مميز : الثقة بالله .. يعني انك ستكون بخير دآئما .. ( بقلمي )

السلام عليكم ورحمة وبركاته


حين تضيق عليك الدنيا .. وتكتم انفاسك

ولم تجد مخرجاا

حينهاا ثق بربك .. فهو الملجأ الوحيد

حين يخذلك العالم كله .. واسهم الخيبة تواجهك ..

ثق بربك

فحين يزداد الظلام تشرق الشمس

.. الثقة بالله هي نور يضيء دريك .. ويخبرك بأنك ستكون دائما بخير




إستيقظت باكرا

وهممت بالذهاب إلى مقر عملي

بدأت صباحي بأذكاري فبها ترتاح نفسي

وبدأ العمل ارتاح جدا في عملي ..

واحب ان اتقنه فطبيعة عملي تشكل لي بآب وااااسع من الخير والاحسان

وفي فترة الاستراحة .. كنت جالسا في كراسي الانتظار

اسمع مقطع صوتي لاحد الدعاة واضعا ذراعاي على ركبتاي

والداعية يتحدث عن الله كلام الداعي جميل جداا

تأملت صفات الله تعالي كان يتحدث عن اسم لله معناه

( المسيطر على كل الأمور في كونه
سيطرة عن علم شامل وقدرة تامة ،
فهو رقيب شهيد ، عليم قادر)


فغيره من الخلق قد يكون عالم ولكن لا قدرة له

وقد يكون قادر ولا علم لديه ولكنه هو المهيمن قادر

وعالم ومسيطر بكل الامور
..

وفي تلك الاثناء .. احسست بشخص جلس بجانبي

التفتت واذ به طفل ترتسم على ملامحه نظرة حزينة

سألته ما سببها وحين بدأ يتكلم

اكتشفت من كلماته معاناة لطالما عانيتها

اشفقت عليه والله لانه سيمر بالكثير ان لم يجلد نفسه بالثقة بالله

هذا الطفل يمثلني عندما كنت بعمره




استرخيت في جلستي وتركت المجال لخيالي ومررت بذكريات مريرة

واصر عقلي ان يتذكرها فما كان مني الا ان استجيب ..

( طفل بريئ نشأ في ملجأ يحتوي على عدد من النساء واطفال كثيير

كل واحدة منهن تهتم بعدد من الاطفال

وكلن لها تربيتها وعقيدتها واسلوبها الخاص

لم اعرف ابي ولا امي ولا احدا من اقاربي

لا اعلم ما هو اليتم ولكنني تجرعت مرارة اشد منه

وليتني يتيم حتى يتسنى لي شرف العائلة

ولكن حتى هذا ابتلاني ربي به فصارت كلمة لقيط ملازمة لي

الشي الوحيد الذي اثق بمعرفته هو اني وحيد ليس لي احد ابدا

اسمي عمر عمري 5 سنوات

نادرا ما اتحدث وهذا ما جعلني وحيداا ايضا في الملجأ

انام وحدي

واتناول وجباتي وحدي

حتى وقت اللعب اجلس وحدي

كنت هزيلا جداا ضعيفا .. كثيرا ما امرض ..

ولكنها وعكات صحية خفيفة ولله الحمد

لم يكن بي شيء خطير فقد كنت سليما ولله الحمد

وفي يوم من الايام وحين بلغت العاشرة من عمري ..

استدعتني الادارة فقد جاء من يريد ان يتكفل بتربيتي

يعاملونني كالطفل _ وقد كبرت على ذلك _

ويقولون هذا اباك اطعه فيما يامرك والكثير من الوصاياا

ذهبت معه وانا اقول في نفسي لو عاملني خيرا كنت له مثل ما يريد ..

دخلت بيته المتواضع

وقدر الله لي ان تكون لي حياة شبه طبيعية في حي نائي

يوما بعد يوم بدات اتعلم منه

ويوما بعد يوم بدأت احبه واحب ان اساعده في عمله

فتلك الايام كانت بمثابة التجديد وزرع المبادئ والقيم

علمني الكثير فيما كانت ادارة الملجأ تهمله

كان هو يهتم به فصلاتي وصيامي

احساني للغير وحبي للخير

دعائي في صلاتي وثقتي بربي

كل ذلك كانت مما زرعها لي ذاك المسن

ولكن ..

