليزي

و لكن الندم لم ينفعني

و لكن أستطيع أن أقول أنني أستفدت من ما حصل , بأني أخذت فكرة عن كيف يفكر هؤلاء ...

و كيف أنهم خائفون من إنتشار الإسلام في بلدانهم ,

و كم شعرت بالندم لأني لم أكن جاهزة لموقف كهذا , أولاً بسبب ضعف اللغة عندي

و بسبب قلة قدرتي على التناقش و المناظرات ,

و هذا النقاش إستمر قرابة ساعة , و لكني في آخر 20 دقيقة تحولت إلى مستمعة بين السيد و الدكتورة

لأنهم بدأو يتحدثون عن الذبح على الطريقة الإسلامية و غير الإسلامية , فصاحبنا هذا معقد من قطع الرؤوس

و لا يتناول اللحوم المذبوحة إسلامياً ...

و في النهاية مد لي يده ليصافحني فإعتذرت منه , فأصيب بإحباط كبير , فمد يده للدكتورة و هنا خذلتني

وصافحته مع أنها محجبة >< ,

كل هذا جرى و أنا لم أكن أعرف مع من أتكلم , إلا أنه من البطاقة التعريفية أستطعت تذكر إسمه ,

و لكن نسيت ذلك حتى بعد شهر من عودتنا من سويسرا , كنت أتصفح كتيب الورشة ,

فوجدت أسمه بين الشخصيات الهامة , فإحزرو من كان , مع الأسف ,

روبيرت كايلي رائد الشبكة العالمية العنكبوتية

أحد المساهمين المعروفين مع تيم بورنيرزلي في العمل على النظام عالي التقنية لتبادل الملفات

الذي قاد فيما بعد لإبتكار ما يعرف ب WWW

و أنا هنا بصراحة .... إزداد حزني و ندمي كثيراً ...

يجب أن نكون جاهزين دائماً للدفاع عن ديننا الحنيف , في أي مكان و زمان , و أمام أي إنسان .