قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا) |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() اُقَدِّمُ لَكُمْ رِوايةً بِعُنْوَانِ الْعُمْلَةِ الذَهَبِيَّة اُرِيدُ انْ اوَضِّحَ بَعْضَ الامُورِ اَوَّلاً : لا يُمْكِنُ انْ اُبْقِي الرِّوَايَةَ عَلَى مَسَارٍ ثَابِتْ , فَهَذَا سَيَجْعَلُهَا مُمِلَّة , و ايْضًا سَيَقْتُلُ وَاقِعِيَّتَهَا , لِهَذَا احْيَانًا يَجِدُ القَارِئُ مَالا يُرْضِيهْ , و هَذِهِ وَرَقَةٌ مَقْصُودَةٌ مِنْ طَرَفِي , ايْضًا اعْتَذِرُ لِمُحِبِّي الفُصُولِ القَصِيرَة , فَسَيَكُونُ الفَصْلُ الرَّابِعُ اخِرَ فَصْلٍ اُنْزِلُ فِيهِ مَضْمُونًا قَصِيرًا , كَذَلِكَ سَبَبُ تَاَخُّرِي فِي وَضْعِ الفَصْلِ الخَامِسِ , اِنْ لَمْ تَكُنْ اسْبَابًا , وَ التِّي تَكْمُنُ فِي اِنْتِظَارِي لِطَقْمٍ لَمْ اَجِدْهُ لِحَدِّ الانْ , و قَدْ سَئِمْتُ الانْتِظَار , وَ كَذَلِكَ عَدَمَ تَوَاجُدِي الدَّائِمَ فِي البَيْتِ , اِنْ لَمْ يَكُنْ نَادِرًا , و هَذَا يُصَعِّبُ عَلَيَّ مُرَاجَعَةَ الفَصْلِ بَعْدَ كِتَابَتِهِ , و ايْضًا تَجَنُّبَ كِتَابَةِ الزَّوَائِدْ , فَانَا اُحَاوِلُ انْ اجْعَلَ الرِّوَايَةَ قَصِيرةً عَلَى قَدْرِ الامْكَانِ , و اعْتَذِرُ اِنْ ازْعَجَ اسْلُوبِي البَعْضَ و كَذَلِكَ اخْطَائِي اللُّغَوِيَّةَ , فانَا احَاوِلُ صَقْلَ لُغَتِي العَرَبِيَّةَ , و الآنْ , ![]() ![]() الفصل الخامس : الكهل و بداية الكراس الجديد يفتح عينيه على أشعة الشمس , فيجد رجلا كهلا متسولا ينظر إليه مباشرة , فيخاف و ينهض بسرعة و يضرب أذنه صوت قوي , الا و هو صوت سقوط هاتفه النقال , تلك هي آثار ما بعد الثمالة , يسمع كل شيء بشكل كبير , فيبتسم الكهل و هو يحمل الزجاجة الفارغة و يقول : لقد اكملتها كلها , أحسنت يا فتى ! فيغضب سامر و يتعجب من صوته الخشن حين قال : و ما دخلك ؟ فيضحك الكهل : حتى صوتك و تغير , يبدو أنك امضيت سهرة ممتعة , يبدوا أنك لا تتذكر ما حدث , سامر : و كيف عرفت ذلك ؟ يبتسم الكهل : هذا مؤكد , فأنت ثملت , و اصبحت حيوانا زاهيا لـ ليلة , و خسرت الكثير مقابل القليل ! يتأثر سامر : ماذا تقصد يا عم ؟ ينفجر الكهل ضحكا : يا عم ؟ ههه , إجلس يا فتى , دعني اقص لك قصة , سامر : إنتظر لحظة و ساعود , سأبحث عن أغراضي , الكهل : هل تقصد الدراجة و ما تبعها ؟ لست متاكدا من محتوياتها فلم استطع التفتيش , و لكن وضعتها في مكان آمن , حتى لا ياخدها عمال النظافة صباحا , يتعجب سامر : شكرا , كلي أذانُُ صاغية , الكهل : هل درست من قبل ؟ سامر : لا , في الحقيقة لا أتذكر , الكهل : لا تتذكر ؟ حسنا , لن اتدخل في هذا , إجلس , ولا تقل كلمة حتى انتهي , سامر : حسنا , الكهل : كان هنالك ثلاثون طالبا , يدرسون في نفس القسم , في ثانوية متواضعة , و بدأت السنة الدراسية و كل الطلاب بملابس جديدة , و الجو مليئ بالألوان و السعادة تعم المكان , يبتسم سامر : و عاش الجميع بسعادة و هناء ههه , ينظر الكهل الى السماء قائلا : دعني اكمل يا فتى , دخل المدرس متعطرا , قائلا السلام عليكم , يعم السكوت ولا يرد احد , هنالك من يتكلم في الهاتف , و هنالك من هو مشغول بزميلاته المتبرجات , فيكرر السلام , فيحس الجميع بالغرابة , فيقول المدرس : دخل الاسلام غريبا , و سينتهي غريبا , تذكروا هذا يا اولاد , و احزنوا , فقد اتى زمن اصبح القاء السلام طلبا و ليس صدقة , فلا يعيره احد اهتمام , فيصعد الى الصبورة , يخرج الطباشير و يكتب : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمْ فتنطق فتاة : اظنك اخطات في القسم , فنحن ندرس رياضيات الان , فيدير راسه و لا يرد , يتوجه الى المكتب و يحمل القائمة , فتنطق الفتاة مجددا : هاي انت ! فينظر المدرس الى طالب يجلس في مؤخرة القسم , و تستمر الفتاة في التكلم , و المدرس ينظر الى الطالب , الى ان مرت الدقائق فتكلم الاستاد اخيرا : انت ! فلا يرد احد , فيشير الاستاد الى الطالب الجالس في المؤخرة قائلا : انت ! ماهو إسمك ؟ يقول الطالب باستهزاء : أحمد . يدير راسه الى الفتاة فيسالها نفس الشيء فتقول : مروى , فيضرب الاستاد المكتب ليسكت الجميع و يقول : انصتوا للحظة , كرر إسمك يا فتى : احمد , و يبتسم نحو الفتاة : و انتِ ؟ فتقول : مروى , هل انت اطرش ؟ يقول الاستاد : هل سمعتم يا طلبة ؟ هل احتاج الى ان اكرر ؟ فيعم الصمت , فقد تغيرت ملامح الاستاد و اصبح جديا , فينطق احد الطلاب : و ما معنى هذا ؟ فيبتسم الاستاذ : ظننت انني مخطئ , فاردت ان اتاكد , ينظر الى مروى و يقول : بالمناسبة , هل ترين هذه اللحية ؟ عمرها اكبر من عمرك ! فكيف تتجرئين و تتكلمي مع استاذِك بهذه الطريقة ؟ و انت يا احمد ! الفتاة تتكلم و انت ساكت ! الفتاة ترد على الاستاذ , و انت ساكت ! من الرجل هنا ؟ انت ام هي ؟ لماذا يا اولادي ؟ لماذا تصمتون حين يصل الامر الى الحد ؟ هل يشترط ان اكون استاذ علوم إسلامية حتى ادَرِّس بِإسْمِ الله ؟ لماذا عم الصمت ؟ اليس لديكم هواتف و امور تهتمون بها ؟ انتم فئة رياضيات , و هذا يعني اني لو اردت ان اجعل كل القسم راسبا , لفعلت ذلك ! هل تحبون ان يصبح الامر هكذا ؟ ان يصل الى تهديد ؟ يعم الصمت لدقائق اخرى , فيقول مجددا : السلام عليكم ! فيرد الجميع السلام , فيقول الاستاذ : شكرا , و الان , سأنادي الجميع , ثم ساعطيكم تمارين خفيفة لاعرف مستواكم , ... و استمرت حالة القسم على هذه الحالة لاشهر , حتى وصل وقت الامتحانات , و كانت ساعات الاستاذ الاسبوعية جحيما بالنسبة لكثير من الطلاب , مرت الامتحانات , و اتت النتائج , و نجح احمد فقط , فطرق باب المدير كثير من الناس , يشتكون من النتائج , في غضون ايام معدودة , طُرِد الأستاذ , بعد ان طلب حصة واحدة يودع فيها التلاميذ , اتى ذلك اليوم , الشيء الغريب ان جميع الطلاب اتوا , فدخل الاستاذ مثلما دخل المرة الاولى , و القى السلام , فرد الجميع السلام , فتوجه الى الصبورة , فوجد البسملة مكتوبة و مزخرفة , فإبتسم و نظر الى الطلاب قائلا : ماشاء الله , و لكن كيف لكم ان تاتوا بعد ان رسبتم من الإختبارات ؟ عم الصمت و لم يرد احد , فقال الاستاذ : لن اطيل عليكم الحديث , سبب رسوبكم , هو اهتمامكم بامور تافهة , و رمي امور اَهَم, تظنون انها تستحق العناء , و انها الاسهل , و لكن ماذا استفدتم ؟ يشير الى احمد و يطلب منه الصعود الى الصبورة , فيصعد احمد خجلا و يقول : نعم يا استاذ ؟ انظروا اليه , هل فقد جزء من جسده ؟ هل حصل له مكروه ؟ هل ظلمته ؟ هل ظلم نفسه ؟ اجيبوني ! فيقول الجميع : لا يا استاذ ! الاستاذ : اذا لماذا ؟ الم تكن دروسي واضحة ؟ بالطبع لا , فاحمد نجح و بعلامة عالية , فينزل الجميع راسه , يبتسم الاستاذ : تعلمون انه لا تزال لديكم فرصة , و هي نعمة , و انا ذاهب , و لا استطيع البقاء , هذه هي الدنيا , فهل اثق بكم لتبهروا الاستاذ الجديد ؟ يصيح الجميع : نعم يا استاذ , فيضحك الاستاذ : هل تعلمون سبب طردي ؟ فيقول احد الطلاب : النتائج يا استاذ . فيدير راسه يمينا و يسارا و يقول : هل من اجابة اخرى ؟ فتقول مروى : مقولتك يا استاذ , ان الإسلام دخل غريبا و سينتهي غريبا ! الاستاذ : احسنتِ يا مروى , و مبارك عليك الحجاب ! لهذا يا اولادي , ان الطريق الصحيح اسهل , فكروا في الامر , ايهما اسهل ؟ ان تحمل ورقة و تدرس ؟ ام تقابل والديك بعلامات سيئة ؟ فلا يتكلم احد . يقول الاستاذ و عينيه تطلان على النافدة : ساروي لكم قصة خفيفة , ستكون عبرة لكم إن شاء الله , انا لم اولد مسلما , عائلتي كلها مسيحية , و ابي عمل قسا لاكثر من عشرين سنة , و ليلة قراءتي للقران كفضول فقط , جهزت جوا حميميا , الشموع و الاضاءة , مثل الافلام , و كل ما اقرا اية , انتظر سقوط شمعة , اقول في نفسي : يا الهي انا مستعد للدخول الى الاسلام , كل ما احتاجه هو اشارة , ربما انغلاق نافدة او اضاءة غريبة , او غراب يدخل الى الغرفة , يقولها و هو يبتسم تحسرا على تلك الايام و ترافقه ابتسامات التلاميذ . فيكمل : اقرا الاية التالية فلا يحدث شيء , فاقرا الثالثة و انتظر دخول الريح , او اي شيء يثبت ان الله موجود , و ان هذا الكلام مقدس , فسئمت و كنت ساقوم بغلق الكتاب و اكمل حياتي مقتنعا بديني , و لكن هل تعلمون ماذا حصل يا تلاميذ ؟ كانت الاية التالية , قال الله تعالى : " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها و زيناها و مالها من فروج * " فاحسست ان الله يخاطبني , و احسست اني اعمى , حيث كل هذا امامي , و انا ابحث عن المزيد ! يفتح جميع الطلاب افواههم دهشة و حيرة , حينها قال الاستاذ: نفس الشيء , انتم تنتظرون اشارة الى ان تدرسوا , تنتظرون الهاما , الى ان تنجحوا , انتم تنتظرون سببا , يرغمكم على القراءة , و لكن كل الاسباب و الاشارات موجودة , فالدراسة عبادة , و تعليم الناس عبادة , و كذلك افراح الوالدين و الى غير ذلك , فما الذي تريدونه اكثر من هذا ؟ ينظر اليهم و يصيح : هل تحتاجون اربعة اعين لتروا الامر ؟ لا و الله , ساذهب الان يا تلاميذي , وضعت تحت كل طاولة رسالة لكل منكم , تجدون فيها ما يسركم إن شاء الله , كتبا و نصائح , و الان , انا اعتذر ان لم اقم بواجبي على اكمل وجه , و اي احد لديه اي شيء يقوله فيتفضل , ساقفل عيناي حتى لا اراه , يقولها و هو يبتسم ! و بينما اعين الاستاذ تكلم اذنيه لتحزر صوت الطالب الذي سيتكلم , ينهض الجميع و يتجهون اليه و يحضنه الكل تعبيرا لما قام به , **** سامر و فمه مفتوح : اكمل يا عم ! لماذا توقفت ؟ يضع المتسول يده على راس سامر : ساترك الباقي لتتخيله بنفسك ! سامر : و لكن لماذا ؟ لماذا لم تكمل القصة ؟ يقول الكهل : او ليست النهاية واضحة ؟ الم تفهم سبب سردي للقصة ؟ يعم الصمت و يفكر سامر : هل تقصد انني احد الطلاب ؟ يبتسم الكهل : نعم , و انت اخترت الطريق الصعب , و لكن , لن تقابل والديك بعلامات سيئة , بل ستقابل ربك ! قال الاستاذ للتلاميذ ان لديهم فرصة ثانية , صحيح ؟ انت ايضا , فاحمد الله على العمر الذي اعطاه لك , و على كوني معك الان لانصحك , هل تعلم ماهو احسن شيء في القصة ؟ سامر : نجاح احمد ؟ يضحك الكهل : لا , ان الاستاذ إنسان , و افعاله تحتمل الخطا , لكن الله لا يخطئ , و هو يمهل , فيرتاح سامر و لا يستطيع قول كلمة , الكهل : لكن ...... هو لا يهمل ! فلماذا لا تكون احمد ؟ هل تظن ان حياتك اصبحت كارثة ؟ لما لا تعيد التفكير , ستجد انها لم تكن كذلك , بل انت الان قررت الرسوب , بمحض إرادتك , و الشيء المختلف الوحيد , هو انك تفكر فيها الان بجدية , انك فتحت عينيك للحظة , قال : قال المدرس : الم تكن دروسي واضحة ؟ و كذلك الله , هل تحتاج الى ان ترى السماء تسقط ؟ الا تكفيك كل هذه المعجزات ؟ انظر الى نفسك , كيف ستفسر ما فعلت ؟ و هل ساعيش معك دائما لانبهك ؟ لا , فنحن شبه آلآت , ابتسم الكهل و قال : عندما تشتري مكنسة , ماذا تجد معها ؟ ستجد دليلا و تعليمات , كذلك الإنسان , فقد اعطانا الله كتابا , القران الكريم , حتى لا تكون لدينا حجة , اقولها و اكرر : هل تفضل ان تكون احمد ؟ فقال سامر : نعم ! يبتسم الكهل : اجابة خاطئة , يجب ان تكون افضل ! لا تضع ابدا قدوة لك غير رسول الله صلى الله عليه و سلم , لا تقارن نفسك بالاخرين , بل خد طمعك و ضعه في المسار الصحيح , و اطمع الدخول للجنة , و ان يرضى الله عليه , ولا تهرب من الله بعد ما فعلت , بل اقترب منه و اطلب الغفران , فالله غفور رحيم , تنزل دموع سامر و يكاد لا يصدق ما فعل و يتذكر كلام ابيه حين قال : لا تنسى مبادئك يا بنى ! ينهض الكهل و يمسك يد سامر : هل انت مستعد ؟ يمسك سامر يد الكهل و ينهض : نعم ! يقول الكهل : و الأن اذهب , ولا تسال عن حالتي , و تذكر ان الاستاذ لم يكن مع التلاميذ في باقي الفصول , و كذلك انا , لن اكون معك يوم مماتك , اتمنى لك التوفيق , فيحضن سامر الكهل و يشكره , الكهل : إذهب الان ! فيمشي سامر بخطوات قصيرة و يدير راسه الى الخلف و يلوح بيديه وداعا , ينظر الى السماء و يقول : الحمد لله ! و يحمل دراجته و اغراضه و ينطلق ليبحث عن اقرب مسجد ليتوب توبة نصوحة و يكمل طريقه , مؤمنا ان العمل عبادة ! و كلام الكهل يدور برأسه . ![]() ![]() الطقم من تصميم المبدع Ali Alshehri الملقب بتايقر , يمكنكم مراسلته عبر صفحة الفيس بوك , و انا اشكره جزيل الشكر على ما قدمه لي , فقد اعطى طعما ثمينا للرواية يسهل للقارئ متابعتها , اتمنى له التوفيق و النجاح في مجال التصميم . ![]() التعديل الأخير تم بواسطة Anarchy ; 08-22-2014 الساعة 07:05 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|