لن تكون الدنيا بهذا المسمى اذا لم تضيق علينا

فالراحة لم تخلق في الدنيا ابدا

كثر الكلام على المسن ..فهو يربي لقيطاا

واهل الحي يخافون على ابنائهم مني

نعم فهم الفاهمون المدركون ان ابن الـ 14 عاما

يفعل ما يفعله العشرة رجال بعمر الثلاثين

ولكن ابي ( المسن )دائما ما يدافع عني

تعرضت للاذى كثير من ابنائهم

وابي دائما يقول لي : يا بني كن مظلوما ولا تكن ظالما

فاستجيب له واترك حقي فالله اعلم بحرقتي

ابناء الجيران احسنهم اخلاق يسألني عن من قذفني في رحم من قذفتني في الشارع

وحينها يزداد المي اضعافا

حيث لم تكن لي الجرأة في مواجهتهم

المجتمع الذي انا فيه يجعلني مجرما رغما عني

لست انا من انجبتني

لست انا من وقعت بالحرام والله

ابسط مسمى يسمونني به .. ابن الحرام ..

يا ابن الحلال هل انت من اخترت لنفسك امك واباك

انا غريب وساظل غريب مجهول




مرت مرحلتي المتوسطة وانا دائما اتجرع مرارة الحرمان

ادركت ان الاسرة ليست كما رأيته في الملجأ

فهي تتكون من ام واب واطفال

فحين يشتكي الولد من تسلط والده بنظره

اتذكر ذاك الذي لم اراه ولم اعرفه

وحين يقول وبختني امي ..

اتذكر اين تلك التي استغنت عني ؟!

كيف كان قلبها حين تركتني !

الام والاب هما اساس كل اسرة

ودونهم يظل الطفل في تيه مدى حياته ومهم بلغ

دائما ما ادفع ذنبهم ..

اقسم بالله اني كرهت الحياة وكرهت المجتمع

اصبح قلبي هشا جداا

اصبحت اتمنى مني فقط الصبر

نحن المهملون من قبل المجتمع .. مجرمون بلا ذنب ..

قال لي احد زملاء الدراسة ذات يوم

وكان هو الاقرب مني لانه يتحدث معي

فالبقية يفرون مني وكان بي مرض معد

وبعضهم يحذرون ابناؤهم مني

قال لي : سالت امي والدي هل اللقطاء يدخلون الجنة ..؟؟
اترك لكم الاجابة ..

فحينها لم افكر بتتمة السؤال

فكلمة امي وابي اشغلتني عن ذالك وهذه رحمة من ربي

عدت للمنزل ..

ووجدت والدي الروحي .. هو عندي كل اسرتي

فحين اسمع من المجتمع وارى ..

اتذكر ان هناا قلب عطوف وروح سامية تخبرني اني لازلت بخير

في ليله وبعد ان انهينا عملنا لهذا اليوم

اخذنا نتدارس قليلا من كلام الله

فقال لي ..: ان تحسن نيتك ليس سهلاا ابدا

فمداخل الشيطان كثيرة وشياطين الانس والجن يأتون من اتجاه

سألته : وكيف لي ان اتجنبها

قال : بالدعاء .. عليك بالدعاء يا بني فالله قادر على كل شي

سألته : بالدعاء نحقق المعجزات بإرادة الله اليس كذالك .؟

قال : بقدر حسن ظنك بالله ..!

حينها قطعت وعداا ..

ان اثق بالله وبالتالي اثق بنفسي وان اكون كما اريد

فالله خير معين لي ..

اليوم هو اول يوم لي في مرحلتي الثانوية

دائما احب ان ادرس مع زملائي

فهم يعلمون حالي ولا حاجة لي بأن ابرر او اشرح

واشرح لمن ..؟!!

لاناس انا في نظرهم المخطئ الاول

وانما لا احب نظرات من يكتشف اني لقيط لاول مرة

فإسمي دليل واضح على جرمي الذي لم افعله

كان يوما شاقا جدا شعرت اني ارغب بالعودة للمنزل

ولكن قلبي لم يكن كا المعتاد

تعلمون تماما الاحساس

ان هناك شي سيئ قد يحدث

احساس بالخطر عدت للمنزل اخيرا سيرا على الاقدام

ولكن هالني المنظر

الاسعاف يقف بجانب منزل والدي

تلقائياا تركت ما بيدي وركضت للمنزل

دخلت .. ورأيت جارناا يحاول يلقن ابي الشهادة

ثم بعد ذالك اغلق عينا والدي

لا اعلم ماذا حدث !

كل ما رأيته في ذالك الوقت هو ابي ملقى على فراشه

وكل المؤثرات حولي تلاشت تماما !!

هل يعني هذا ان اجرب مرة اخرى معنى الفقد والوحدة

ابي ..!

هل مات حقا ..؟ )

---

التعديل الأخير تم بواسطة The power ; 03-21-2014 الساعة 08:46 PM سبب آخر: إضافة وسام المميزة