الفصل الثالث من رواية "رجلٌ تذروه الرياح"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الفصل يمثل نقطة تحول في الرواية

فالرواية ابتداء من هذا الفصل ستدخل

في إطار التحقيقات البوليسية

حيث ينوي توم ( الذكي الذي يجيد لعب الشطرنج )

تكوين فريق للتحري

ويستمر جيمي في سرد قصته المثيرة

أتمني أن يعجبكم هذا الفصل

الفصل الثالث

غادرت منزل ويليام وتوجهت إلى منزلي

وذاك السؤال عالق في ذهني

لماذا يريد ذاك الشخص قتلي ؟!

سؤالٌ محير أكثر مما توقعت

لقد بحثت في ثنايا ذاكرتي

لعلي أهتدي إلى الحل

لكن عبثًا كنت أحاول .. فكروا معي

ما الشيئ الذى قد يفعله فتى فى

الخامسة عشرة من عمره

ويستحق بسببه الموت

ماذا فعلت له ليطاردني بهذه الطريقة ؟!

جالت برأسي مختلفُ الأفكار

المجنونة أحيانًا والسخيفة أحيانًا أخري

تخيلت أن جدي الأكبر مثلًا قتل خادمته

التي كانت حاملًا منه

والآن عاد شبح طفلها الذي لم يولد

لينتقم مني

يا له من كلام فارغ .. أليس كذلك ؟!

ثم تخيلت أمرًا آخر

ربما الشبح هو جدي الأكبر نفسه !

وأنا سأكون في المستقبل طاغيةً أو ما شابه

وبالتالي يريد جدي تخليص البشرية مني !

وبينما أنا في تأملاتي "الحمقاء" سمعت صوتًا

يأتي من المكتبة

صوتُ ارتطام شيئ بالأرض

-وكانت المكتبة بجوار غرفتي-

نظرت إلي الساعة فكانت التاسعة والربع مساءً

لا يمكن أن يكون أبي في المكتبة

فهو ينام في الثامنة!

توجهت إلي مكتبة المنزل بسرعة

أظن أنني كنت أتخيل الصوت

نظرت حولي إلي هذه المكتبة الجميلة

التي لم أدخلها منذ ما يزيد عن الخمس سنوات

مساحة المكتبة كبيرة تقريبًا ضعف مساحة غرفتي

والمكتبة مرتبةٌ بشكلً رائع

والكتب فيها أكثر من أن تعدها !

وقد وضعت الكتب علي رفوف خشبية جميلة

وكل رفين يمثلان قسمًا

فهناك قسم " قصص الأطفال "

وقسم " الروايات البوليسية"

وغيرهما الكثير

والجميل في مكتبتنا أن الكتب في كل قسم

مرتبةٌ وفق الترتيب الأبجدي

أتذكر الآن القصص التي كنت أقرأها فيها

صحيحٌ أنها الآن في نظري مجرد قصصٍ طفولية

لكني ما زلت أحبها

توجهت إلي أحد الرفوف لأحضر كتابًا أقرأه

هذه المرة ليس قصةً طفولية بل أريد كتابًا علميًا

نظرت إلي القسم الذي يسمي " كتب العلوم"

وحينما توجهت إليه وقعت عيناي على

القسم المجاور له

قسم " كتب علوم ما وراء الطبيعة "

أنا أتذكر هذا القسم جيدًا

كان أحد الأقسام المحببة إليّ

نظرت باستحسان إلى صف الكتب المنسق

في هذا القسم

أثناء ذلك لاحظت شيئًا

في منتصف الصف تمامًا يوجد فراغ

يتسع لكتابٍ واحد

تُرى أين هذا الكتاب

نظرت إلى الكتاب الذى قبل الفراغ

وكان عنوانه يبدأ بحرف الذال

أما عنوان الذى بعد الفراغ كان يبدأ

بحرف الزاي

إذن لابد أن الكتاب المفقود

يبدأ بحرف الراء

أحسست بتيار هواء بارد يجوب الغرفة

من أين يأتي نظرت حولي فوجدت نافذة المكتبة مفتوحة

( و هي من النوع الذي يفتح مصراعها لأعلي عند الفتح

ولأسفل عند الغلق )

إذن أحدهم دخل إلي هنا

وأوقع شيئًا على الأرض

تفحصت عتبة النافذة ففزغت مما وجدته

لقد وجدت آثار رمل على النافذة

أو ربما رماد !

صحيح أن الفتحة لا تكفي لدخول

شخصٍ بالغ لكن أظنها تكفي

لدخول رجلٍ يتحول إلى

رمادٍ تذروه الرياح !

قررت أن أذهب لويليام حالًا

لقد كنت أثق به دائمًا والحديث معه يهدئني

غادرت المكتبة متجهًا إلي باب المنزل

وعندها دق الجرس

وكنت على وشك فتح الباب

لأخرج

فتحت الباب على كل حال

ولدهشتي كان ويليام يقف على عتبة بابي!

قال :

صديقي جيمي ، مساء الخير

قلت :

مساء الخير يا ويليام تفضل بالدخول

قال :

لا بل تعال أنت معي سنقابل توم

في منزلي

بالطبع أدهشني الأمر فقد كنت

في طريقي إلى منزله

فإذا بي أجده أمامي

يدعوني إلى منزله يبدو أننا نعرف

بعضنا بدرجةٍ كبيرة

ذهبت معه على الفور

وعندما وصلنا إلى منزل ويليام كان توم

يجلس في غرفته

وقد انفجرت من الضحك فور رؤيتي له

لقد كان يرتدي زيًا تنكريًا سخيفًا

قبعةٌ غريبة

ومعطف أغرب

وغليون مزيف طرفه في فمه (أي في فم توم)

لقد كان يلعب دور شيرلوك هولمز

ما إن رآني

حتى حدثني قائلًا :

أهلًا بصديقي العزيز واطسون

قلت محدثًا ويليام:

هل جلبتني إلى هنا لأرى

" صديقى العزيز هولمز " ؟!

ثم وجهت كلامي إلى هولمز ( أي توم):

خيرًا يا هولمز أهناك قضيةٌ محيرة

سنحلها معًا

قال لي توم ساخرًا :

هكذا أنت دائمًا يا واطسون

لا ترى ما هو قريبٌ منك

رغم أننا ننظر إلى نفس الشيئ

رغم نبرته الساخرة أحسست بجدية

تتخلل صوته فقلت :

ماذا تعني بحق السماء ؟!

فرد وهو يرفع يده في الهواء :

أعني أننا سنحقق في قضية

"شبح بيراشو"

الذي صار الآن شبح نيويورك

تبدو عليك الدهشة ولا عجب في ذلك

لكني حقًا أنوي التحقيق في الأمر

فأنا أظن جديًا أن أحدًا يحاول التخلص منك